كيف تختلف مراحل الحياة في اليابان عن مراحل الحياة في العالم العربي؟ نقدم لكم مراحل الحياة في اليابان بشكل عام
تنقسم حياة الإنسان إلى عدة مراحل حسب الهدف من الدراسة، فمثلاً يمكن بدأ تقسيم مرحلة حياة الإنسان منذ فترة الولادة والرضاعة حتى ينمو جسم الرضيع جيداً على أنها مرحلة الرضاعة، وثم مرحلة طفولة وشباب ومراهقة والخ. أو يمكن تقسيمها بشكل عام أكثر مثل حياة الطفولة، البلوغ، منتصف العمر، والكبر في السن وهكذا. ثم يتم القيام بالأبحاث لدراسة معنى مراحل الحياة وأحداثها الطبيعية، وكيفية تكيف الإنسان وتخطيطه لها، وكيفية استغلالها جيداً وغيرها من دراسات.
ولكن في ماذا تختلف مراحل حياة الانسان في اليابان عن مراحل حياة الإنسان في العالم العربي؟! هل يتشابهون بالأحداث والخطط وطرق التفكير وطريقة استغلال المرحلة؟ في هذه المقالة سأقدم لكم مراحل حياة الإنسان في اليابان بشكل عام وما هي أهم أحداثها، حتى تتعمقوا أكثر في طريقة تفكيرهم وفي نظام حياتهم.
المرحلة الدراسية (حتى عمر 22 تقريباً)
تبدأ المرحلة الدراسية بشكل عام عند الأطفال منذ بداية تقليدهم للكبار واكتساب اللغة من المجتمع من حولهم، ولكن نلاحظ أن الأطفال يحبون اكتشاف أبسط الأمور وهذا ما يُطلق عليه “مرحلة الاكتشاف”. حيث يقوم الأطفال بلمس ودراسة تفاصيل كل شيء من حولهم، فهم يريدون أن يعرفوا اسم كل شيء وما هي وظيفته. فتجذبهم الألوان والأشكال الغريبة ويتعمقون بالحياة أكثر.
تدريجياً يبدأ الطفل بالتفكير عن ما يناسب شخصيته أكثر خاصةً عندما يبدأ “مرحلة رياض الأطفال”. في اليابان هناك الكثير من الاختيارات التي سيمارسها الطفل مثل الرسم والرياضة والغناء وصنع الأشكال اليدوية وحتى اكتشاف الحشرات والنباتات وزراعتها، وغيرها من أنشطة أساسية من شأنها أن تساعد الطفل على اكتشاف ميوله ومواهبه، هذا إلى جانب التركيز على زيادة وعي الطفل حول الطبيعة والمجتمع من حوله وطريقة تفكيره.
يمر الطفل بعدها بمرحلة الإبتدائية والتي لا تركز على تقديم الطفل للامتحانات بشكل أساسي إذ لا يوجد امتحانات رسمية، فهذه المرحلة إلى جانب التعليم تركز بشكل أساسي على تنمية الوعي الاجتماعي والثقافي وطريقة تفكير الطفل بأسلوب صحيح ومناسب. هذا إلى جانب تعليم الطفل الاعتماد على نفسه في أمور الحياة وكيف يصبح ناضج. حيث يتعلم الطفل آداب التعامل مع الناس، وكيف يذهب لمحطة القطار ويختار القطار والوجهة لوحده، ويتعلم أساسيات الطبخ والتنظيف والفنون الموسيقية اليابانية والرياضية وزراعة النباتات وأنواعها والخ.
أطفال من نادي البيسبول في مدرسة ابتدائية
بعدها تبدأ المرحلة الإعدادية والثانوية ويبدأ الطالب بالنضوج أكثر والتفكير في مسارات حياته أكثر، يتم تعليم الطالب العديد من المواد المهمة والأنشطة المهمة. ويبدأ في المرحلة الإعدادية في آخر عام بالدراسة المكثفة من أجل تقديم اختبارات القبول في المدارس الثانوية، حيث يوجد أنواع من المدارس الثانوية منها أكاديمية ومهنية ومدارس شاملة أيضاً.
هذا إلى جانب وجود مميزات، مثلاً عادةً يشارك الطلاب في نوادي معينة تناسب ميولهم في المدرسة ولكن هناك مدارس قد لا يوجد بها النادي الذي يريده الطالب مثل نادي لنوع محدد لفنون القتال اليابانية أو نادي موسيقى محدد كالعزف على آلة الكوتو أو على الكمان والخ. وغيرها من مميزات والخدمات التي تمتاز بها المدارس، وكلما كانت المدرسة مرموقة كلما توجب على الطالب بذل جهده لدخولها.
خلال المرحلة الثانوية بعض الطلاب يبدأون القيام بعمل جزئي ضمن ساعات محددة كونهم طلاب، وقبل التخرج عليهم التفكير جدياً في مهنتهم المستقبلية وما هي الجامعة التي يريدون الذهاب إليها والتخصص الذي يريدون دراسته. يتم الاهتمام بهذا الموضوع بشكل رسمي ويتم مناقشته مع الأهالي. بعد أن يحدد الطلاب اختياراتهم يبدأون بالتحضير لامتحانات القبول الجامعية وبالدراسة المكثفة لدخول الجامعة.
تبدأ المرحلة الجامعية بعالم آخر ونظام تعليمي جديد وواجبات كثيرة وأبحاث متعددة على الطالب القيام بها، إذ لا تعتمد الأبحاث على الجلوس والبحث على الإنترنت فقط، وإنما تعتمد أيضاً على قراءة العديد من الكتب والتجربة والتطبيق ودراسة النتائج والذهاب إلى أماكن متعلقة بموضوع البحث والخ حسب التخصص. هذا إلى جانب القيام برحلات وتخييم وأعمال تطوعية تناسب التخصص، حتى يتعلم الطلاب من الحياة الواقعية والتعاون وماهي أعمال الناس وطرق تفكيرهم في العالم الخارجي للجامعة.
إن تطبيقات عملية كهذه مهمة جداً لزيادة وعي الطالب الجامعي حول الحياة العملية والمجتمعية، إذ يتم تنفيذ برامج التبادل الطلابي واستقبال طلاب أجانب وهذا من شأنه أن يزيد وعي الطالب الجامعي للعالم الخارجي.
كثير من طلاب الجامعة يقومون بعمل جزئي ليغطوا تكاليف الدراسة أو الاحتياجات الأخرى، وليبقوا على صلة بالحياة المجتمعية وليبنوا شخصيتهم. وبالتأكيد كثيراً منهم يكمل لمرحلة الدراسات العليا. ولكن قبل التخرج على الطلاب القيام بنشاط مهم سأشرحه في المرحلة التالية.
مرحلة العمل
قبل تخرج الطلاب من الجامعة بعدة أشهر سواء طلاب بكالوريوس أو دراسات عليا أو حتى خريجي مدارس مهنية، يتوجب عليهم البحث عن عمل أو كما يقول اليابانيون عنه “مطاردة الوظيفة.” وهي ظاهرة مشهورة في اليابان إذ تمتلئ الشوارع بالطلاب مرتدين زي أسود رسمي يبحثون عن عمل في إحدى الشركات أو المؤسسات حسب التخصص، ويرسلون طلبات عمل كثيرة ويقومون بإجراء مقابلات متعددة حتى يحصلوا على عرض عمل في شركة. وعند التخرج غالبية الطلاب يكونوا قد حصلوا على وظيفة بالفعل.
ويُطلق على الأشخاص الذين تخرجوا وبدأوا العمل لأول مرة باسم “توظيف الخريجين الجدد” وهو يتميز عن “التوظيف في منتصف الحياة المهنية” للأشخاص الذين سبق لهم العمل. حيث تقوم الشركة بتوظيف الخريجين الجدد مع التركيز على الإمكانيات المستقبلية وكيفية تطويرها بدلاً من مهاراتهم السابقة وخبراتهم الخاصة.
ويكون فترة التوظيف الرسمي للموظفين الجدد في فصل الربيع. وعادةً يحب الموظفين التقاط الصور التذكارية في البداية مع أشجار الساكورا مع زملائهم لبداية مشرقة في حياة مهنية جميلة.
وكثير من الشركات لا تقوم بتوظيف خريجين جدد حسب نوع الوظيفة، حيث يتم توزيعهم على الوظائف والمهام بعد الانضمام إلى الشركة. وذلك لأن العديد من الشركات اليابانية وخاصة الشركات الكبيرة تقوم بنظام تدريبي للموظفين الجدد بعد الانضمام إليها. وكما لديها ثقافة توظيف مميزة تُسمى “التناوب الوظيفي” حيث يتم العمل بانتظام في أقسام متعددة بعد الانضمام إلى الشركة. وهذا من شأنه أن يزيد الخبرة والوعي عند الموظف في عدة أعمال.
ومع ذلك في الآونة الأخيرة، تقوم بعض الشركات اليابانية بالتوظيف حسب نوع الوظيفة بالتحديد وذلك فقط للوظائف ذات الخبرة العالية مثل المهندسين. مثلاً إذا كان للطالب خبرة بالبرمجة وكان قد كرس وقته في تطوير مهاراته ويرغب في التطوير أكثر والعمل في هذا المجال. يمكن في هذه الحالة الاستفادة من هذه التجربة والانضمام للشركة كمهندس.
بالتأكيد العمل لايقتصر على الحصول على وظيفة في الشركات والمؤسسات، هناك من يقوم بمشروع عمله بعد تخطيط منظم. وهناك من يعمل في مكان مرتبط بعائلته مثل المطاعم أو نُزل الريوكان وغيرهم من الأعمال. وأيضاً هناك من يبدأ العمل عن بُعد كعامل مستقل مثل مصور فوتوغرافي أو كاتب أو مصمم والخ.
وفي مرحلة العمل يبذل اليابانيون جهدهم في العمل والإبداع وإنتاج عمل ذو كفاءة عالية ومرضية. وكثيراً منهم يذهبون مع زملائهم من وقت لآخر بعد دوام العمل إلى المطاعم للترفيه والتحدث عن انجازاتهم وخططهم المستقبلية وأهدافهم. وكما يحبون الاحتفال معاً عند الحصول على ترقية في العمل بمشاركة تناول الأطعمة اللذيذة بعد الدوام.
ومع ذلك، قد يكون هناك وظائف قد تستغرق وقتاً وجهداً كبيراً من الموظف الجديد. لذلك لابد من التخطيط مسبقاً ودراسة الشركة أو المكان المراد العمل به، وهل ساعات العمل والضغط مناسبة وكيف يمكن موازنتها مع الحياة الخاصة. إذ لابد من وجود توازن بين حياة العمل والحياة الخاصة حتى يستمر الإبداع والإتقان عند الموظفين، وهذا ما تحاول كثير من الشركات القيام به في اليابان.
مرحلة الزواج وتربية الأطفال
بعد الحصول على العمل والاستقرار في الحياة، عادةً ما يبحث الشخص عن الشريك المناسب ليشاركه الحياة وليكون معه عائلة سعيدة. هنا تبدأ مرحلة الزواج! في اليابان الزواج مسؤولية مهمة يجب التفكير بها جيداً قبل الشروع بها وهل سيكون الشخص قادراً على التكيف بدخول شريك جديد في حياته أم لا.
وهل سيستطيع الموازنة بين حياة العمل والحياة الخاصة، وكيف ستتغير المصاريف الشهرية مع الشريك الجديد، وهل المنزل الحالي مناسب أم يجب استئجار منزل آخر أوسع، وغيرها من أفكار مسبقة يجب التحضير لها مسبقاً.
لابد من التحضير جيداً لهذه التغيرات الجديدة حتى تكون الحياة متوازنة ومريحة. إذ يقرأ الكثيرون عن هذه المواضيع قبل الزواج ويتشاورون مع عائلاتهم قبل البدء بالفكرة. عند البدء بتطبيق الزواج مع الشريك المختار الذي يراه الشخص هو المناسب لإكمال حياته معه. يتم قيام مراسم الزواج سواء عصرية أو تقليدية أو الاثنين معاً وتبدأ حياة زوجية جميلة تختلف عن حياة العزوبية.
إذ يصبح هناك مسؤوليات مختلفة، فالآن الشخص ليس لوحده بل هناك شريك معه في جميع لحظاته لذا لا بد من ترتيب جدول وحياة متزنة بالتشاور والترتيب مع الزوج. خصوصاً إذا كان الزوجان يعملان حتى يستطيعان قضاء وقت معاً في تناول الطعام والترفيه كزوجين بعيداً عن الضغوطات.
بعد الزواج يتوقع من المرأة إنجاب طفل في أقرب وقت، هنا تبدأ مرحلة تكوين أسرة. حيث يصل معدل الأطفال في العائلات اليابانية الآن في الغالب اثنين إلى ثلاثة. فغالباً ما يقل عدد المواليد بسبب الزواج المتأخر، وازدياد اعتماد المرأة اليابانية على نفسها في العمل وقيامها بدور مهم في الحياة العملية. هذا إلى جانب تكاليف المعيشة والإنفاق العالية خاصةً في المناطق الحضرية هذا كله من شأنه أن يأخر الزواج وبالتالي يقلل فرص الإنجاب. إذ يرغب الوالدين في تقديم رعاية جيدة لأطفالهم جميعاً حتى الجامعة وإعطائهم حقوقهم بأكمل وجه.
عند إنجاب المرأة الطفل، إذا كانت عاملة يتم إعطائها إجازة أمومة يتغير طول مدتها حسب نوع الشركة أو المؤسسة التي تعمل فيها، فهناك شركات تُعطي إجازة أمومة تصل تقريباً 9 أشهر للأم. وبعد دوامها كثير من الشركات تغير نظام عمل الأم مثل تخفيف الساعات حتى تستطيع تربية أبنائها جيداً.
وفي حالة الوالدين العاملان، عادةً ما يقومان بإرسال الطفل للحضانة أثناء دوام العمل. هذا يلعب دور كبير في توعية الطفل وإقباله على المجتمع وتعلم أمور جديدة. وبالتأكيد هذا يتطلب تكاليف نفقة، ولذلك دائماً ما يتم التفكير بهذه الخطوات مبكراً.
وهناك حالات تقوم المرأة بترك عملها بعد الولادة خاصةً إذا كان يأخذ وقتاً كبيراً وجهداً من حياتها، وذلك حتى تخصص وقتها للإعتناء بأطفالها وزوجها والبيت على أكمل وجه، هذا إلى جانب ممارسة هوايتها والخروج بنزهة مع أطفالها وقضاء وقت ممتع كأم وربة منزل.
ولكن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات تقوم بدعم الأم بتقديم تسهيلات كثيرة لها لتقوم بعملها ورعاية أطفالها في نفس الوقت، ولذلك كثير من الفتيات تبحث جيداً عن نوع العمل ونظام الشركة قبل البدء في العمل. ويُنصح بأن تتشاور مع المدير عن أية تغيرات قد تطرأ في حياتها وعن كيفية تنظيم جدول لها يساعدها في حياة متوازنة.
وعادةً ما يتقاسم الزوجان الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، فكثيراً مايساعد الزوج زوجته في العمل المنزلي خاصةً إذا كانت امرأة عاملة مثله. فالتفاهم والتعاون وتقدير مشاعر الشريك هو أمر مهم في هذه المرحلة. حيث يُقال إن مرحلة الزواج وتكوين عائلة سعيدة هي مرحلة الذروة في حياة الإنسان.
تستمر تربية الأطفال ورعايتهم جيداً حتى يصلوا مرحلة الجامعة. هنا تبدأ مرحلة الانكماش، أي يبدأ الأبناء بترك البيت من أجل الدراسة الجامعية إذا كانت الجامعة بعيدة عن المنزل، أو من أجل الدراسة في الخارج، ومن أجل العمل إذا كان المكان بعيداً عن البيت. وأيضاً من أجل الزواج وتكوين أسرة. وهكذا يرجع الزوجان معاً كما كانا في بداية المرحلة الزوجية.
مرحلة التقاعد (تقريباً من عمر 60 إلى 65)
مرحلة التقاعد وهي انتهاء الموظف من فترة العمل أو الخدمة وتركها. وتُعرف أيضاً بلقب “الحياة الثانية” وغالباً ما تبدأ مرحلة التقاعد عن العمل من 60 حتى 65، حتى أنه في بعض الأحيان هناك من يتقاعد مبكراً مثل عمر 55. حيث يتم إعطاء الموظف مبلغ المعاش التقاعدي عند إنتهاء عمله أو خدمته حتى يكمل حياته.
في هذه المرحلة سيكون هناك الكثير من وقت الفراغ من ذي قبل، ولكن دائماً يقوم المتقاعدون بتحضير خطة في كيفية قضاء هذه الحياة الثانية وما هي الأمور التي يود الشخص القيام بها، هذا إلى جانب خطة مالية في تقسيم نفقات العيش من المعاش بشكل يناسب الحياة المخطط لها. وما هي الأعمال التي يجب القيام بها إذا كان المعاش لا يكفي والخ. عادةً ما يفكر اليابانيون بهذا الشكل حتى يستفيدوا من عمرهم لآخر لحظة.
مثلاً كثير من المتقاعدين في اليابان يفضلون إكمال حياتهم في مكان هادئ بعيداً عن ضوضاء المدن والشوارع المزدحمة. فينتقلون إلى الريف والمناطق الهادئة ويقضون وقتهم في التأمل بالطبيعة والاسترخاء، وأيضاً في زراعة الأراضي وحصد المحاصيل الزراعية والتطوع في مساعدة الجيران في زراعة أراضيهم وغيرها من أعمال ريفية.
كما يحبون قضاء الوقت مع أحفادهم، فعادةً يذهب الأحفاد إلى أجدادهم ليقضوا الإجازة معهم في الريف ويساعدوهم في قطف الخضار وحصد المحاصيل. هذه الحياة الهادئة التي يختارها الكثير من المتقاعدين.
كما ستلاحظون أن كثيراً من كبار السن المتقاعدين يمارسون الرياضة الصباحية كالجري وحركات اللياقة في الحدائق والشوارع الهادئة. ويقضون وقتهم مع الأطفال يشاهدونهم ويتحدثون معهم. أنشطة صباحية كهذه مهمة بالنسبة لهم من أجل حياة صحية وجميلة.
وهناك متقاعدين يقومون بالتخطيط في قضاء وقتهم في رحل حول اليابان وخارجها مع مجموعات من نفس الجيل أو مع أزواجهم. وكما يحبون الذهاب إلى منتجعات الينابيع الساخنة وكثير من الأماكن الجميلة. هذا إلى جانب القيام بالأنشطة التي لم يستطيعوا القيام بها بشكل جيد في الحياة العملية، سواء ممارسة مواهبهم كالرسم والكتابة أو زيارة أماكن مختلفة وغيرها من أنشطة. فيحرصوا على الاستمتاع والاستفادة بكل شيء في الحياة قدر الإمكان.
زوجان كبيران في السن متقاعدان يخططان للقيام برحلة
وبالمناسبة هناك نسبة كبيرة من المتقاعدين يقومون بالأعمال التطوعية أو العمل بملبغ يساعدهم على العيش إن لم يكفي مرتب المعاش، وذلك من خلال القيام بأعمال تناسب دورهم في أي مكان مناسب. مثل إعطاء دروس خصوصية في مجال عملهم أو في مجال يتقنونه بالمجان أو بملغ رمزي، أو القيام بإصلاح الأجهزة ورسم اللوحات الفنية للناس، والمشاركة في عروض كثيرة وغيرها من الأعمال. هذه الظاهرة منتشرة في اليابان إذ يشعر الكثير منهم أن حياتهم ستكون بلا فائدة إن لم يفعلوا شيء يفيد المجتمع.
فهم قضوا وقتهم بالعمل دائماً وفي الاختلاط بالمجتمع، ففكرة الجلوس وعدم القيام بأي شيء هو أمر غير جيد ويجلب الأمراض. ولذلك يعتقدون أن الاستمرار في الاتصال مع المجتمع ومساعدته بأبسط الأمور سيجلب بالفائدة لكثير من الناس وهذا يجعلهم سعداء ويشعرون بالصحة.
رجل متقاعد يعمل في تنسيق الحدائق وزراعتها
الخلاصة
لقد تتبعنا معاً مراحل حياة الإنسان في اليابان بشكل عام، منذ الولادة حتى التقاعد عن العمل والكبر في السن. تم تلخيص تفكير اليابانيين واهتماماتهم بشكل عام في مراحل الحياة وكيف يقضونها وكيف يخططون لها بشكل مرتب ومنظم.
بشكل عام يهتم اليابانيون كثيراً بالتوعية حول مراحل الحياة وعن أهمية التوازن فيها. ففي السنوات الأخيرة انخفضت حالات الزواج وعدد المواليد في اليابان، وهذا كله يرجع لضغوطات العمل وتكاليف المعيشة والإيجار. إذ يُأخر الكثير من اليابانيون فكرة الزواج حتى يستقروا جيداً ويجدوا الوقت الكافي للتفكير في الحياة الزوجية وتكاليفها المتتبعة.
ومع ذلك، قامت كثير من المؤسسات وحملات التوعية والشركات بتشجيع اليابانيين على التفكير في حياتهم الخاصة، وتخفيف ضغوط العمل عليهم وتزويدهم بإمدادات ومساعدات لإنجاب المزيد من الأطفال. ولكن يبدو أن الأمر يحتاج مزيداً من التشجيع وإجراءات أقوى من أجل مساعدة اليابانيين على العيش حياة متوازنة.
ومع ذلك مراحل الحياة الملخصة في المقالة هي الحياة التي يعيشها اليابانيون بشكل عام. قد تختلف في بعض النقاط عن العالم العربي من ناحية الأنشطة المهمة في التعليم والعمل المنظم في سياسة شفافة تتبعها اليابان على أكمل وجه دون تمييز. ومرحلة إنجاب الأطفال والتكاليف والتقاعد وكيف يخططون لاستغلال العمر المتبقي من الحياة.
لكل دولة عربية نظام ومراحل حياة قد تختلف في بعض النقاط من دولة لأخرى، ومع ذلك تستطيعون الآن مقارنة مراحل الحياة في اليابان مع مراحل الحياة في بلادكم في ماذا تتشابه وكيف تختلف. وأشكركم جزيل الشكر على القراءة.