يشمل المطبخ الياباني مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطباق، شيئاً فشيئاً أصبحت هذه الأطباق تحظى بشهرة ومحبة من قبل العالم. وبشكل عام يبدو أن السوشي والرامن والدانغو هم أكثر الأطباق شهرة خارج اليابان، ومع ذلك لابد أن أخبركم أن اليابان يوجد بها أنواع كيك مميزة للغاية وتحظى بطلب ومحبة كبيرة من قبل اليابانيين والأجانب.
ولذلك في هذه المقالة سنغير الروتين ونتعمق في عالم الكيك الياباني، حيث سأقدم لكم بعض من أشهر الأنواع اللذيذة!
ما مدى شعبية الكيك الياباني؟
في الواقع أغلب أنواع الكيك الياباني هو من أصل أجنبي. وقد وصلت ثقافة الكيك إلى اليابان في القرون القليلة الماضية فقط، حيث لم تفتح البلاد حدودها دولياً إلا بعد فترة إيدو. ولكن طوال هذا الوقت كانت اليابان تقوم بالتعديل في صنع الكيك حتى يناسب ذوقهم وميولهم، ونتيجة لذلك نتجت أنواع كيك يابانية مميزة ولذيذة.
وبالتالي فإن العديد من الكيك الياباني أكثر نعومة وأقل حلاوة من الكيك الغربي، وذلك لأن اليابانيون لا يميلون إلى الاستمتاع بالحلاوة المفرطة. وهناك فرق نلاحظه وهو أن متاجر الحلويات والمقاهي تميل إلى بيع الكيك بشكل منفرد وذلك حتى تتيح للناس فرصة تجربة ما يرغبون من نكهات بمرونة. وبالتأكيد يوجد كيك كامل ولكن لا يميل اليابانيون إلى صنع كيك كبير جداً.
وفي البلاد العربية قد يوجد قائمة كيك في قائمة المطعم العادي، وفي اليابان قد يوجد أيضاً خيار الكيك، ولكن يبدو أنه من الأفضل الذهاب إلى المقهى أو محل الحلويات إذا كنتم ترغبون في تناول كيك حسب ذوقكم، حيث يتم عرض الكثير من الأنواع والنكهات. حتى أنكم ستجدون الكيك في أماكن التسوق والمجمعات الصغيرة والكبيرة والخ.
أشهر أنواع الكيك الياباني
- تشيز كيك أو كيك الجبن (チーズケーキ)
توجد أنواع مختلفة من كيك الجبن في اليابان، لكن النوع الإسفنجي المخبوز هو الأكثر شهرة، والذي يتم صنعه عن طريق خلط بياض البيض والحليب والسكر والجبن الكريمي معاً، فينتج قوام ناعم وإسفنجي لذيذ جداً.
أما بالنسبة لأصل هذه الكيكة، فهو يعود إلى الخمسينيات عندما أضاف فن الطهي الياباني الجبن إلى قائمة أطباق المطبخ. تم إنشاء الوصفة من قبل الشيف الياباني توموتارو كوزونو الذي استوحى هذه الفطيرة من فطيرة الجبن المحلية الألمانية التي خلطها مع كيك جبن أمريكي غني.
فأنتج كيك جبن أقل حلاوة وبسعرات حرارية أقل من كيك الجبن على الطريقة الغربية القياسية، وعلى غرار كيكة الشيفون أو سوفليه، فإن كيكة الجبن اليابانية تتميز بقوام ناعم واسفنجي بسبب خفق بياض البيض وصفار البيض بشكل منفصل.
وفي ذلك الوقت لم يكن اليابانيون معتادون على نكهة الجبن القوية، وبما أن هذه الكيكة لا تحتوي على جبن دسم وكثير، ولاسيما أنها ناعمة واسفنجية كما يحب اليابانيون، فقد حظيت بشهرة ومحبة بسرعة كبيرة في جميع أنحاء اليابان.
- كيك رول (ロールケーキ)
كيك الرول، والتي تُعرف غالباً باسم الكيكة السويسرية في البلدان الأجنبية، في الواقع تعود هذه الكيكة أصولها إلى أوروبا. وبشكل عام هذا الكيك عبارة عن كيكة طويلة ملفوفة، محشوة من الداخل ومغطاة بمكون آخر مثل المربى أو الشوكولاتة.
وفي اليابان تحظى هذه الكيكة في المتاجر بشعبية كبيرة لدرجة أن هناك متاجر متخصصة موجودة في جميع أنحاء اليابان تبيع كيك الرول، ومن المدن الكبرى إلى المدن الصغيرة مثل ماميدا في أويتا. هناك أيضاً اختلافات محلية في نكهات وطرق صنع هذه الكيكة، مثل كيكة الماتشا الملفوفة.
- كاستيلا (カステラ)
هذه الكيكة هي نوع من حلويات واغاشي “الحلوى اليابانية التقليدية” ويتم صنعها عن طريق خلط السكر والطحين والبيض والعسل معاً، وثم سكب الخليط في قوالب كبيرة مربعة أو مستطيلة، ثم يتم خبز الكيكة في فرن وتُقطع إلى أشكال مستطيلة طويلة. ونظراً لأن الكيكة يُضاف لها شراب السكر، فإن كيكة الكاستيلا لها قوام رطب وناعم.
وأصل هذه الكيكة هي من البرتغال، حيث وصلت إلى اليابان من قبل التجار البرتغاليين في القرن السادس عشر، حيث كان لهم علاقات تجارية وثيقة مع منطقة كيوشو خاصة في ميناء ناغازاكي حيث أصبحت محافظة مختصة بهذه الكيكة حتى يومنا هذا.
وفي الماضي يبدو أن هذه الكيكة كانت تُدعى “ماديرا”، وعادةً تباع في صناديق طويلة، ويبلغ طول الكيكة بداخلها حوالي 27 سم. وتتوفر بعدة نكهات منها كيكة كاستيلا الماتشا.
باوموكوهين (バウムクーヘン)
وهي كيكة مكونة من طبقات رقيقة ملتصقة ببعضها البعض وعند تقطيعها تشبه حلقات الأشجار، والمكونات الأساسية المستخدمة هي الزبدة والبيض والسكر والفانيليا والملح والدقيق. وهذه الكيكة أصلها أتى من المطبخ الألماني. ولكن قصة بدايتها في اليابان مشوقة، حيث كان يوجد شخص ألماني يعيش في الصين اسمه “كارل جوتشيم” ولكن خلال الحرب العالمية الأولى أصبح أسيراً لليابانيين.
وفي عام 1919 طلب منه اليابانيون طهي كيكة باوموكوهين في معرض تجاري في هيروشيما. وعندما رأى اليابانيون الكيكة اندهشوا بها وأعجبوا بشكلها ومذاقها. وعندما تم إطلاق سراحه، استقر كارل في اليابان وافتتح أول متجر حلويات له في يوكوهاما. واليوم أصبحت هذه الكيكة مشهورة في مختلف محافظات اليابان مثل محافظة شيغا.
والمميز في عملية صنع هذه الكيكة، أنه يتم وضع طبقة طبقة منها على لولب يستمر باللف بجانب النار فعندما تتحول الطبقة إلى اللون البني يتم سكب طبقة جديدة من الخليط فوراً. وعند إزالة الكيكة وتقطيعها إلى شرائح، تنقسم الطبقات إلى خطوط ذهبية تشبه حلقات الشجرة عند قطعها.
وبشكل عام يتكون الكيك النموذجي من 15 إلى 20 طبقة من الخليط. ومع ذلك يمكن أن تستمر عملية الطبقات لصنع كيكة كبيرة جداً.
كيكة عيد الميلاد (クリスマスケーキ)
في اليابان تعتبر تقاليد كريسماس مميزة بها، ومنها كيكة كريسماس. وتتميز هذه الكيكة بقوامها الإسفنجي الناعم مع كريمة بيضاء ناصعة البياض وفراولة وغيرها من زينة عيد الميلاد. في الواقع هذه الكيكة انتشرت في اليابان بسبب منظرها وطعمها المناسب لأجواء كريسماس، وأيضاً كانت تُعتبر علامة على الازدهار الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت منتجاً فاخراً باهظ الثمن.
وتُسمى نفس الكيكة بدون زينة كريسماس باسم “كيكة الفراولة”، ويمكنكم العثور عليها في أي مخبز ياباني تقريباً.
كيكة مون بلان (モンブラン)
تعود أصول هذه الكيكة الإسفنجية المميزة مع عجينة الكستناء إلى فرنسا في القرن السابع عشر، ولكنها لم تصل إلى اليابان إلا في القرن العشرين. ويرجع اسمها الغريب إلى مظهرها المماثل لمونت بلانك مع “جبل” من المعجون الذي يشبه نودلز الشعرية في الأعلى.
وعلى الرغم من أن طعم هذه الكيكة قد يبدو غريب بعض الشيء بالنسبة للبعض، إلا أنها مميزة بنكهتها الحلوة وتحظى بإعجاب كبير من اليابانيين!
الخلاصة:
في هذه المقالة تعرفنا معاً على بعض أشهر أنواع الكيك الياباني اللذيذ والذي يحظى بشهرة ومحبة كبيرة في اليابان. مازال هناك أنواع وأصناف كثيرة لدرجة أنه قد تحتارون في الاختيار.
في هذه المقالة هل هناك صنف نال إعجابكم أول لفت انتباهكم؟ أتطلع إلى آرائكم. وأشكركم على القراءة.
