تتميز اليابان بوجود أنواع كثيرة ومشهورة من الأزهار، ومع بداية فصل الربيع تتفتح هذه الأزهار لتكسو اليابان بألوانها المذهلة والمشرقة. ولكن هل تساءلتم عن أشهر أزهار الربيع في اليابان؟ قد يجاوب الكثير بـ”أزهار الساكورا”، ولكن مازال هناك أنواع كثيرة من الأزهار المشهورة في فصل الربيع ويمكن إيجادها في معظم أنحاء اليابان.
ولذلك في هذه المقالة سأقدم لكم أشهر أزهار الربيع في اليابان، لنبدأ جولتنا الاستكشافية!
أزهار الساكورا
هو الاسم الذي يطلق على أشجار الكرز الخاصة بالزينة والتي تحمل فواكه أيضاً في اليابان، وهناك أنواع عديدة من أزهار الساكورا بمميزات وأصناف مختلفة. فمثلاً يوجد حوالي 15 نوع من أزهار الساكورا المحلية، وأكثر من 300 نوع من أزهار الساكورا التي تم تحسينها للبستنة. ويمكن إيجاد أشجار الساكورا في حدائق البيوت العادية وحدائق المرافق العامة وفي الشوارع.
وأما بالنسبة لمدة تفتحها، عادةً يوجد أنواع مشهورة تبدأ بالتفتح مبكراً واحدة تلو الأخرى من شهر فبراير حتى مارس وأبريل. وبعدها تمر في مرحلة البكاء من فترة إبريل حتى نهاية مايو، أي أن أزهار الساكورا تبدأ بالتساقط فتصبح الأراضي والأنهار وكأنها سجاد من الساكورا.
وتتراوح ألوان أزهار الساكورا من الأبيض إلى الوردي الفاتح والوردي الداكن والأصفر الفاتح. وهناك أشجار تحتوي على أزهار مزدوجة وهناك أزهار منفردة. أويضاً هناك أشجار تنتج كرز حلو، وهناك أصناف كثيرة للزينة فقط. وجميعهم يصنفون باسم ساكورا.
ومن أشهر أنواع أزهار الساكورا هو “سومي يوشينو” ويتميز هذا الصنف بأن أشجاره صغيرة وأزهاره تحتوي على خمس بتلات فردية. وهناك أصناف أخرى مشهورة تم تقديمها في مقالة “أنواع الساكورا” يرجى الرجوع لها.
أزهار التوليب
التوليت وهي نباتات منتفخة تُزهر في فصل الربيع بشكل عام. وأما بالنسبة لشكل الزهرة، يبلغ قطر العديد من بصيلات التوليب حوالي 3 سم وتتشكل لتصبح شبيهة بالبصل أو اللمبة. ويكون طرف وعاء الزهرة حاد وليس عريض، وتمتد الأوراق من أسفل الساق بالطول لتبدو وكأنها ملتصقة به.
ويُزرع التوليب من الأبصال، وهي حبات تُشبه نبات البصل من حيث الشكل. ويصل ارتفاع ساق التوليب بين 10 و 70 سنتمتر وذلك حسب النوع. وتحمل السيقان ما بين ورقتين و 6 أوراق خضراء وهناك أنواع تحمل 12 ورقة. والزهرة التي يبلغ طولها حوالي 15 سم إلى 60 سم يتم عرضها بشكل أساسي في الأسواق إذ تحظى بطلب مرتفع.
وبالنسبة للون الزهرة، يختلف لون البتلات من الأحمر والأبيض والأصفر، إلى الوردي والأرجواني وغيرها من ألوان متعددة. وهناك طرق مختلفة يتم اتباعها لتفتح الأزهار ويمكن تقسيمها إلى: تفتح مبكر، وتفتح طبيعي، وتفتح متأخر.
وإذا تم زرع أزهار التوليب من أنواع معروفة بأنها تفتح في أوقات مختلفة، فسيكون وقت الإزهار مختلف ولن يكون مظهر الحديقة جميل كما هو مخطط له، حيث يتم زراعة أزهار التوليب بعد تخطيط ودقة لتكوين حديقة ملونة وجميلة.
أزهار السلجم
أزهار السلجم أو “أزهار اللفت” هي نوع نباتي مزهر أصفر ولامع من الفصيلة الكرنبية. وتُزرع بشكل أساسي لبذورها الغنية بزيت السلجم “اللفت”، والتي تحتوي بشكل طبيعي على كميات ملحوظة من حمض الأيروسيك “كانولا”.
والكانولا هو مجموعة من أصناف بذور السلجم أو “اللفت” التي يتم رعايتها بحيث تحتوي على مستويات منخفضة جداً من حمض الأيروسيك، حيث يوجد لهذه الأزهار قيمة خاصة كغذاء للإنسان والحيوان. إذ يُستعمل زيت السلجم صناعياً في المشحمات لمنع احتكاك الأجهزة ببعضها البعض، وأيضاً يتم استعماله كزيت يعطي نكهة جميلة للسمن النباتي.
وتتميز أزهار السلجم بأنها مقاومة للبرودة وقوية بما يكفي للنمو حتى في الأماكن المنعزلة. حيث تنمو وتتكاثر بسرعة لتغطي مساحة شاسعة من الأراضي بلونها الأصفر اللامع معلنةً بتفتحها قدوم الربيع. فيذهب الناس للتنزه والاستمتاع بجمال هذه الأزهار قبل معاد حصادها.
نِيموفيلا
وهي زهرة ربيعية سنوية تتميز بأزهارها الجميلة والناعمة، وعادةً يكون لون الأزهار أزرق زاهي، أو أسود مرقط بالأبيض، أو أبيض مرقطة بالأسود. إذ يكون شكلها وكأنها لوحة فنية ممزوجة بالألوان المائية. وعادةً تكون الأوراق الخضراء كثيفة ومتسطحة مثل الأزهار.
وبما أن أزهار نيموفيلا زراعتها سهل ولين، فيمكن زراعتها في ظروف مختلفة، مثل زرعها في وعاء الزراعة، أو عن طريق التعليق وذلك بزراعتها على الجدار أو السقف، وأيضاً يمكن زراعة البذور مباشرةً في الحقول المفتوحة. كما أن هذه الأزهار تحظى بشعبية زراعتها كغطاء أرضي لأنها تمتلك خاصية الانتشار أفقياً فتصبح الأرض وكأنها بحرٌ من النيموفيلا.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت نيموفيلا مشهورة لأنها تُزرع في أحواض زهور كبيرة في مرافق عامة مثل حديقة “هيتاشي سيسايد بارك” وهي مشهور ببحر أزرق من أزهار النيموفيلا!
أزهار الخوخ
أزهار أشجار الخوخ وهي شجرة نفضية متوسطة الارتفاع من عائلة البرقوق، وهي مميزة بأزهارها المحسنة كشجرة زينة. ويقال أنها وصلت اليابان من الصين في فترة يايوي (300 ق.م. حتى 300 م). وتُعتبر هذه الشجرة في الصين ميمونة وتجلب الحظ السعيد.
وفي فترة إيدو (1603-1868) تمت زراعة أشجار الخوخ كأشجار للزينة في اليابان، كما تم زرع العديد من الأصناف البستانية المحسنة التي مازالت موجودة وتزهر بتألق حتى يومنا هذا. وعادةً يصل ارتفاع الشجرة إلى 8 أمتار، ولكن هناك أصناف لأشجار منخفضة الارتفاع، وهناك أشجار قائمة، ويوجد أيضاً نوع “شيداري” بمعنى الشجرة الباكية بسبب شكل أزهارها المتدلية.
وعادةً يبدأ موسم إزهار أشجار الخوخ في فترة إزهار الساكورا، وكما يتم استعمال أزهار الخوخ في مهرجان “هينا ماتسوي” أو “مهرجان الخوخ” التي يكون معاده الثالث من مارس.
الخلاصة:
في هذه المقالة تعرفنا على أشهر الأنواع التي ترمز لفصل الربيع في اليابان، والتي تنتشر بكثرة في الحدائق وطرق اليابان. ومع ذلك، مازال هناك الكثير من الأزهار التي تتفتح في فصل الربيع في اليابان بشكل مذهل وجميل للغاية، ولكن هذه الأزهار الخمسة تحظى بشهرة كبيرة جداً. أتمنى لكم زيارة اليابان لاستكشاف المزيد من أنواع الأزهار النادرة والمميزة وأشكركم على القراءة.
