نُقدم لكم خمسة جزر نائية في اليابان تتميز بجمال خلاب نوصي بزيارتها!
هناك العديد من الجزر النائية الجميلة في اليابان والتي يوجد بها العديد من المواقع الخلابة. في الواقع هذه الجزر تناسب من يحب الطبيعة والأجواء الهادئة، وأيضاً الآثار والبحار. وهي أيضاً مناسبة للإقامة حيث يوجد مرافق وخدمات توفر للجميع رحلة شيقة ومريحة. وفي هذه المقالة سنتجول في هذه الجزر ونكتشف معاً مواقعها المشهورة. لنبدأ جولتنا في الجزر اليابانية!
جزيرة ريبون (هوكايدو)
وهي جزيرة نائية تقع في بحر اليابان قبالة الطرف الشمالي الغربي من هوكايدو. وتقع الجزيرة على بعد 50 كيلومتر من أمام ساحل هوكايدو وتغطي حوالي 80 كيلومتر مربع.
ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة عن طريق العبّارة من واكاناي في هوكايدو. وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين بالعبّارة من ميناء واكاناي إلى ميناء كافوكا في جزيرة ريبون. وهذه الرحلة ممتعة للغاية لما تتمتع به هوكايدو من هواء نقي وبحر جميل، فتجذب بسحرها الخاص الكثير من الناس للاستمتاع بالطبيعة الجميلة في جزيرة ريبون.
وفي أقصى نقطة في شمال الجزيرة يوجد موقع يُدعى “سوكوتون كيب”. وهو مكان جميل يجذب السياح نظراً لأنه يقع في “أقصى نقطة شمالية” في الجزيرة. ومن هناك تبدأ أربعة مسارات للمشي لمسافات طويلة حول الجزيرة لتؤدي إلى الطرف الجنوبي.
وتبلغ المسافة “40 كم”، وهي صعبة بعض الشيء، لأن الجزيرة بها الكثير من الأراضي المرتفعة والمنخفضة ولكن لا يوجد جبال. وهناك العديد من الأماكن التي يمكن التجول والتنزه فيها على طول الطرق، لذا يمكنكم الذهاب في القسم الذي يعجبكم.
أما بالنسبة للذين يثقون في قوتهم البدنية ومعتادين على الركض والمشي لمسافات طويلة، أوصي بأن يحاولوا “الركض الرأسي” إلى أقصى الطرف الجنوبي من الجزيرة دون الانعطاف إلى اتجاه آخر.
وكما يوجد طريق ممهد بعد سكوتون سكيب، وهو طريق للمشي لمسافات طويلة في مرج خصب. ويوجد أزهار لا يمكن رؤيتها إلا في جزيرة ريبون، ولذلك تُعرف هذه الجزيرة باسم “جزيرة الزهور العائمة”. حيث يمكن مشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة للأزهار الملونة حتى في فصل الشتاء.
أما في فصل الربيع حتى الصيف، تتفح مئات الأزهار بالكامل فيتشكل مشهد خلاب وكأنه عالم في القصص الخيالية. ولكن بما أنه يوجد نباتات قيمة وجميلة، يرجى دائماً التأكد من البقاء في مسار المشي المخصص للحرص على عدم الخطو فوق النباتات.
وفي الجزء الغربي ستمرون بمنحدر يؤدي إلى مرصد، وأثناء المشي في هذا المنحدر لن تشعروا بالملل أبداً من جمال وصفاء البحر الأزرق وجمال الجزيرة الخضراء. وعند وصول المرصد يمكنكم أن تروا المنظر المذهل للمنحدرات والساحل الذي يتخذ شكل القوس والبحر الزمردي النقي. لاحظوا جمال الطبيعة بتفاصيلها الدقيق، ليس فقط سطح المياه الزمردية ولكن أيضاً انتبهوا إلى الشقوق العمودية والمنحنيات المرسومة على الجرف.
جزيرة سادو (نييغاتا)
جزيرة سادو النائية وهي جزيرة تقع قبالة الساحل الغربي لمحافظة نييغاتا. وتنتمي المنطقة بأكملها إلى مدينة سادو بمحافظة نييغاتا. ويمكن زيارة جزيرة سادو عن طريق العبّارة أو الطائرة النفاثة من ميناء نييغاتا. في الواقع لقد كانت هذه الجزيرة في الماضي منفى المفكرين والمعارضين للحكومة، ولكن بعد اكتشاف الذهب في القرن السابع عشر ميلادي في هذه الجزيرة التي كانت تعتبر قابعة، تغير حالها من الركود لتصبح وجهة سياحية ومكان مميز ومهم في اليابان.
والآن تشتهر جزيرة سادو بمعالمها الأثرية والسياحية، وبالمرافق اللازمة للسياحة والإقامة. ومن أهم أماكنها المشهورة هي منشأة التنقيب عن الذهب التي كانت تستخدم موقع منجم الذهب والفضة الذي استمر 388 عاماً من فترة إيدو حتى عام 1989. ويوجد فيها الآن دمى واقعية في وضعيات رجال يعملون لتكوين صورة واقعية عن حال المنجم في الماضي.
وكما يوجد متحف تم بناؤه في موقع منجم “نيشي ميكاوا ساكينزان” والذي يُقال إنه الأقدم في سادو. وهناك دورات للمبتدئين والمتوسطين والمتقدمين لـ “تجربة التنقيب عن الذهب”، ولكن المبتدئين والمتوسطين يقومون بالتجربة باستعمال نهر اصطناعي أما المتقدمين يقومون بالتجربة في نهر حقيقي.
وكما تشتهر جزيرة سادو بأنها الجزيرة الوحيدة في اليابان حيث يمكنكم رؤية طائر أبو منجل المتوج في البرية، ولكن للحصول على فرصة أفضل لمشاهدة هذا الطائر عن قرب فعليكم الذهاب إلى حديقة غابي توكي في الجزيرة.
ولاسيما أن الجزيرة تشتهر بحقول الأرز، وبالطبيعة الخلابة، وبالطرق الجبلية المتعرجة المذهلة. وبالتأكيد الإقامة في ريوكان تقليدي والاستمتاع بالطبيعة النقية والهادئة هي تجربة تستحق التجربة في هذه الجزيرة النائية.
ويمكن لمحبي القيادة الاستمتاع باستكشاف الجزيرة عن طريق القيادة، لذا احرصوا على التجول حول أفق سادو. حيث يوفر الطريق الجبلي المتعرج إطلالات بانورامية على الجزيرة بأكملها وعلى البحر، وفي نهاية الطريق يمكن الوصول لمنجم الذهب كنزان.
وفي الشاطئ الشمالي من الجزيرة يوجد شاطئ يُدعى فوتاتسوغام. وهو شاطئ رملي يشبه السلحفاة ويعد واحد من أفضل 100 بقعة للسباحة في اليابان. أما من الأنشطة الممتعة لاستكشاف الجزيرة وشواطئها هو القيام بجولة بحرية في “تاري بون”، وهو عبارة عن قارب على شكل حوض استحمام يقوم بقيادته أشخاص من السكان الأصليين يرتدون زي شعبي وتقليدي. هذا النشاط يمكن القيام به في الجزء الجنوبي من الجزيرة عن مدينة أوغي.
بالمناسبة، هذا النوع من القوارب المميزة ظهرت في الفيلم المشهور لاستديو جيبلي “سين واختفاء شيهيرو الغامض”.
ساروشيما (كاناغاوا)
هي جزيرة صغيرة تقع قبالة يوكوسوكا، كاناغاوا في اليابان. وهي الجزيرة الطبيعية الوحيدة النائية في خليج طوكيو. ويمكن الوصول إليها بالقارب من متنزه ميكاسا الذي يبعد حوالي 15 دقيقة سيراً على الأقدام عن محطة يوكوسوكا تشو. حيث تقع الجزيرة على بعد كيلومترين فقط من ساحل يوكوسوكا.
هذه الجزيرة مناسبة لمن يرغب في رحلة بسيطة ليوم واحد فقط. وقد يتسائل البعض عن وجود القرود في الجزيرة نظراً لأن اسمها يعني جزيرة القرود في اللغة اليابانية. في الواقع، لايوجد قرود في الجزيرة وإنما يرجع اسمها إلى اسطورة تقول أن قرداً أبيضاً عملاق قد ظهر في هذه الجزيرة لإرشاد قارب جرته الرياح بعيداً، وقد كان على متن ذلك القارب الراهب نيتشيرين فوصل الجزيرة بسلام بمساعدة القرد عام 1253م.
وبما أن شاطئ جزيرة ساروشيما مشهور بأنه بقعة مفضلة للشواء والاستمتاع بجمال البحر ونسيمه، فكثير من السياح اليابانيين والأجانب يجعلون الشواء من ضمن خططهم السياحية. حيث يمكن استئجار المعدات اللازمة للشواء من الجزيرة وما عليكم سواء إحضار المكونات.
كما أن الجزيرة غنية بالطبيعة ولديها العديد من المواقع التراثية التاريخية القديمة في اليابان، ولاسيما أجوائها النقية التي تحمل معها عبق الماضي تجعلكم ترجعون بالزمن إلى الوراء.
تستحق هذه الجزيرة النائية الاستكشاف والتجول في أعماقها لاستشكاف أبنيتها وتاريخها، فكما نرى في الصورة أبنية هذه الجزيرة بُنيت من القرميد الأحمر ولكن مع مرور الزمن أصبحت هذه المباني مغطاة بالطحالب والأشجار نتيجة محاولة الطبيعة استرجاع الجزيرة.
وبما أن جزيرة سارو موقعها استراتيجي فهي تعد نقطة دفاع متقدمة لميناء يوكوسوكا وخليج طوكيو، ولذلك حُصنت الجزيرة جيداً بعد نهاية حكم شوغونيه توكوغاوا حتى الحرب العالمية الثانية. والآن بقي من هذه التحصينات بعض الأنفاق المحفورة في مناطق مختلفة من الجزيرة والثكنات ومستودع ذخيرة.
ولمحبي التاريخ هناك متحف صغير موجود في ميناء الجزيرة، يمكنكم زيارته للتعرف أكثر عن تاريخ وآثار هذه الجزيرة.
بعد استكشاف الجزيرة والاستمتاع في دراسة المواقع الأثرية والتقاط الصور، ماذا عن الاسترخاء على جوانب الجزيرة؟ حيث يمكنكم التنزه في المواقع الصخرية عند الشريط الساحلي الشمالي وهو مكان مناسب للراحة والتأمل. وكما يمكن مشاركة العائلات والناس هناك في البحث عن الكائنات البحرية في مواقع تجمع المياه عند المد والجز. ولكن يجب الانتباه لأوقات المد والجزر للاحتياط من ارتفاع المياه بشكل مفاجئ أثناء الصيد، فقد يبللكم بالكامل.
ياكوشيما (كاغوشيما)
تقع جزيرة ياكوشيما إلى الجنوب من كيوشو، وتبعد عنها بـ 60 كلم. وهي تتبع إداريا محافظة كاغوشيما. وتبلغ مساحة الجزيرة 503 كلم2. وتتميز هذه الجزيرة بأنها تتخذ شكل مُضلع خماسي، ويغلب على تضاريسها الطبيعة الجبلية، وتكسوها غابة كثيفة بدائية. وقد تم تسجيل خمس الجزيرة كموقع للتراث الطبيعي العالمي.
ويوجد في الجزيرة ستة قمم جبلية يصل ارتفاعها لأكثر من 18000 متر، وكما تضم أعلى قمة جبلية في جزيرة كيوشو وميناورا دايكي يبلغ ارتفاعها 1935 متر، ولذلك يطلق عليها اسم “جزيرة جبال الألب في المحيط”.
إن حجر أساس جزيرة ياكوشيما هو من الغرانيت، ويقال أن القشرة الأرضية قد أنشأت سلسلة من التلال والتي نتج عنها تشكل هذه الجزيرة. وتتميز جزيرة ياكوشيما بوجود نباتات متنوعة وقيمة من المعروف أنها تنمو في مناطق شبه استوائية ومناطق المعتدلة الباردة، وهذا بسبب تميز الجزيرة بتنوع المناخ فيها والذي يعد الأعلى على وجه الأرض. ولاسيما سقوط الأمطار فيها بكثرة.
وبسبب هذه المميزات يمكن أن تجدوا في الجزيرة نباتات جبال الألب والشعب المرجانية والحيوانات النادرة مثل قرود ياكو وغزلان ياكو.
ومن الأشجار التي تتميز بها جزيرة ياكوشيما هي أشجار الأرز “ياكي سوغي” التي تعد رمز لجزيرة ياكوشيما، وهو لقب يطلق على الأشجار التي يزيد عمرها عن 1000 عام. وأشكال هذه الأشجار مع مرور الوقت يتغير، حيث تلوي الأوراق والسيقان نفسها وتتآكل أجزاء منها فيتشكل مناظر غريبة ومثيرة للاهتمام.
ومن أقدم هذه الأشجار هي شجرة “جومون سيدار” ويقال أن عمرها يبلغ 2000 أو 7200 عام. قِدم هذه الشجرة وجمالها جعل منها كهدف للسياح لرؤيتها على الطبيعة.
وكما يوجد جذع لشجرة يُدعى “جذع ويلسون” يُقدر عمرها بـ 3000 عام. هذه الشجرة اشتهرت أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي لأن جزئها العلوي يشبه شكل قلب حسب زاوية المشاهدة.
ومازال هناك العديد من المناطق في الجزيرة التي تستحق الاكتشاف فمثلاً يوجد في الغابة وادي يُدعى “شيراتاني أونسويكيو رافيني”. هذا المكان هو لوحة فنية خيالية. وقد تم استعمال مشهد الوادي الساحر مع الأشجار القديمة في فيلم استديو جيبلي “الأميرة مونونوكي” الذي يعبر عن أهمية الطبيعة وهو فيلم يستحق المشاهدة فعلاً!
وفي هذا الوادي يوجد مسارات للمشي قديمة وحديثة، وكما يوجد لوحات إرشادية متوفرة باليابانية والإنجليزية إلى جانب امكانية الحصول على خريطة لجميع أجزاء الوادي قبل الذهاب. وهذا كله يساعد على الاستمتاع في اكتشاف الوادي ضمن خطة منظمة وسهلة.
وكما يمكن الاستحمام في منتجع “هيراوشي كايشو أونسِن” الصحي بجوار البحر مباشرةً، أو يمكنكم الذهاب للاستمتاع بأطول شلالات الجزيرة وهو “شلال أكو نو تاكي”، وأيضاً شلال “سينبيرو نو تاكي” حيث تتساقط المياه من ارتفاع حوالي 66 متر على حجارة متراصة من الغرانيت.
ولابد من زيارة المحيط الأزرق الصافي والتجول على شاطئ الرمال البيضاء الذي يُدعى “سانغو نو هاما” بمعنى شاطئ المرجان، وهذا لأن الشاطىء يتميز بوجود رمال على شكل نجوم. فإذا نظرتم عن قرب ستلاحظون أن حبيبات الرمال فعلاً نجوم وتكون واضحة عند التقاط الصور.
جزيرة يورون (أوكيناوا)
جزيرة يورون والمعروفة باسم يورونجيما أو يورونتو، وهي إحدى الجزر الخلابة التي تقع قبالة جزيرة كيوشو. وتتمتع الجزيرة بمناخ شبه استوائي رطب حار في فصل الصيف، ودافئة ومعتدلة شتاءً. ومن أهم مميزات جزيرة يورون هو مياهها الصافية الساحرة وكما يوجد في هذه الجزيرة قرية فائقة الجمال بطابع يوناني، ومحطة قطار خيالية، ومرافق وخدمات عالية، وغيرها من أماكن جميلة مناسبة للاستمتاع والاسترخاء فيها.
تجذب هذه الجزيرة السياح اليابانيين والأجانب من كل مكان لما تتميز به من أجواء ساحرة ونقية تساعد على راحة العقل والروح بمجرد النظر إليها. فأول منظر يفكر به الناس هو رمالها البيضاء اللامعة وجمال شاطئها الصافي والمتلألإ.
ولاسيما الأنشطة الممتعة التي يمكن القيام بها في تلك المياه النقية، مثل ركوب القارب والسباحة. ومع ذلك كثير من الناس تكتفي بالتمدد على الرمال البيضاء ومشاهدة المنظر الخيالي واستنشاق النسيم النقي، وهناك من يقوم بالتمشي وسط المياه.
حيث يمكن القول أن هذا الشاطئ يظهر ويختفي بفعل المد والجزر، فيتمشى الناس وسط المياه ويستمتعون بجمال وقوى الطبيعة الساحرة.
ومن أجمل الأنشطة المائية المحبوبة هي الغوص، حيث يمارس الكثير من الناس الغوص مع كاميرات مائية لالتقاط أجمل الصور مع الآثار الموجودة تحت المياه الصافية. وخاصةً هذا الشيء الموجود في الصورة يجذب العديد لالتقاط شكل القلب الموجود في أعلاه، حيث يتغير جمال مشهد القلب حسب زاوية واتجاه التصوير.
وتتمتع جزيرة يورون بثقافتها وتاريخها المميزين، ونظراً لموقعها المميز يمكن التعرف على ثقافتها في مركز ساذرن كروس. وكما تضم الجزيرة حديقة تُدعى “يونو راكوين” وهي تعني كالتالي: “يونو” هو اسم الجزيرة باللهجة المحلية، و”راكوين” يعني الجنة. ويوجد في الحديقة الكثير من النباتات الجميلة ويمكن زيارتها والاستمتاع بالتنزه في وقت النهار.
الخلاصة:
في هذه المقالة اكتشفنا معاً خمسة جزر يابانية نائية تكسوها الغابات والطبيعة الجميلة، إن كنتم من محبي السياحة في الجزر والطبيعة وترغبون في أجواء هادئة بعيدة عن الحياة الصناعية والمباني الكثيرة. فنحن نوصي بزيارة هذه الجزر. وبالتأكيد مازال هناك الكثير من المواقع والأمور التي لم أغطيها بعد في المقالة، فهذه الجزر كبيرة ومليئة بالمواقع المتعددة.
أتمنى لكم زيارة الجزر اليابانية واكمال رحلة استكشافها بطريقتكم الخاصة، وأشكركم على القراءة حتى النهاية!