تقع محافظة أكيتا في منطقة “توهوكو” في البر الرئيسي “هونشو”. وتقع محافظة أكيتا بالتحديد على ساحل بحر اليابان وتمتد شرقاً نحو جبال “أوو” على الحدود مع محافظة “إيواتي”، ويحدها من الجنوب الشرقي محافظة “مياغي”، ومن الجنوب محافظة ياماغاتا.
بينما يبلغ عدد سكان محافظة أكيتا حوالي 955.000 شخص وهي سادس أكبر محافظة في اليابان. ويتأثر مناخ محافظة أكيتا بمناخ بحر اليابان لوقوعها بجانبه، ومن مميزات هذا المناخ أن كمية الأمطار في المناطق الساحلية في فصل الشتاء ليست غزيرة جداً وساعات النهار قصيرة، بينما الصيف يكون حار ورطب وغائم نسبياً.
كما وتمتاز محافظة أكيتا بمواقع مميزة للغاية سواء طبيعية أو تاريخية أو ترفيهية. في هذه المقالة، سأقدم لكم أكثر المواقع المميزة والمشهورة التي نوصي بها في محافظة أكيتا. لنبدأ جولتنا السياحية.
نيوتو أونسِن
نيوتو أونسِن وهو منتجع مشهور للينابيع الساخنة تقع في مدينة “سينبوكو” في محافظة أكيتا. حيث يتصاعد بخار الينابيع الساخنة في جميع الأنحاء من أعلى مرتفعات “تازاواكو كووجين” بين غابات الزان البكر. وبالتحديد عند سفوح جبل “نيوتو” يوجد مجموعة ينابيع ساخنة تُدعى “نيوتو أونسِن”.
ويرجع تاريخ إنشاء “نيوتو أونسِن” كمنتجع للينابيع الساخنة إلى فترة “إيدو” عندما اكتسبت شهرتها بزيارة الزعماء الإقطاعيين لها، من أجل التعافي والراحة من السفر المتعب. وتتميز هذه القرية بمياه الينابيع الساخنة والنقية للغاية والتي تتدفق مباشرةً من أعماق غابات الزان البكر.
ويحتوي منتجع نيوتو أونسِن على سبعة ينابيع ساخنة جميعها تقع في أماكن خلابة ومذهلة للغاية وأشهرها ينبوع المياه الساخنة “تسورونويو أونسِن” ويعني ينبوع طائر الكركي. وتتميز مياهه بكونها غير شفافة، إذ إن لونها أشبه بلون الحليب أو طائر الكركي الأبيض، وهي مفيدة جداً لعلاج العديد من الأمراض ولصحة الجسم.
أما ينبوع المياه الساخنة “كورويو” ويعني الينبوع الأسود ولكن لون المياه هو أبيض، ويتميز بمياهه الساخنة والعائمة ويقع خلف القرية بين أحضان الطبيعة.
أما ينبوع “تاينو يو” يتميز بمزيج من مياه فضية وذهبية وشفافة صافية للغاية، ويطل على مشاهد جميلة على جدول نهر “سينداتسو”. أما ينبوع “كانيبا أونسِن” سمي بهذا الاسم لأن العديد من السرطانات تعيش في المستنقعات القريبة، وهو يقع على بعد 50 متر عن النزل أو المهجع، حيث يمكنكم الاسترخاء في الهواء الطلق وسط الغابة البدائية.
بينما ينبوع المياه الساخنة “ماغوروكو أونسِن” يقع أسفل النهر بعيداً قليلاً عن المهجع، وهو معروف باسم “ياما نو ياكويو” ويعني مياه الجبل الطبية. أما ينبوع “أوغاما أونسِن” وهو يقع في نزل خشبي قديم يعطي إحساساً بالحنين والراحة. وأخيراً ينبوع “كيوكامورا نيوتو أونسينكيو” تحيط به غابة الزان والمرافق التقليدية الجميلة.
تتميز قرية الينابيع الساخنة بإطلالات طبيعية وخلابة لها أجواء خاصة ومميزة. حيث يمكنكم اختيار ما يجذب انتباهكم من حمامات الأونسِن المنعزلة في أحضان الطبيعة والاسترخاء في المياه الساخنة التي تتدفق مباشرةً من غابة الزان. أما تناول الوجبات المحلية الطازجة التي تعد من الطبيعة النقية هي متعة خاصة لا يمكن نسيانها، لذا احرصوا على تجربة وجبات منوعة واستمتعوا بتناولها.
بحيرة “تازاوا”
تقع بحيرة تازاوا في مدينة سينبوكو. وهي أعمق بحيرة في اليابان حيث يصل عمقها حوالي 423.4 م، وبسبب هذا العمق فإن البحيرة لا تتجمد على الإطلاق. ومن شدة جمال البحيرة ولونها الأزرق الغامض، ولاسيما أجوائها الهادئة والساحرة التي ترتبط بها الأساطير. تم تعيينها كواحدة من أفضل 100 موقع خلاب في اليابان.
فاعتماداً على العمق وإضاءة الشمس على البحيرة، يتغير لون المياه إلى درجات الأخضر والنيلي والأزرق الألماسي. إذا قضيتم وقتكم هناك ببطء، ستشعرون بطاقة وجمال الفتاة “تاتسوكو” التمثال الذهبي الذي يقف برقة في البحيرة.
ولكن ما قصة تمثال الأميرة “تاتسوكو” التي تزين البحيرة بجمالها الفاتن؟ تقول الأسطورة أن “تاتسكو” كانت فتاة يابانية جميلة للغاية عاشت في هذه المنطقة. وكانت تاتسوكو تتمنى أن لا يزول جمالها أبداً، ولذلك كانت تذهب لمعبد قريب كل ليلة، لتصلي وتتمنى أن يكون لها جمال أبدي وشباب لايفنى. وبعد 100 ليلة من الدعوات المتواصلة، ردت الآلهة عليها في ليلة كان فيها القمر مكتملاً وقالت: “إذا شربتِ من مياه الينابيع التي تتدفق فوق الجبال الشمالية، سوف تتحقق أمنيتك”.
فاتجهت تاتسوكو فوراً إلى الشمال، ومشت لمدة طويلة في طرق جبلية حتى وجدت نافورة مياه، فشربت منها ولكن كلما شربت عطشت أكثر، فاستمرت في الشرب حتى تحولت إلى تنين. عندما لاحظت تاتسوكو أنها تحولت إلى تنين، انهارت الجبال وتشكلت بحيرة عميقة بلون أزرق عميق. تاتسوكو التي أصبحت تنين عاشت ومازالت تعيش في أعماق البحيرة للأبد. وتُعتبرالآن مثل آلهة تحمي البحيرة.
وفي أسطورة البحيرات الثلاثة، يُقال أن شخص يُدعى “هاتشيروتارو” تحول إلى تنين قبل خوضه لمعركة خسر فيها ضد عدوه الذي يُدعى “نانسونوبو” عند بحير توادا. وبعدها علم “هاتشيروتارو” بأمر الفتاة “تاتسوكو” وسمع عن جمالها الساحر، فقرر مقابلتها وعندما رآها وقع في حبها، ويبدو أنها أحبته فاتحد الإثنان معاً بروح واحدة.
ولكن “نانسونوبو” علم بأمر حبهم فقرر مقاتلة “هاتشيروتارو” ليأخذ الأميرة منه، ولكن هذه المرة فاز “هاتشيروتارو” من شدة حبه للأميرة. ويُقال أن البحيرة لا تتجمد في فصل الشتاء بسبب حبهم المخلص، وهما الآن يعيشان معاً بروح واحدة.
كما يوجد ضريح على الجانب الشمالي من بحيرة تازاوا يُدعى ضريح “غوزانويشي”، ويُقال أن الضريح تم بناءه في فترة عام 1598م. ويوجد فيه أشياء متعلقة بأسطورة “تاتسوكو” مثل منبع المياه وحجر المرآة. ويقال أن الضريح سمي باسم “غوزانويشي” لأن السيد الإقطاعي “يوشيتاكا ساتاكي” جلس واستراح فيه.
كما يوجد مزار صغير بجانب تمثال تاتسوكو ويطلق عليه ضريح “أوكيكي” ويعني الشجرة العائمة وذلك لأن بجانبه شجرة قريبة من البحيرة. ولأن هذا الضريح مرتبط بالفتاة الجميلة “تاتسوكو” و”هاتشيروتارو”، يُقال أنه مكان فعال للتمني للحصول على شريك مناسب.
إن الجلوس في مكان كهذا والتأمل في صفاء المياه الساحرة وانعكاس السماء هو أفضل حل للاسترخاء والراحة في منطقة أسطورية وجميلة للغاية.
شبه جزيرة “أوجا”
وهي شبه جزيرة وعرة تقع في الجزء الغربي من محافظة أكيتا وتطل على بحر اليابان. تشتهر شبه جزيرة أوجا بكونها وجهة سياحية جميلة وممتعة لاحتوائها على البراكين وكتل جبلية وتضاريس منوعة وأماكن سياحية كثيرة.
وخاصةً الينابيع الساخنة، حيث يمكنكم الاسترخاء في الأجواء الهادئة وتناول الأطعمة المحلية الطازجة واللذيذة، خاصةً الأسماك المتنوعة والشهية وذلك لأنها محاطة بالبحر من ثلاث جهات.
أول مكان ستبدأون به هو مركز أوجا للمعلومات السياحية، والذي يقع عند مدخل شبه جزيرة أوجا. وهو مكان مفيد حيث يمكنكم التحقق من المعلومات والخدمات السياحية، إضافةً إلى شراء الهدايا التذكارية. كما يوجد مطعم للوجبات الخفيفة ذات الشكل الأنيق. ولكن أعتقد أنكم ستندهشون قبل فعل أي شيء بالتماثيل العملاقة التي يصل طولها تقريباً 15 م، وتسمى “ناماهاغي” وهي ترحب بكم في دخول شبه الجزيرة.
حاولوا أخذ صور تذكارية معها بوضعيات مختلفة، ستكون لحظات ممتعة للغاية.
ولكن قد تتسائلون لماذا تماثيل شيطان بوجه مخيف؟ وماذا يعني “ناماهاغي”؟ سأشرح لكم قصتهم. إنه عبارة عن تقليد ياباني قديم و”ناماهاغي” هو كائن يشبه الشيطان، ويمثله الرجال بلبس قناع “أوني” بمعنى غول، وقبعات ولباس من القش مصنوعة بالطريقة التقليدية، ويتم ذلك خلال طقوس ليلة رأس السنة الجديدة في شبه جزيرة أوجا.
حيث يسير الرجال في مجموعات أو أزواج ويذهبون في جولات من بيت لآخر، فيقومون بتوجيه اللوم للأطفال الكسالى والذين يتصرفون بسلوك سيء، بقول عبارات بصوت عالٍ مثل “هل يوجد أطفال بكاء هنا؟” أو “هل الأطفال المشاغبون موجودين هنا؟”
ولذلك تعتبر “ناماهاغي” رمز يشير لشبه جزيرة أوجا. حيث يوجد متحف يزوره الكثير من السياح للتعرف على ثقافة هذه المنطقة ويمتلئ المتحف بتماثيل “ناماهاغي” المخيفة بجميع أشكالها. يمكنكم التمشي حولها وأخذ صور تذكارية معها.
لننتقل الآن إلى جمال الطبيعة، لنتسلق جبل “كانبو”، ثم لنتوجه إلى مرصد مراقبة يُدعى “هاتشيبوداي”. وهو مرصد يقع على ارتفاع 180 م فوق مستوى سطح البحر. عند هذا المرصد ستحصلون على مشهد بانورامي لشبه جزيرة أوجا، حيث يمكنكم رؤية البحيرة البركانية التي شكّلها انفجار بخاري وهو أمر نادر في العالم، ولذلك سميت البحيرة “مارو” ويعني “فوهة متفجرة”. خلفها مباشرةً يوجد خليج “توجا” المتصل بالبحر والذي يطلق عليه “بحيرة بركانية رابعة”.
أعتقد أن مشاهدة هذا المشهد سيريح القلب والروح فوراً، وقد أتمنى توقف الوقت فيه من شدة نقاوة الهواء وجمال الطبيعة الخضراء.
كما يوجد ضريح مشهور يُدعى “أكاجامي جوشادو” ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من شبه جزيرة أوجا. ولكن لا يمكنكم الوصول إليه بدون تسلق الدرجات الحجرية الأسطورية وعددها 999 والتي بناها الشياطين. ويجب الانتباه لأن أشكال الحجارة مختلفة والدرجات غير متساوية، ولذلك قد يكون التسلق صعب ويتطلب الكثير من القوة البدنية، ولكن مشهد الطبيعة حوله يستحق التسلق، لذا حاولو التسلق ببطء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
وعلى بُعد مسافة قصيرة من موقع ضريح أكاجامي، يوجد “غودزيلا إيوا” في زاوية الصخور الوعرة. ويُقال أن صخرة غودزيلا تبدو وكأنها تنفث ناراً عندما تطابق الشمس مع فم الصخرة أو تقترب منها عند الغروب.
فأصبحت نقطة جذب سياحي لظهروها على التلفاز بمشاهد مختلفة وجميلة. أعتقد أنه سيكون من الممتع أخذ صور تذكارية بوضعيات مختلفة مع هذه الصخرة خاصةً عند غروب الشمس.
كما يوجد معبد “أونشوجي” المميز بأزهار الكوبية “أجيساي” ذات اللون الأزرق، والتي تتفتح في جميع أنحاء المعبد في موسم الأمطار قبل الصيف، ولذلك يعد أفضل وقت لزيارته هو خلال موسم الأمطار أو في بداية الصيف. حيث تكون الأزهار متألقة بلونها الأزرق السماوي الجميل.
كما يوجود آيس كريم على شكل زهرة الكوبية زرقاء اللون تماماً تُباع حول المعبد. إنه من الممتع حقاً تناول آيس كريم زهرة الكوبية أثناء التمشي بين أزهار الكوبية والاستمتاع بجمالها الأنيق.
مقر إقامة الساموراي “كاكونوداتي”
ويقع في مدينة “كاكونوداتي” في محافظة أكيتا. حيث شيدت عائلة “أشينا” لأول مرة مدينة “كاكونوداتي” في أوائل عصر إيدو عام 1620 م، وازدهرت المدينة فيما بعد كمدينة قلعة حُكِمت من قبل عائلة ” ساتاكي هكّي”. ويتميز هذا الموقع بجمال الطبيعة الخلابة حيث يُحاط بالجبال من ثلاث اتجاهات ويمتد على طول نهري “تاماغاوا” و”هينوكينايغاوا”. وقد كانت تُعرف المدينة باسم “كيوتو الصغيرة”.
وعلى الرغم من أن القلعة لم تعد موجودة في الوقت الحاضر، مازال العديد من المباني القديمة قائمة لحتى الآن. ومنها منازل الساموراي الموجودة في بقعة مدمجة يبلغ نصف قطرها حوالي 2 كم، تصطف على جوانب شوارع منظمة تُزينها الطبيعة الخضراء وأشجار الساكورا.
وهي منطقة جذب سياحي شهيرة ليس فقط لليابانيين ولكن أيضاً للسياح الأجانب الذين يبحثون عن مناظر طبيعية تقليدية مرتبطة بالتاريخ. ولذلك تم تعيين شارع مقر إقامة الساموراي كمنطقة محمية وطنية للمباني التقليدية المهمة، وأيضاً عيُنت كمحمية ممتلكات ثقافية.
بالتأكيد يمكنكم زيارة العديد من مساكن الساموراي وأشهرها: عائلة “إيشيجورو”، وعائلة “أووياجي”، وعائلة “إيوا هاشي”، وعائلة “ماتسوموتو”، وعائلة” كاوارادا” وغيرهم. كما يوجد قصر مازال يُستعمل كمقر إقامة والعديد من المباني الأخرى القديمة.
ولكن قبل التجول أوصي بالذهاب إلى متاجر استئجار الكيمونو، اختاروا ما يناسبكم وبدلوا ملابسكم، ثم تمتعوا بجولة تقليدية وتاريخية لا مثيل لها وكأنكم رجعتم إلى فترة إيدو الجميلة.
منزل عائلة إيوا هاشي
ومن أهم المواقع التي لا بد من زيارتها هو متحف منزل “أووياجي ساموراي”، حيث يمكنكم زيارة المنزل الرئيسي في الداخل، ويتكون المتحف من مخزن أسلحة قديمة، وستة صالات للعرض، وكما يمكنكم استكشاف الممتلكات والمباني القائمة لحتى الآن والتي تبلغ مساحتها حوالي 10,000 متر مربع، هناك يمكنكم الاستمتاع بمشاهدة السيوف اليابانية والانغماس في التاريخ المحلي.
وبالطبع يوجد العديد من المقاهي والمطاعم حيث يمكنكم الاستراحة في أجواء تاريخية وتناول ألذ المأكولات المحلية.
كما يوجد مقر سكن “أونوزاكي” الذي يقع في الجزء الشمالي من شارع مقر الساموراي، حيث تظهر هندسة البناء أن الساموراي الذين كانوا يعيشون فيه هم من عائلة رفيعة المستوى.
وقد أصبح مقر “أونوزاكي” الآن قاعة عامة وأيضاً كقاعة للفنون القتالية. من حول هذا المقر تمتعوا بركوب العربة التقليدية واستمتعوا بأجواء الطبيعة التي تتغير ألوانها بشكل مذهل في كل فصل. ولا تنسوا أخذ صور تذكارية وأنتم في العربة بين منازل الساموراي والطبيعة الجميلة.
ويتمتع مقر إقامة الساموراي وحوله بلون أخضر مشرق في فصل الصيف، ولون أبيض نقي في فصل الشتاء، ولون دافئ في فصل الخريف، أما في فصل الربيع تتفتح أزهار الساكورا في جميع أرجاء المنطقة والتي يبلغ عددها حوالي 400 شجرة كرز.
والتي تصطف بألوانها الزاهية على طول النهر حول المرافق والمنازل القديمة والتقليدية. وتعد هذه المنطقة مشهورة بشكل خاص كموقع سياحي مميز في فصل الربيع، ولاسيما أجواءها الليلة الخاصة عندما تتلألأ أشجار الساكورا حول نهر هينوكيناي.
يوكوتي “مهرجان كاماكورا للثلج”
في مدينة “يوكوتي” في محافظة أكيتا، والتي تشتهر بتساقط الثلوج الكثيفة في فصل الشتاء، والمشهورة بمهرجان “كاماكورا” للثلج في شهر فبراير. والذي يتميز بالعديد من الفعاليات والأنشطة الممتعة، خاصةً في تاريخ 15 و16 فبراير. وهو مهرجان تقليدي يُقام ليلًا ونهارًا، ويُعرف على الصعيد الوطني بتقليد “ميتشينوكو” الشتوي.
حيث يتم بناء حوالي 100 كوخ ثلجي والذي يُعرف باسم “كاماكورا” ويبلغ ارتفاع الكوخ حوالي 3 أمتار ويتسع تقريباً لأربعة أو خمسة أشخاص. وتنتشر هذه الأكواخ في المدينة بأكملها.
وينتظر هذا اليوم العديد من السكان والسياح للتمتع بالأجواء والمشاهد الجميلة، وللجلوس داخل الأكواخ وتناول الطعام مع إضاءة دافئة. ولكن قبل الدخول سيكون هناك أطفال عند الأكواخ تقدم لكم “الموتشي” والمشروبات وتقول لكم “ادخلوا كاماكورا من فضلكم”.
ويُقال أن “كاماكورا” كان حدث تقليدي يُقام منذ حوالي 450 عاماً، في فترة إيدو في “أوتشي ماتشي” حين كان يعيش الساموراي خلال الحكم الإقطاعي. في ذلك الوقت في ليلة 14 يناير في التقويم القمري، تم إنشاء جدار ثلجي مربع ووضعوا “الشيميناوا” وهو حبل مفتول من القش و”الكادوماتسو” وهي ثلاثة براعم من الخيزران.
وثم قدموا الساكي و “الموتشي” والتي هي عبارة عن عجينة من الأرز الدبق. من أجل الدعاء لنمو الأطفال والقضاء على الكوارث.
كما يُقال أنه في مدينة خارجية، في تاريخ 15 من يناير التقويم القديم، تم بناء حفرة ثلجية وتم تكريسها من أجل إله الماء والصلاة للحصول على مياه جيدة. وكان هناك لعبة مشهورة بين الأطفال حيث يصنعون حفرة في الثلج المتراكم ويدخلونها. ويُقال أن هذه العادات اندمجت وأصبحت ثقافة مهرجان “كاماكورا” الذي يُقام في عصرنا الحالي.
ويمكنكم الاستمتاع بأجواء الثلج المتساقط والأكواخ الثلجية “كاماكورا” في عدة مناطق وفي عدة مشاهد جميلة. ومنها قلعة “يوكوتي” والمنازل الشعبية القديمة. خاصةً في الليل حين تصبح الأجواء رومانسية أكثر بالإضاءات الدافئة داخل الأكواخ وسط الثلج.
هذه الأجواء ستكون ممتعة جداً مع أصدقائكم وأحبائكم، لذا احرصوا على أخذ صور تذكارية في الأكواخ وخارجها في عدة مناطق تقليدية. ولكن احرصوا على لبس ملابس ثقيلة حتى لا تصابوا بالبرد.
ومن الأحداث التي لا يمكن تفويتها هي أكواخ “كاماكورا الصغيرة ” والتي يصل عددها أكثر من 2000 كوخ صغير يتشارك في صنعها السكان المحليين والأطفال كل عام، وتنتشر في مناطق واسعة مغطاة بالثلج الكثيف. وعندما تضاء الشموع في الليل تصبح المنطقة بأكملها مذهلة للغاية مليئة بأجواء الحنين والدفئ والرومانسية، أجواء كهذه هي مناسبة أيضاً للأحباء والأزواج.
الخلاصة
محافظة أكيتا تمتاز بجمال مميز للغاية فهي تلبي رغبات الجميع، باحتوائها على أماكن طبيعية وأماكن تاريخية وتقليدية ومهرجانات والخ. ولاسيما مواقعها المرتبطة بالأساطير الغامضة مثل بحيرة تازاوا وتمثال “تاتسكو”. وبالطبع مازال هناك الكثير من المواقع والكثير من المهرجانات في هذه المحافظة الجميلة التي تستحق الاستكشاف.
وبالنسبة للمسلمين والعرب بشكل عام، إن كنتم من محبي الاسترخاء في الينابيع الساخنة في قرية “نيوتو أونسِن”، لا تقلقوا حول الخصوصية حيث يوجد حمامات ينابيع خاصة ومنعزلة، حاولوا التواصل والاستفسار قبل الذهاب حتى تفهموا من إدارة الينابيع الساخنة حول القواعد والتعليمات وحجزوا حماماً ساخناً يناسبكم من أجل راحة لا مثيل لها في المياه النقية التي تتدفق مباشرةً من الطبيعة النقية.
أتمنى أنكم استمتعتم في السياحة واستكشاف محافظة أكيتا، عندما تزورونها احرصوا على الاستمتاع بكل لحظة وتوثيقها في صور تذكارية جميلة ومشاركتها معنا. شكراً جزيلاً لكم على القراءة.