هي محافظة في اليابان تقع في منطقة “كينكي” في جزيرة “هونشو”. يبلغ عدد سكان محافظة أوساكا حوالي 8,800,000 نسمة وتبلغ مساحتها 1,905 كيلومتر مربع. تقع محافظة أوساكا على حدود محافظة “هيوغو” من الشمال الغربي، ومحافظة “كيوتو” من الشمال، ومحافظة “نارا” من الجنوب الشرقي، ومحافظة “واكاياما” من الجنوب.
أصبحت محافظة أوساكا مركزًا للثقافة والفنون شهدت تطورًا ثقافيًا من الناحية الحضرية والعصرية تميزت ملامحه في المتاجر الفخمة على طول الشوارع وازدحمت المقاهي ذات الطراز الغربي بالزبائن كما تعتبر أفضل وجهة لعشاق الطعام حيث يتلخص الموقف المحلي من تناول الطعام بمفهوم “كويداوري” الذي يعني «أن تأكل حتى تفلس». ولكن ما هو أكثر دفئاً وترحيباً من مطاعمها، هم سكان أوساكا المنفتحين فالسكان مضيافون وغالباً ستجدهم سعداء للدردشة أو تقديم نصائح السفر.
في هذا المقال ستتعرفون على بعض الأماكن التي يمكنكم زياراتها.
قلعة أوساكا
قلعة أوساكا، أو “أوساكا-جو” باللغة اليابانية، هي بالتأكيد واحدة من أشهر المعالم في اليابان، ولسبب وجيه. هذه القلعة المكونة من خمسة طوابق هي واحدة من أكثر الإبداعات البصرية إثارة في البلاد، مع تاريخ يعود إلى ما يقرب من 450 عامًا.
في عام 1583 م، بنى “هيديوشي تويوتومي”، وهو زعيم إقطاعي قوي ومحارب خلال فترة “سينجوكو”، قلعة أوساكا خلال فترة الاضطرابات التي أعقبت العديد من الحروب على مدى العقود السابقة. أصر هيديوشي، المهووس بالذهب، على وضع الذهب على الكثير من الأثاث الداخلي للقلعة، مع ظهور هذا الشكل أيضًا على المظلات الخارجية حتى يومنا هذا.
تم تدمير قلعة أوساكا وإعادة بنائها عدة مرات، وليس دائمًا بسبب الحرب وفي عام 1665 م تم تدمير برج القلعة الرئيسي في الواقع بنيران نتيجة عاصفة رعدية. بعد هذه الفترة، بقيت القلعة تقريبًا 200 عام أخرى، قبل أن يتم تدميرها مرة أخرى خلال حرب “بوشيين”.
تمت إعادة بناء أحدث نسخة (ونأمل أن تكون دائمة) لقلعة أوساكا في عام 1931، وعلى الرغم من تعرضها لبعض الأضرار الطفيفة خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الهيكل الرئيسي ظل قائمًا، وبعد أن تم الاعتراف به على أنه “موقع تاريخي” من قبل الحكومة اليابانية في الخمسينيات من القرن الماضي، استمرت القلعة حتى يومنا هذا. تعد قلعة أوساكا الحالية شهادة جميلة على العمارة اليابانية التقليدية، من التوازن الدقيق للألوان إلى الأنماط والأشكال الدقيقة التي تزين كل مستوى.
تشتهر قلعة أوساكا أيضًا بالبعض بجدارها الحجري المبني جيدًا بشكل لا يصدق، وهو مثير للإعجاب بحجمها الهائل، حيث تم استخدام ما يقرب 1 مليون حجر كبيرفي بنائها.
في حين أن القلعة نفسها جميلة بالفعل، فإن المنتزهات المحيطة تستحق الاستكشاف أيضًا. تم افتتاح حديقة قلعة أوساكا في عام 1931، وأصبحت وجهة شهيرة بشكل لا يصدق بسبب تغير أوراق الشجر في فصل الربيع “ساكورا” (أزهار الكرز)، بالإضافة إلى موسم الخريف “كويو” (لون أوراق الخريف).
دوتونبوري
دوتونبوري وهي منطقة مشهورة سياحياً وهي ايضاً من معالم مدينة أوساكا الرائعة، تمتاز بمرور النهر منها وايضاً هي منطقة للتسوق بهذه المدينة.
هذة المنطقة تكثر في العلامات والتماثيل الكبيرة كتمثال الاخطبوط أو السلطعون الموجودة ولكن الأكثر شهرة هو تمثال رجل “غليكو” تمثل لافتة غليكو مان العملاقة بأضوائها الساطعة الباهرة أعلى جسر دوتونبوري، والتي تصور رجلًا يركض على مسار سباق أزرق اللون، تميمة الحظ الشعبية للمكان لتصبح معلمًا مثاليًّا لالتقاط الصور يحظى بشعبية بين السياح والسكان المحليين. هذا التمثال هو اعلان لشركة غليكو للحلويات ويضيئ بأضوائه الساطعة، وهي أول لافتة وضعت عام 1935 وأصبحت على مر السنين معلماً محبوباً في هذة المنطقة.
تضم مسارح لعروض “الكابوكي”، ومسارح أخرى لعروض “البونراكو” (الدمى). ولا تزال هذه المنطقة، بعد ما يقرب من 400 عام، تمثل قبلةً للاستمتاع والترفيه، وتجذب إليها العديد من السكان المحليين والمسافرين على حدّ سواء.
منطقة دوتونبوري تشتهر بالأكل وتكثر بها جميع الاكلات التي تقدم لك في الشارع، ورائحة الأكل في كل مكان وتشتهر منطقة أوساكا بوجبة “التاكوياكي” وهي وجبة الاخطبوط اللذيذة وأيضاً “أوكونومياكي”، وفي هذة المنطقة قد تصرف المبالغ مقابل الاستمتاع بالأكل.
تسوتنكاكو
تسوتنكاكو يعني “البرج الذي وصل السماء” مملوك لشركة “تسوتينكاكو كانكو المحدودة”. هو برج ومعلم معروف في أوساكا، تم انشاء الحي بإلهام من قوس النصر في نصفها السفلي، بينما كان بناء نصفها الفوقي مستوحى من برج إيفل في باريس. يقع البرج في “حي شينسيكاي في نانيوا-كو، أوساكا”. ويبلغ ارتفاعه الكلي 108 متراً، أما سطح المراقبة الرئيسي فهو على ارتفاع 94.5 متراً.
شُيد هذا البرج أول مرة عام 1912 وكان متصلًا بحديقة ملاه مجاورة عبر التلفريك، وفي ذلك الوقت، كان ارتفاع البرج 64 مترًا وكان حينها أعلى برج في القارة الآسيوية. وبعد الحرب، أعادت المدينة بناء البرج ليصل طوله إلى 103 متر، مع إضافة مصابيح نيون زاهية تتغير ألوانها بتغير فصول السنة وسرعان ما أصبح واحداً من أكثر المواقع شعبية في المدينة، وجذب الزوار من جميع أنحاء المنطقة.
لا تفوّت فرصة مشاهدة برج تسوتنكاكو الذي يُعتبر من أبرز معالم المدينة ورمز للتقدم والابتكار وتوجه إلى أعلى البرج للتمتع بإطلالة رائعة على المدينة، حيث يمكنك أيضًا مشاهدة معروضات وتحف تستعرض التاريخ الحافل بالأحداث لهذه المنطقة ولا تنسى أن تتجول في أرجاء هذا الحي للتعرف على ملامح حياة الشارع في مدينة أوساكا قديمًا والاستمتاع بالأجواء الكلاسيكية للمدينة.
شينسيكاي
تم بناء حي شينسيكاي، في عام 1912 كحي عصري للمستقبل ولكن سرعان ما تم نسيانه بعد الحرب العالمية الثانية. إنه الآن من بقايا الماضي لكنه غير طبيعي بشكل ساحر، يتوافد السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى شينسيكاي لتذوق طعم أوساكا الجديدة.
عند تجولك ستلاحظ أن هذا الحي مزال يحتفظ بشوارع ومراكز الألعاب الإلكترونية القديمة البسيطة، وصالات ألعاب “باتشينكو” في حي شينسيكاي تحتفظ بملامح الماضي، كأنه في فترة الثمانينات وهو ما يزيد جاذبية لهذا الحي.
تنتشر دمية “بيليكن” للحظ السعيد في كل مكان في حي شينسيكاي، وقد ابتكرها معلم فنون أمريكي في القرن العشرين، حيث تجاوزت شعبية دمية بيليكن حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت ذروتها في عام 1912 أثناء تطوير حي شينسيكاي فهي تحيط في كافة أرجاء هذا الحي.
يضم الحي عدد كبير من المطاعم الصغيرة ذات أسعار منخفضة التكلفة التي تقدم ألذ وأشهر أطباق “كوشي-كاتسو” المحلية الرائعة والمكونة من أسياخ اللحم والخضروات والمأكولات البحرية المقلية بطريقة القلي العميق بعد غمرها في مخفوق البيض والحليب والدقيق، ثم وضعها في الخبز المحمّص. كما أنك ستلاحظ عدد كبير من الأشخاص الذين ينتظرون أمام هذه المطاعم الشعبية لتذوق هذه الأكلة المتميزة ويعد مطعم “كوشي-كاتسو داروما” الذي تأسس عام 1929 بموقعه بجوار برج تسوتنكاكو ويُعد أحد الخيارات الكلاسيكية في مدينة أوساكا.
معبد شيتينوجي
معبد شيتينوجي هو أقدم معبد رسمي في اليابان. تأسست في 593 م من قبل الأمير “شوتوكو تايشي”. شخصية بارزة في التاريخ الياباني لعبت دورًا رائدًا في إدخال البوذية إلى اليابان. كان المعبد يُسمى “شيتينو” أربعة ملوك سماويين من التقليد البوذي يحرسون العالم من الشر. وكان الأمير قد صلى من أجل هؤلاء الملوك في زمن الحرب، وعندما انتهت الحرب بنى المعبد لشكره. على الرغم من أن مجمع المعابد هذا له تاريخ طويل، إلا أن معظم المباني قد دمرت بالكوارث وأعيد بناؤها عدة مرات، ويعود تاريخ العديد من المباني الحالية إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
يمكن مشاهدة معظم المباني الخارجية للمعبد مجانًا، ولكن هناك ثلاثة مواقع ستحتاج فيها إلى دفع رسوم للدخول مجمع المعبد الداخلي وبيت الكنز وحديقة “جوكوراكو جودو”. ويشتمل المجمع الداخلي لـ “تشوشين جاران” على قاعة “كوندو” أو القاعة الرئيسية وقاعة محاضرات ومعبد من خمسة طوابق ويحيط به ممر مغطى بثلاث بوابات. يمكنك الدخول إلى المعبد وتسلقه، لكن لا يُسمح لك بالتقاط الصور سواء داخل الباغودا أو من النوافذ في الأعلى.
كما يمكنك زيارة حديقة جوكوراكو جودو التي تقع بالقرب من المعبد والتي تم تسميتها على اسم الجنة البوذية وهي حديقة نزهة جميلة وواسعة مع بركة وجداول والعديد من أشجار الكرز.
كما يُقام سوق كبير للسلع الرخيصة والمستعملة في أراضي معبد شيتينوجي فهو حدث مفعم بالحيوية ويمكن الدخول إليه مجانًا تمامًا مع حوالي 300 كشك لبيع المنسوجات والسيراميك والملابس المستعملة والتحف.
الملخص
تستحق محافظة أوساكا الزيارة في أي وقت من اليوم، بفضل ما تمتع به من أجواء استثنائية تبعث بداخلك الشعور بالحنين إلى الماضي والمطاعم المميزة غير المكلفة، وأحيائها التي تكون في أجمل صوره في وقت الغروب، عندما تدب الحياة في الشوارع مع بريق اللافتات المضيئة التي تُزيّن واجهات المتاجر والمطاعم بالأضواء الساطعة.
ومن أكثر السمات الرائعة الأضرحة والمعابد والقلاع التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، ولكل منها قصة ممتعة ترويها. على مدار العام، قلعة أوساكا، أو “أوساكا-جو” باللغة اليابانية، هي بالتأكيد واحدة من أشهر المعالم في اليابان ولسبب وجيه هذه القلعة المكونة من خمسة طوابق هي واحدة من أكثر الإبداعات البصرية إثارة في البلاد التي تستحق أن تكتشفوها.