أكبر ثلاث مهرجانات في اليابان!
يتميز كل أقليم في اليابان بسمات موسمية وثقافية وتاريخية تختلف عن آخر وتعبر المهرجانات في كل منطقة عن السمة المحلية الخاصة بها. فتعتبر المهرجانات خيطا أساسيا في نسيج الحياة اليابانية منذ قرون عديدة حيث يجتمع الناس في المهرجانات للصلاة ولشكر عالم الأرواح من أجل النجاح في الزراعة وصيد الأسماك والتصريح بالأمل في التمتع بصحة جيدة فكل مهرجان يتميز بطابع يجعله مميز ويتفرد بطابعه الخاص.
وبما أن اليابان تتميز بأعداد كبيرة من المهرجانات التي تتميز بمختلف الاشكال لجذب السياح للتعريف بثقافة المنطقة المحلية المقام بها. وسنقوم اليوم ومن خلال مقالنا بالتحدث عن بعض أشهر المهرجانات التي تُقام في بعض المناطق في اليابان، فاختارنا ثلاث مهرجانات وهي كالتالي:
مهرجان جيون في محافظة كيوتو
مهرجان جيون أو ما يُطلق عليه باليابانية “جيون ماتسوري” أكبر مهرجان سنوي في كيوتو، والأكثر شهرة في اليابان. يملأ السكان المحليون والمسافرون على حد سواء الشوارع لهذا الحدث الذي يعد جزءًا من الاحتفال الديني.
جيون ماتسوري هو مهرجان ضريح “ياساكا”، للمهرجان قصة اسطورية تعود أيضًا إلى أكثر من ألف و مائة وخمسين عام، حيث عانت كيوتو من سلسلة من الكوارث الطبيعية والاوبئة وفي احدى وسائل استرضاء الطبيعة أقام الياباني القديم مراسم التطهر واسماها “جيون”. كان الغرض الأصلي للمهرجان جيون هو الصلاة من أجل النجاة من وباء المرض.
تتركز الاحتفالات الرئيسية للمهرجان حول شوارع مدينة كيوتو حيث يتوافد عليه من أنحاء اليابان. ومن أبرز معالمه هي عروض احتفالية للعربات المحمولة تعرف بعوامات “ياما بوكو” المزينة كثيرة الزركشة يصل وزنها 12 طنا التي يتم تزينها بالأعمال اليدوية الرائعة لدرجة أنهما يُشار إليهما أحيانا باسم المتاحف الفنية المتنقلة فتكون مصحوبة بعروض موسيقية تقليدية. تمتد هذه الاحتفالات لمدة شهر يوليو بأكمله ويُقام الموكب الكبير “يامابوكو جونكو” في “ساكينو ماتسوري” في 17 يوليو و “أتونو ماتسوري” في 24 يوليو.
ويسبق كل عرض ثلاث أمسيات من يامابوكو جونكو احتفال تعرف باسم “يوياما”. تسمح هذه الليالي الثلاث للناس بزيارة العوامات، المتوقفة في مناطق مختلفة من المدينة. حول العوامات، يمكن للناس شراء سحر حسن الحظ يسمى “تشيماكي” والاستمتاع بأطعمة الشوارع المحلية. ويسمح للجمهور بزيارة البيوت التي يمتلكها كبار تجار” الكيمونو” لمشاهدة موروثات الأسرة يطلقون عليه اسم “بيوبو ماتسوري” أو “مهرجان الشاشة القابلة للطي وهي فرصة لرؤية المنازل التقليدية.
مهرجان سانو في محافظة طوكيو
مهرجان سانو هو واحد من أشهر المهرجانات الثلاثة الكبرى الذي يضم جملة من الفعاليات في عدة عروض التي تستمر لمدة أحد عشر يوما. يتمركز مهرجان سانو حول ضريح “هيا جينجا” بين حي أكاساكا التجاري والمباني الحكومية في حي ناغاتاتشو ويعتبر من أهم الاضرحة في العاصمة طوكيو كما يمكن الوصول إليه بسهولة. يعتبر هذا المهرجان التاريخي الكبير من أهم المهرجانات في اليابان.
خلال فترة إيدو (كما كانت تسمى طوكيو ذات مرة، 1603-1867) وتُقام الاحتفالات في شهر يونيو من كل عام زوجي، حيث تتناوب الاحتفالات مع مهرجان كاندا، وهو حدث شقيق يحدث في السنوات الفردية. تشمل الأحداث احتفالًا تاريخيًا مهمًا حيث يتم تقديم الصلوات من أجل سلامة القصر الإمبراطوري والسلام في المدينة بالإضافة إلى الأضرحة المحمولة يجوبون بها الشوارع المزدحمة في منطقة أكاساكا.
خلال فترة حكم توكوغاوا (العائلة الحاكمة في عصر إدو)، أصبحت عائلة توكوغاوا مرتبطة “بضريح هيا أيضًا وانتشرت تقاليد الاحتفال بمهرجان سانو للاحتفال بتوكوغاوا وكذلك للاحتفال بمدينة إيدو.
يضم هذا المهرجان عدد كبير من المشاركين منهم راقصين وفنانين وأشخاص يرتدون الازياء اليابانية التقليدية حاملين ضريحا مزينا تظهر فيه صورة الآلهة. ويضم موكبا يبدأ وينتهي في ضريح هيا وهو المكان المخصص لأنشطة المهرجان واحتفالاته وهو ضريح لإله الحارس في طوكيو.
مهرجان تنجين في محافظة أوساكا
تم تصنيف مهرجان تنجين ماتسوري كواحد من أفضل ثلاث مهرجانات في اليابان، جنبًا إلى جنب مع مهرجان جيون.
يُقام هذا المهرجان اليوم في 24/25 يوليو من كل عام. تُقام الاحتفالات الرئيسية في اليوم الثاني، بما في ذلك موكب بري وموكب نهر بألعاب نارية. تنجين متسوري هو مهرجان ضريح “تانمانجو” ويكرم إلهه المبدئي “سوجاوارانو ميتشيزاني”، إله المنحة.
يبدأ المهرجان بدعوة الإله بشكل احتفالي إلى الخروج من الضريح وعرضه في أنحاء المدينة، وتنفيذ مختلف الاحتفالات الحماسية قبل إعادته إلى الضريح. تظهر الاحتفالات المليء بالأزياء التقليدية والمواكب الرائعة والأجواء الاحتفالية.
في صباح اليوم الأول (24 يوليو)، يبدأ المهرجان بطقوس في ضريح تانمانجو، تليها صلاة في النهر من أجل السلام وسلامة وازدهار أوساكا. في فترة ما بعد الظهر، يقرع الرجال الطبول بقبعات حمراء طويلة لإبلاغ الجميع أن الاستعدادات للمهرجان كاملة.
تبدأ أبرز أحداث المهرجان من اليوم الثاني (25 يوليو)، عندما يقود الطبول ذوي الرداء الأحمر ضريح تانمانجو عبر شوارع أوساكا.
يتميز الموكب الطويل بشخصيات مختلفة المظهر، عفريت طويل الأنف يركب حصانًا، عوامة احتفالية مصحوبة بموسيقى المهرجان، راقصات الأسد، راقصات مظلة. بعد حوالي ساعة من الموكب، القافلة التي تحمل الضريح المحمول المذهب المزخرف “الميكوشي” الذي يحمل روح إله، سوجاوارانو ميتشيزاني، يغادر الضريح ويسبقه صبي وفتاة تقود ثورًا مقدسًا.
بعد وصول الموكب إلى نهر “أوكاوا”، يتم تحميل أعضائه والأضرحة المحمولة على قوارب ليتم استعراضها في أعلى وأسفل النهر إلى جانب قوارب الموكب، هناك بعض القوارب المرحلة التي يتم فيها تقديم عروض التقليدية “نو” و “بونراكو” للمتفرجين على اليابسة.
يستمر موكب النهر مع استمرار الاحتفالات في الليل ويتوج عندما تبدأ الألعاب النارية في الانطلاق، وتُعتبر الألعاب النارية في مهرجان تنجين ماتسوري، جنبًا إلى جنب مع القوارب المضاءة وانعكاساتها قبالة النهر، تشكل مشهدًا فريدًا حقًا وبعدها تنزل قافلة ميكوشي ثم تعود إلى الضريح.
ملخص هذه المقالة
وتبقى المهرجانات ذات ميزة خاصة لا يتخلى عنها اليابانيون فهي تعبر عن ثقافة وحضارة السكان الأهلين التي تُقام على مدار العام في اليابان رغم اختلاف كل منطقة في طريقة الاحتفال التي تجعل لكل مهرجان طابع خاص يميزه عن بقية المهرجانات الأخرى ويعكس تاريخ وثقافة المنطقة المحلية المقام بها.
رغم اختلافهم في طريقة الاحتفال إلا أن جميعهم يشتركون على اعتقاد واحد بأن الآلهة تسكن عالم الطبيعة لذلك نلاحظ أن الاحتفال بالأضرحة لغاية استرضاء وشكر وتمجيد الآلهة.
إلى جانب الاحتفال بالآلهة تُقام أيضا الاحتفالات لغاية الترفيه والتنفيس على الناس وتمكينهم من الاستمتاع بالعروض المتنوعة كما يمكنهم المشاركة فيها لذلك يحضر حشود من الناس للاستمتاع ويتنافسون على الأماكن المشاهدة الجيدة.
لذا ننصح الزوار بالحجز المبكر عند الحضور لأحد المهرجانات. لكن تم الغاء في هذه السنة كل المهرجانات بسبب فيروس كورونا المستجد.
مع هذا المنشور زادت رغبتي في زيارة اليابان
شكراً جزيلاً لك! نحن سعداء بسماع ذلك نتمنى لك زيارة اليابان يوما ما!🥰