محافظة أوكيناوا جزء من مجموعة جزر “ريوكو” تقع في أقصى جنوب اليابان وتتكون محافظة أوكيناوا من 160 جزيرة. تحظى أوكيناوا بتنوع تضاريسها وبمناخها الشبه الاستوائي حيث تنتشر فيها الجبال وتكسوها الغابات التي تحيط بالمدينة فرصة لمشاهدة النباتات والحيوانات نادرة. أما في الجزء الجنوبي للمدينة يمكنك مشاهدة التلال الصخرية المنخفضة إضافة إلى بحارها وشواطئها ومعالمها التاريخية مما يجعلها تتميز بشعبية كبيرة بين السياح في أي وقت من السنة.
تعد محافظة أوكيناوا وجهة سياحية هامة بالنسبة لليابانيين والأجانب لما تحتويه من الكثير من الجوانب الجذابة المتنوعة حيث يمكن للزوار المشاركة في عدة فعاليات كالرياضات البحرية الغوص في المحيط الرائع المليء بالشعاب المرجانية الملونة كما يمكن الماركة في سباق هاري للقوارب ومسابقة الرقص التي تتم في مهرجان الصيفي وأيضا مسابقة شد الحبل التي تُقام في فصل الصيف والخريف إضافة إلى أماكن الاسترخاء والاستجمام التي تحتوي على العديد من مرافق التجميل والحمامات المعدنية. وفي هذا المقال سنكتشف أهم بعض الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في محافظة أوكيناوا.
شارع “كوكوساي-دوري”
يقع شارع كوكوساي-دوري وسط مدينة “ناها” بالقرب من محطة حافلات ناها، يتميز هذا الشارع بالنشاط والحيوية لما يحتويه من معالم تاريخية والكثير من الأنشطة الترفيهية الليلية ويضم هذا الشارع الكثير من المتاجر المتنوعة منها المتاجر التجارية الشهيرة والمتاجر الصغيرة الشائع الموجودة في جميع أنحاء العالم إلا أن انتشار المتاجر المحلية والمطاعم والمقاهي والباعة الجائلين والأسواق المغطاة. ما يضفي على هذا الشارع رونقاً خاصاً مقدمي العروض الفنية ومنها الرقصات الشعبية وعروض نجوم البوب الواعدين.
كما يعرف بسوق “هييوا-دوري” وهي حي للتسوق وهناك ستجد العديد من المتاجر الصغيرة والأكشاك التي تبيع الملابس التقليدية والخزف واللحوم والأسماك الطازجة وتماثيل “شيسا” بجميع أحجامها. وشارع “ايتشيبا-هوندوري” وهو أحد الشوارع الضيقة التي تضم سوقًا للمزارعين لبيع المحاصيل الزراعية المحلية. ويستحق سوق “موتسومي-دوري” الزيارة أيضاً.
قلعة “شوري”
يوجد فوق أراضي أوكيناوا ما يفوق 300 قلعة تقريباً تروي جميعها تاريخ المدينة منذ لحظة إنشائها في القرن الخامس عشر مروراً بكل ما شهدته المنطقة من أحداث حتى الوقت الحاضر، ومن أبرز القلاع في المحافظة قلعة شوري:
هي واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في مدينة ناها في جزيرة أوكيناوا الرئيسية وهي موطن لحكام مملكة “ريوكيو” القديمة وتعد من ضمن قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي حيث يمكنك الاستمتاع بفن العمارة للقلعة المبنية على طراز أوكيناوا التقليدي لكن تم ترميم هذه القلعة عدة مرات من 1958م لما تعرضت له من دمار نتيجة الحرب العالمية الثانية وقد خضع الجزء الداخلي للمبنى الرئيسي للترميم ليستعيد طرازه الأصلي، بينما تضم القاعتان الشمالية والجنوبية متاحف حديثة الطراز.
قلعة شوري مبنية بشكل أساسي من الخشب والحجارة، ويعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى القرن الرابع عشر لكن غير معروف بالتحديد تاريخ الانتهاء من بنائها.
وعند تجولك داخل القلعة أنه تم تصميم سقف القلعة بالطوب الأحمر وهناك الكثير من المعالم التي يمكن مشاهدتها في مجمَّع القلعة وحوله، بدءاً من الهندسة المعمارية الفاخرة للمباني حتى المعارض المُقامة داخل المتاحف.
تقع القلعة على قمة تل وتطل على مشهدٍ رائعٍ لمدينة ناها عند زيارتك للقلعة ستعترضك بوابة كبيرة ومنها بوابة “سونوهيان أوتاكي إيشيمون” والتي شيدت من قبل الملك “شوشين” في عام 1519م وهو مدخل البوابة الحجرية المؤدية إلى البستان المقدس، حيث كانت الصلوات تؤدَّى أملًا في سلامة الملك كلما غادر القلعة.
حوض سمك “تشوراومي”
يوجد بمدينة أوكيناوا حديقة تُسمى “بأكواريوم أوكيناوا تشوراومي” وتعد أكبر حديقة للأحياء المائية في العالم عند افتتاحها في عام 1979م، وقد تم إعادة بناءها سنة 2002م.
في مدخل الحديقة يوجد تمثالاً ضخماً لأكبر سمكة في العالم سترى بركة تتيح لك لمس حيوان نجم البحر بيديك، وكذلك حوضاً يعرض محاكاةً مذهلةً للحياة في أعماق البحار.
وهو مؤلف من خزان رئيسي والعديد من الأحواض المتفرقة، والتي تحتوي الكثير من الحيتان وأسماك القرش والعديد من أنواع السمك النادرة مثل ثعابين البحر النادرة وأنواع من سرطانات البحر والشعاب المرجانية مختلفة الألوان وأنواع أخرى التي تجسد عالماً مزدهراً تحت الماء في أوكيناوا. كما يحتوي هذا الحوض على أسماك استوائية ملونة بألوان زاهية.
يعد حوض أسماك أوكيناوا، واحداً من أكبر الأكواريوم في العالم، فهو يضم 77 حوض مائي ضخم من شأنه أن يبهر زائريه بحجمه الهائل مع ثروة من الحياة البحرية الرائعة ومن بينه حوض تيار بحر “كوروشيو” يمتد من الطابق الأول إلى الثاني ويبلغ طوله 35 متر وعرضه 27 متر أما عمقه 10 أمتار ويستوعب بداخله 7500 متر مكعب من الماء ويحتوي على الكثير من المخلوقات البحرية المتنوعة والرائعة والتي يأتي في مقدمتها سمك القرش الذي يبلغ طوله 8 أمتار.
بالإضافة إلى ذلك، يستضيف الحوض أيضاً عروض الدلفين الرائعة يعرف بعرض أوكي شان المسلي التي تؤديه مجموعة من الدلافين هو من أحد الأماكن المفضلة والمحبوبة بالنسبة للسياح.
جزيرة “كوري”
تقع جزيرة كوري شمال جزيرة “ياغاجي” في الجزء الشمالي من جزيرة أوكيناوا الرئيسية. يطلق عليها جزيرة الحب لوجود صخرتين شهيرتين اللتين تتخذان شكل قلب على شاطئ “تينو”، وحقول قصب السكر والبطاطا الحلوة أرجوانية اللون وشواطئ ساحرة تمتد في هدوء تحت أشعة الشمس.
أصبحت على الفور وجهة سياحية شهيرة عندما تم عرضها كموقع في إعلان تجاري مشهور في اليابان. نوصي بهذا الشاطئ لأولئك الذين يستمتعون بالغوص، لأنه يمكنك رؤية الكثير من الأسماك عن قرب كما يوجد الكثير من الصخور ذات الثقوب المستديرة الكبيرة المنتشرة على الشاطئ بإطلالات مميزة.
جزيرة “مياكو”
تقع جزيرة مياكو جنوب غرب جزيرة أوكيناوا وتضم شاطئ “يوناها ما يهاما” الساحر الذي يستلقي في هدوء بطول سبع كيلومترات على ساحل الجزيرة الذي يعد من أروع الشواطئ الرملية في اليابان. هو أبرز معالم جزيرة مياكو، ويمكن زيارته في الفترة بين فصلي الربيع والخريف. يتميز هذا الشاطئ بوجود مضلات ملونة ومقاعد طويلة لاستراحة والتمتع بالمناظر الخلابة كما يوفر الشاطئ حمامات وأماكن للاستحمام.
تتمتع المأكولات البحرية في جزيرة مياكو بما في ذلك “الساشيمي”، وللجزيرة عادة متبعة في تناول وجبة الساشيمي مع “الواسابي” في صلصة الصويا.
عند زيارتك لجزيرة مياكو يمكنك التوجه إلى الحديقة النباتية بها أكثر من 1600 نوع من النباتات والأشجار، وهي مكان رائع لقضاء ساعة من الاسترخاء والتمتع باحتساء المرطبات المعروضة.
هناك أنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها مثل الغولف، وركوب الدراجات، وصيد الأسماك على وجه الخصوص بسبب تنوع الأسماك والكميات التي يمكنك صيدها. تضم الجزيرة قسماً للسباحة يستضيف سباق “سترونغ مان ترياثلون” (الجري، والسباحة، وركوب الدراجات) السنوي في نهاية شهر إبريل/نيسان من كل عام.
وتوجد على طرف شبه الجزيرة التي يبلغ طولها كيلومترَين منارة بيضاء ذات جمال أخّاذ ومن هنا، ستحظى بإطلالة فاتنة على مياه المحيط الهادئ الزمردي.
كما يمكنك زيارة ثلاث الجزر المجاورة لها وهي “إيرابو” و”شيموجي” من الغرب و”إيكيما” من الشمال، وتتميز كل منها بأميال من الشواطئ الرملية البيضاء والمياه الزرقاء الصافية.
الملخص
تُعتبر أوكيناوا بالتأكيد وجهة مثالية لمن يبحثون عن سبل الابتعاد عن صخب الحياة في المدينة، تتمتع جزيرة أوكيناوا بأجواء مريحة وهادئة، خاصة أن السكان المحليين في هذه المحافظة اليابانية يستمتعون بنمط حياة أبطأ وأكثر راحة، فعند زيارتك لهذه المحافظة احرص على حضور المهرجانات والفعاليات التي تُقام على مدار العام فيمكنك الاستمتاع بمشاهدة الحيتان في الشتاء والربيع والمشاركة في الألعاب الرياضية في الصيف ومشاهدة سباق “هاري دراغون للقوارب” في شهر مايو و حزيران، ومسابقة لرقص “إيسا” في الصيف، بالإضافة إلى مسابقات شد الحبل التي تُقام كل صيف وخريف وحضور الفعاليات الثقافية في الخريف.