تقديم ستة مواقع نوصي بها في “كيوتو”، مدينة التاريخ والتقاليد اليابانية!

هل سبق وسمعتم باسم مدينة “كيوتو” من قبل؟ تقع مدينة كيوتو في الجانب الغربي من اليابان وهي عاصمة اليابان القديمة قبل طوكيو. كما وشهدت كيوتو تاريخاً طويلاً من الأحداث وغيرها التي وقعت في اليابان منذ العصور الوسطى.

 

وفي الوقت الحاضر تجذب المواقع التاريخية في كيوتو العديد من السياح والسكان الذين يعيشون هناك. في هذه المقالة، سوف أعرض المواقع التي أحبها في كيوتو! آمل أن تستمتعوا بتاريخ كيوتو العريق وطبيعتها الخلابة.

 

معبد كيوميزو

يُعد معبد “كيوميزو” منطقة جذب سياحي وقد سُجل كموقع للتراث العالمي. ويعد أحد المعابد الشهيرة في مدينة كيوتو ورمزاً لها. وما يجذب الكثير من الناس لزيارته هو عدم وجود أعمدة التي تدعم طوابق البناء لهذا المعبد المبني على الجرف. فعندما زرته لأول مرة كنت أفكر بداخلي وأقول “ماذا لو سقطتُ من هذا الطابق؟” ولكن بالطبع هذه الطوابق متينة وقوية للغاية، لذا لا يوجد داعي للقلق.

 

 

وتعد إطلالة كيوتو من عند شرفة الطابق العلوي لمعبد “كيوميزو” جميلة وساحرة جداً. في هذه البقعة لايمكنكم أن تنسوا الجمال اللحظي فقط، ولكن لن تنسوا أيضاً الإطلالات المنوعة التي تتغير اعتماداً على الموسم. وهذا يتيح الفرصة للاستمتاع بالمناظر الجميلة لكل موسم على مدار العام، مثل إطلالات أزهار الكرز في الربيع واللون الأخضر المشرق في أوائل الصيف، بينما ستستمتعون بالأوراق ذات الألوان الدافئة في الخريف والثلوج النقية في الشتاء. 

 

بالطبع أنا أحب موسم تفتح أزهار الساكورا لأنه يجعلني أشعر بطاقة إيجابية. لذلك أحب زيارة معبد كيوميزو خلال موسم الربيع من أجل الاستمتاع بإطلالات أشجار الساكورا. بالنسبة لكم أي موسم تفضلون لزيارة معبد كيوميزو؟

 

 

بستان البامبو ساجانو

بعيداً عن أجواء كيوتو الصاخبة، إذا تقدمتم خطوة واحدة هنا ستشعرون كما لو أنكم عدتم إلى الماضي في العصور الوسطى في اليابان. هذا الطريق الذي يُدعى “ساجانو بامبو فورست” هو طريق ضيق محاط بالخيزران ويمتد لحوالي 200 متر.

 

 

تبدو وكأن لأوراق الخيزران قوة سحرية غامضة، وذلك لأن هذه الأوراق تحجب أشعة الشمس الحارة في الصيف وبرودة الشتاء الشديدة. فتجعل منها هذه السمة مكاناً مميزاً بدرجة حرارة مريحة سواء في الصيف أو في الشتاء. ولاسيما الصوت المريح الناتج عن تضارب أوراق الخيزران معاً عند مرور النسمات اللطيفة يجعلني أشعر بالراحة والاسترخاء. أما في الأيام المشمسة، فإن أشعة الشمس تتداخل بين أوراق الخيزران مما يمنحكم جواً يابانياً أكثر أناقة وروعة.

 

 

سوق نيشيكي

هناك الكثير من الأسواق الجميلة في العالم العربي، أليس كذلك؟ أعتقد أن معظم الناس يحبون التسوق والتفاوض أيضاً. وبالحديث عن الأسواق، تمتلك كيوتو سوقاً كبيراً وطويلاً جداً! حيث يوجد حوالي 130 متجراً مصطفاً في هذا الممر الذي يستمر لحوالي 400 متر. وكل متجر فيه يتميز بأدواته الفريدة، فمثلاً هناك متاجر تبيع الحرف اليدوية والهدايا التذكارية التقليدية والشاي والآيس كريم والخ.

 

 

أكثر ما يناسب شخصيتي هي خضراوات كيوتو والتي تُعرف أيضاً باسم “خضراوات كيو”، فهذه الخضراوات لها طعم مميز وقد كانت محبوبة جداً منذ العصور القديمة. ومايميزها هو طريقة الزراعة وجودتها العالية منذ القدم. كما يُباع في سوق نيشيكي المخللات اليابانية مثل: اللفت والفجل والجزر ويمكنكم أيضاً تذوقها. إذا وجدتم الخضار التي تحبونها لما لا تشترون منها، فالتسوق في هذا السوق سيتيح لكم صنع ذكريات جميلة جداً لأطعمة كيوتو المميزة.

 

 

وعادةً يستغرق الأمر من ساعة إلى ساعتين أثناء التجول في السوق ومشاهدة الحلويات والخضراوات، ولكنه من الطبيعي أن قضاء الوقت في السوق بأكمله يستغرق وقتاً طويلاً. اذا اعجبكم شيئاً هنا، يمكنكم اخذ الصور له ومشاركتها مع أصدقائكم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

معبد كينكاكو-جي

إذا كنتم تحبون اليابان، فأعتقد أنكم رأيتم هذا المبنى من قبل على الإنترنت!! عادةً يُطلق على هذا المبنى معبد “كينكاكو-جي” ولكن الإسم الأكثر شهرة هو “روكون جي”. وقد تم بناء هذا المعبد عام 1398م من قِبل “يوشيميتسو أشيكاغا” وهو الشوغون الثالث في العصور الوسطى في اليابان (فترة موروماتشي).

 

ويتكون هذا المعبد من ثلاث طوابق ولكل منها نمط مختلف، حيث تم تقسيم الطوابق وفقاً لأسلوب المباني ونمط الحياة في كل فترة. أما عند النظر في سبب تسميته باسم معبد “كينكاكو-جي” حيث أن “كين” تعني ذهب، وهذا لأن الجدران الخارجية ذات الطبقتين أو الثلاث طبقات مغطاة بورق الذهب ومن هنا جاء الاسم. أتذكر أنني كنت مندهشاً للغاية عندما علمت لأول مرة بأن طراز الغرف يختلف في كل طابق! إنه مبنى فاخر للغاية!

 

 

بالطبع يمكنكم مشاهدة إطلالات مدهشة وجميلة لمعبد كينكاكو-جي وفقاً للمواسم اليابانية من فصل الربيع حتى الشتاء. أعتقد أن من أجمل هذه المشاهد هو التباين الساحر بين بياض الثلج النقي واللون الذهبي اللامع للمعبد، حيث يبدو المشهد وكأنه خرج من قصة خيالية.

 

 

نهر كامو “كاموغاوا” 

كاموغاوا وهو نهر يبلغ طوله حوالي 23 كم، ويتدفق من الشمال إلى الجنوب في مدينة كيوتو. وقد شارك هذا النهر مع مدينة الثقافة والعصور القديمة “كيوتو” تاريخاً خالداً طويلاً. وخلال فترة إيدو، تم إنشاء العديد من صالات العرض والمسارح حوله، وفي الصيف تصطف المقاهي والمطاعم للتخفيف من حر الجو وإنعاش الناس بالأطعمة والمشروبات الباردة.

 

 

بالطبع مازال هذا المكان يحظى بشعبية كموقع للاسترخاء، حيث يمشي الناس على طول النهر كل يوم مستمتعين بنقاوة وهدوء الجو. أعتقد أنه من الممتع التنزه هناك أثناء مشاهدة أزهار الكرز في موسم الربيع، وتساقط الثلوج في فصل الشتاء وغيرها من أوقات فصول السنة المنوعة والجميلة.

 

 

كما وتعيش العديد من الطيور البرية حول نهر كامو، حيث يمكنكم مشاهدة طائر المالك الحزين الذي يعكس بياضه النقي على سطح النهر، وأيضاً المالك الحزين الرمادي الكبير الذي يطفو برشاقة. وهذا لأن النهر يقع بين أحضان الطبيعة فيمكنكم ملاحظة الكثير من الطيور الأخرى الجميلة. إنه من الممتع للغاية المشي أثناء الاستمتاع بصوت المياه المتدفقة من نهر كامو مع صوت الطيور اللطيفة.

 

 

قلعة نيجو

هذه القلعة من أجمل القلاع التي بناها “توكوغاوا إياسو” وهو أول شوغون منذ بداية فترة إيد. وقد شهدت هذه القلعة لحظات صعود وسقوط عائلة توكوغاوا حتى نهاية الشوغون الخامس عشر “توكوغاوا كيكي” خلال فترة إيدو. ويمكن القول أن هذه القلعة قد قطعت طريقاً طويلاً مليئ بالأحداث المميزة في تاريخ اليابان.

 

 

 والأن تحظى قلعة نيجو بشعبية وأهمية تاريخية، فقد تم ذِكرُها في كتب التاريخ المدرسية من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية. وبالطبع عندما كنتُ طالباً في المدرسة الإعدادية والثانوية، قمتُ بزيارة هذه القلعة في الرحلات المدرسية. كما وتعد قلعة نيجو قلعة مميزة لها مكانة خاصة للشعب الياباني.

 

برج الزاوية الجنوبية من قلعة نيجو

 

بالنسبة لي فأنا أحب حديقة قلعة نيجو. هذه الصورة تظهر لكم مشهد الحديقة المخصصة كمنطقة ذات مناظر خلابة خاصة في بلد كنزي ووطني. إنها حديقة يابانية جميلة للغاية، حيث يتم ترتيب الأحجار وأشجار الحديقة بدقة وتمعن، كما يوجد بركة كبيرة وجميلة في وسط الحديقة. في أول زيارة لي في هذا المكان كان تعليقي الأول “لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الحديقة أو هذه النباتات المنسقة بشكل جميل من قبل!” فبمجرد المشي عبر هذه الحديقة الهادئة في يوم ممطر جعلني أشعر بالراحة والنقاء.

 

 

الملخص

بدءاً من معبد كيوميزو ومعبد كينكاكو-جي حتى قلعة نيجو ونهر كامو وغيرها من الأماكن التاريخية والجميلة في كيوتو، حيث يمكنكم أن تشعروا بتاريخ اليابان الطويل وتعيشوا أحداثه. وفي نفس الوقت تمتلئ كيوتو بالأماكن التي يحبها الناس في العصر الحالي. في النهاية، كلما عرفتم المزيد عن تاريخ اليابان وتاريخ كيوتو، كلما كانت زيارتها أكثر متعة وتشويقاً. أرجو منكم محاولة زيارة مدينة كيوتو التاريخية يوماً ما في المستقبل. وأشكركم على قراءة المقال.