كيف يتم طهي وتناول الأرز في اليابان؟! نقدم لكم خمسة طرق مشهورة في تناول الأرز!
تشتهر اليابان باستعمال الأرز كثيراً في الحياة اليومية وفي معظم وجباتها كمكون رئيسي لا غنى عنه، لنقل أنه يعادل استعمال الخبز في العالم العربي ولكن بنسبة أعلى. وأول ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في الأرز الياباني هو وعاء الأرز الأبيض والأنيغيري “كرات الأرز” كما اعتدنا على رؤيتهم منذ صغرنا في التلفاز.
ولكن في الواقع يوجد طرق كثيرة لطهو وتناول الأرز في اليابان، وهذا يشمل التوابل والعناصر التي تضاف معه، وفي هذا المقالة، سنتعرف على أشهر وأكثر الطرق شيوعاً في تناول الأرز عند اليابانيين. لنبدأ جولتنا في عالم الطعام الياباني.
أونيغيري “كرات الأرز”
أونيغيري يعني كرات الأرز وله اسم آخر وهو “ماسوبي”، وهو طعام ياباني يُصنع من الأرز الأبيض ويتم تشكيله على شكل مثلث أو شكل بيضاوي ويُلف بالأعشاب البحرية المجففة “النوري”، وعادةً يتم حشيه ببعض أنواع السمك مثل السلمون والتونة المجففة، أو البرقوق المخلل، أو الخضراوات وبعض أنواع الأعشاب البحرية، وغيرها من حشوات متنوعة.
بالنسبة لطريقة صنع الأونيغيري فهي تعتمد بشكل أساسي على طهي الأرز الأبيض الياباني. يُرجى الانتباه لهذه النقطة الأونيغيري لا يمكن صناعته بالأرز العادي، وذلك لأن الأرز الياباني دبق وحلو يلتصق ببعضه على عكس الأرز العربي.
بعد طهي الأرز الياباني في الماء بدون إضافة شيء، يتم وضع كمية متوسطة منه على ورق سلوفان ويُرش عليه القليل من الملح الخشن، وبعدها يتم وضع الحشوة المرغوب بها في منتصف الأرز، ثم يتم تشكيل الأرز بالشكل المرغوب بالضغط عليه برفق وخفة حتى يصبح الشكل حاهزاً.
عند الانتهاء من تشكيل كرة الأرز بالشكل المرغوب، يتم تقديمها كما هي، أو يتم تغليفها بالأعشاب البحرية “النوري” كزينة وفي نفس الوقت لإضافة نكهة مميزة. وكما يتم تقديم المخللات اليابانية بجانبها مثل مخلل البرقوق كما في الصورة التالية.
أما الصورة التالية توضح نوع من أنواع الأونيغيري وهو “أونيغيري بالسمسم والميزونا المقلية”. طريقة صنعه بشكل عام تتم عن طريق قلي نبتة الميزونا في زيت السمسم على نار عالية، ثم يتم رش الملح وإضافة صلصة الصويا فتمتص الحرارة وتبدأ الخلطة تجف، ثم يُضاف السمسم ويتم خلطهم جيداً. وفي النهاية تُخلط هذه الوصفة جيداً مع الأرز الدافئ ثم تبدأ عملية تشكيل الأونيغيري بالشكل المرغوب به.
بالتأكيد مازال هناك نكهات وطرق أخرى، فمثلاً في الصورة التالية أونيغيري مقلي. وهي من الطرق الشائعة حيث يتم قلي الأونيغيري في مقلاة مع الزبدة الشهية. فينتج أونيغيري مقرمش من الخارج بعصارة ونكهة مميزة. وبنفس الطريقة يمكن استعمالها في شوي الأونيغيري على النار.
وكما يتم أيضاً خلط حبة البركة السوداء مع الأونيغيري أو يمكن خلط الذرة والجزر المبشور مع الأرز ومازال هناك العديد والعديد من النكهات والحشوات المختلفة. أو يمكن استعمال الأرز البني في صناعة الأونيغيري كما ترون في الصورة التالية.
وكما يحب اليابانيون استعمال الأونيغيري كوجبة سهلة الصنع وسهلة الحمل والتناول في أي مكان، حيث يمكن تناوله دافئاً أو بارداً في أي وقت. وغالباً يكثر استعمال الأونيغيري في علب الطعام “الأوبينتو” في المدرسة أو عند الذهاب لنزهة ما أو حتى يمكن تخزينه وتسخينه في أي وقت، حيث يبقى محافظاً على طعمه ونكهته اللذيذة وكأن تم صنعه للتو.
تاكي كومي جوهان
طبق ياباني وهو عبارة عن أرز مطهو مع الخضراوات واللحوم أو السمك ويتم تتبيله باستعمال صلصة الصويا والداشي. وهو طبق مشهور في اليابان منذ فترة نارا ويحظى بشعبية كبيرة خاصةً عندما يكون الطقس بارد. فهو سهل التحضير وليس بحاجة لاستعمال عدة أطباق جانبية للخضراوات، لأنها تضاف مع الأرز في طبق واحد شامل ودافئ.
طريقة التحضير بشكل عام، أولاً يتم تحضير الخضراوات واللحم أو السمك المراد خلطهم مع الأرز، ثم تقطع المكونات إلى قطع صغيرة أو حسب الحجم المراد. إذا استعملتم لحم دجاج أو غيره من اللحوم ضعوه في طبق منفرد وأضيفوا له صوص الصويا والخل.
ثم يتم وضع الأرز في وعاء الطهي ويُضاف له القليل من الملح والماء أو المرق، وصوص الصويا والداشي. وبعدها تُضاف المكونات التي تم تحضيرها في نفس الوقت، مع الحرص على خلطهم مع الأرز. وهكذا تم تجهيز خلطة الأرز “تاكي كومي جوهان” ما عليكم سوى اشعال الموقد وانتظار الأرز ليجهز.
وبالتأكيد تتغير مكونات الطبق وتوابله حسب الرغبة، ولكن المميز في هذا النوع من الطبق هو أن الأرز يمتص عصارة المكونات التي أضيفت إليه أثناء الطهي، مما ينتج طبق يتمتع بنكهة مميزة ومندمجة مع باقي المكونات.
ولكن يجب الانتباه أن هناك اختلاف بين “تاكي كومي جوهان” و “مازو جوهان”، حيث إن “مازو جوهان” يعني خلط الأرز في اللغة اليابانية، أي أن المكونات التي تم طهيها لوحدها مثل الخضراوات واللحوم وغيرها يتم خلطها مع الأرز المطهو. على عكس “تاكي كومي جوهان” الذي يتم فيه خلط الأرز النيء مع المكونات نيئة وطهيهم معاً.
أونيغي رازو
وهي مشابهة لكرات الأرز الأونيغيري ولكن الاختلاف هو أنها تعني “ليس أونيغيري” فهي تتخذ شكل الساندويتش ويتم حشوها بالجبنة أو اللحمة أو الخضراوات مثل الخس والجزر والبيض والخ، وتكون مغلفة بالكامل بالأعشاب البحرية “النوري”.
أما بالنسبة لطريقة الصنع يتم في البداية وضع قطعة سلوفان وفوقها قطعة الأعشاب البحرية “النوري” المربعة، ثم يُضاف طبقة رقيقة من الأرز، ثم يتم وضع فوقها الحشوة المرغوب بها، مثل قطعة خس وفوقها شريحة جبنة صفراء أو طبقة من البيض ولحمة والخ حسب الرغبة.
بعدها يتم وضع طبقة أرز أخرى رقيقة تغطي المكونات، ثم يتم تغليف الأرز والمكونات بقطعة النوري بالكامل باستعمال السلوفان لتسهيل تشكلها برفق على شكل مربع كما في الصورة التالية.
ثم يتم تقطيعها برفق من المنتصف أو على شكل مثلثات لينتج نصفين مثل الساندويش تماماً، كما تشاهدون في الصورة التالية. هناك أنواع من الحشوات المختلفة واللذيذة.
تُعد أونيغي رازو طريقة حديثة وسهلة انتشرت في جميع أنحاء اليابان وتفضلها الكثير من الأمهات العاملات كوصفة سهلة وصحية في نفس الوقت. يمكن تخزينها وتناولها في أي وقت لاحق فهي تؤكل باردة أيضاً، وتبقى محافظة على طعمها اللذيذ كما لو تم صنعها للتو. وعادةً يتم صنعها كوجبة للإفطار أو العشاء، وأيضاً كوجبة طعام في المدرسة أو في النزهات.
سوشي
السوشي هو من أشهر الأطباق اليابانية، وهو عبارة عن أرز مخلّل يُغطى بشريحة نيئة من السمك منزوعة الجلد، كما يتم تغطية الأرز ببيض السمك أو حتى الخضار، وأيضاً بالبيض المقلي وغيرهم العديد من الإضافات. وفي كثير من الأحيان تُغلف قطعة السوشي بقطعة رفيعة من الأعشاب البحرية “النوري” والتي تُضيف نكهة مميزة إلى الطبق.
وهناك أصناف كثيرة للسوشي ومنها كالتالي:
نيغيري زوشي: وهي الطريقة التقليدية في صنع السوشي، ويتمّ إعداده بخلط الأرز بالقليل من الواسابي (الفجل الياباني المطحون) أو الخل ثم يتم تشكيله على شكل مستطيل، ثم يوضع فوق الأرز قطعة من السمك مستطيلة الشكل أو قطعة من البيض المقلي أو بيض السمك والخ، ويلف بأعشاب بحرية في بعض الأحيان. وعادةً يتم تقديمه مع صوص الصويا ويمكن تناوله بعيدان الطعام أو بالأيدي.
تشيراشي زوشي: ويعني حرفياً “السوشي المتناثر” وهو أحد أصناف السوشي الأكثر شيوعًا وإعداداً في المنازل اليابانية. ويتكون هذا النوع من وعاء من أرز السوشي “المخلل” ويوضع فوقه مجموعة من شرائح السمك النيئة، حيث يتم استعمال عدة أنواع حسب الرغبة من السمك أو المأكولات البحرية النيئة. هذا إلى جانب تزيينه بالأعشاب البحرية أو البيض والخضراوات المبشورة. إنه تماماً مثل السوشي ولكن مفكك.
ماكي زوشي: وهو عبارةً عن أرز سوشي ملفوف على شكل اسطوانة بالأعشاب البحرية، ويوضع بداخله قطع صغيرة من السمك والخيار والأفوكادو، أو حتى الجبنة أو المايونيز، وغيرهم اعتماداً على الذوق. ويمكن تقطيعه إلى دوائر أيضاً أو يمكن لفه على شكل مخروط.
كيريتانبو
هو طبق ياباني تقليدي تعود أصوله إلى محافظة أكيتا. وهو عبارة عن أرز مطبوخ يتم هرسه قليلاً، ثم يُغرس بأسياخ على شكل أسطوانات ويتم تحميصه مباشرةً على نار باستعمال شواية. وعادةً يكثر تناول هذا الطبق تقليديًا من فصل الخريف حتى الربيع، خاصة في شهر نوفمبر عندما يتم جلب الأرز المحصود حديثًا إلى الأسواق.
هناك نظريات متعددة حول أصل كيريتانبو، ومنها يُقال أن أصله يرجع إلى قاطعي الحطب حيث كانوا يلفون بقايا الأرز حول عصا ويشوونه ليأكلوه مع الميسو أثناء عملهم في الغابة. ومع ذلك بغض النظر عن أصله، تُعتبر هذه الطريقة جيدة لعدم إهدار الأرز، حيث يمكن استعمال الأرز المتبقي من وجبة ما وهرسه وشويه فينتج وجبة جديدة دافئة ومحبوبة كما في المثال التالي.
عادةً ما يضع السكان المحليون كيريتانبو في إناء مليء بالحساء مع الدجاج والبصل الأخضر والبقدونس الياباني والفطر وغيرهم من الخضراوات، فينتج خليط دافئ وشهي. وأيضاً يمكن تناوله لوحده بعد شواءه مع الميسو.
ملخص
وهكذا تعرفتم على أشهر طرق طهي الأرز وتناوله في اليابان. ومازال بالتأكيد هناك طرق أخرى ووصفات كثيرة تتغير من منطقة لأخرى ومن عائلة لأخرى، فالأرز في اليابان طعام أساسي لا غنى عنه. ومن الجدير بالذكر أن طرق الصنع التي ذكرتها توضح الوصفة بشكل عام وأساسي فلابد من الانتباه للمقادير جيدا وأنوع التوابل والخ.
إذا زرتم اليابان ستحظون بتجربة تناول بعض الأنواع التي ذكرتها. وبالتأكيد جميعها حلال ومناسبة للمسلمين، ولكن لا بد من الانتباه أنه أحياناً أي في بعض الحالات يتم استعمال مرق لحم الخنزير أو الساكي في طهي الأرز مثل طبق “تاكي كومي جوهان” و “حساء كيريتانبو”. لذلك لابد من الانتباه لمكونات الأرز ومكان الشراء، حيث يوجد متاجر ومطاعم حلال توفر لكم هذه الوجبات بآمان.
أتمنى أنكم استفدتم في هذه المقالة، واتمنى لكم تجربة ممتعة عند تناول الطعام الياباني. وشكراً لكم.