نُقدم لكم الأدب الياباني وتاريخ تطوره مع بعض أشهر الأعمال الأدبية!
هل لديكم اهتمام بالأدب الياباني وتاريخ تطوره؟ هل لديكم اهتمام بأحد مجالات الأدب الياباني من أعمال أدبية مثيرة وعميقة كالروايات والشعر؟ لكل دولة أعمال أدبية مشهورة ومميزة من خلالها نتعلم تاريخ البلد وحضارته وقصصه المثيرة للاهتمام والمؤثرة، يمكن أن نقول أن الأدب هو جزء من هوية البلاد، بتعلمه والتعمق به يفتح أمامنا أبواب عديدة من خلالها نتعلم الكثير من الأشياء المفيدة.
وفي هذه المقالة، سأقدم لكم نبذة عن الأدب الياباني وسنتتبع تاريخ تطوره تدريجياً حتى عصرنا الحالي، لنبدأ جولتنا في الأدب الياباني!
الأدب الياباني
يمكن التعرف على دولة اليابان من خلال تتبع أنواع مختلفة من أعمال الأدب الذي نشأ في اليابان. حيث يوجد في اليابان العديد من أعمال الأدب المميزة مثل، القصص وشعر “التانكا” وشعر “الواكا” والروايات والمسرحيات. وتُعتبر هذه الأعمال الأدبية المتعددة هي بمثابة تراث ثقافي قيم، وقد يتطلب فهمها وفك تشفير معانيها قدر من المعرفة والعمق.
وهذه المعرفة قد تحتاج إلى دراسة بعض الفلسفة وتاريخ الأدب، واللغة اليابانية والتعمق في بعض مجالاتها مثل علم الأصوات والقواعد والمفردات. بدراسة وفهم الأعمال الأدبية يمكننا فهم العقل الياباني وطرق تكفيرهم، والشخصية الوطنية وأحداث ومشاعر عميقة.
تاريخ الأدب الياباني
للأدب الياباني تاريخ طويل جداً ترجع بدايته إلى التقاليد الشفوية التي تم تسجيلها لأول مرة في شكل مجلدات مكتوبة في أوائل القرن السابع بعد إدخال نظام الكتابة “رموز الكانجي” من الصين. حيث تم كتابة مجلدين مهمان في التاريخ وهما “كوجيكي” و “نيهون شوكي” في عامي 712 و720 على التوالي. المجلد الأول عبارة عن أساطير وأمور عريقة تم تجميعها فيه، بينما المجلد الثاني يحتوي على سجل زمني للتاريخ الياباني.
كما يوجد مجلد أثري يُدعى “فودوكي” (سجل الرياح والأرض) صُدر أمر بتجميعه بداية في عام 713 تم توضيح فيه التاريخ والجغرافيا والمنتجات والفولكلور للمقاطعات المختلفة.
ومن أكثر الأعمال الأدبية تألقاً في تلك الفترة هي مانيوشو “مجموعة من عشرة آلاف ورقة” وهي عبارة عن مختارات أكثر من 4500 قصيدة ألفها أشخاص من العامة غير معروفين وأشخاص من مكانة مرتفعة كالأباطرة، كانت تحتوي بشكل أساسي على شعر يُدعى تانكا وهو يتألف من 31 مقطع لفظي (5-7-5-7-7).
وفي عام 905 تم نشر “كوكين واكاشو” وهي “مجموعة من الأشعار القديمة والجديدة” كأول مختارات شعرية بتكليف من الإمبراطور وقد أشادت مقدمتها بالإمكانيات الهائلة للأدب.
فترة هييان (794-1185 م)
خلال فترة هييان أثرت الثقافة الصينية باليابانية في عدة مجالات مثل تقليد بعض أنواع الملابس وتصاميمها، وتعلم بعض العادات الصينية في الفنون والطعام والخ. وقد كان من المتوقع أن يكون النبلاء وأصحاب المكانة العالية على دراية جيدة بالأدب والشعر والرسم والرقص والخط وغير ذلك.
وفي نفس الفترة لم يُسمح للمرأة باستخدام الكانجي، وكانت عادةً في طبقة الأرستقراطيين تجلس وراء ستائر من قماش تفصل بين الغرف عند التحدث مع رجل. وهذا يمكن ملاحظته من خلال “قصة غينجي” المشهورة التي تظهر مدى الاختلاف بين الجنسين من خلال جعل الشخصيات في القصة تقع في حب بعضهما البعض بناءً على خط يدهم.
ويعتبر البعض أن فترة هييان هي فترة ذهبية للفن والأدب. إذ تُعتبر قصة غينجي “أوائل القرن الحادي عشر” للمؤلفة “موراساكي شيكيبو”، التحفة البارزة في روايات فترة هييان ومثال مبكر لعمل روائي في شكل رواية نموذجية.
ومن الأعمال الأخرى والمهمة لهذه الفترة هي “كوكين واكشو” وهي عبارة عن مجموعة من الأشعار اليابانية الإمبراطورية “واكا” تم تجميعها في فترة هييان،أمر بتجميعها الإمبراطور “دايغو” حوالي عام 905.
أما “كتاب الوسادة” الذي كتبته الكاتبة والشاعرة “سي شوناجون” وانتهت منه عام 1001، هو عبارة عن مجموعة من المقالات والحكايات والأشعار والمقاطع الوصفية الغير متصلة ببعضها البعض باستثناء أنها تعبر عن أفكار ورغبات سي شوناجون مدفوعة بلحظات من حياتها اليومية. فيضم الكتاب أفكاراً شخصية وأحداثاً شيقة في المحكمة وأشعار وبعض الآراء حول معاصريها.
وعلى الرغم من أنه عمل يغلب عليه الطابع الشخصي إلا أن مهارة سي شوناجون في الكتابة والشعر تجعله مثيراً للاهتمام كعمل أدبي وهو ذو قيمة كبيرة كوثيقة تاريخية.
مشهد من قصة غينجي
ولا ننسى أيضاً الرواية اليابانية المشهورة “حكاية الأميرة كاغويا” التي تُعد مثال نموذجي مبكر للخيال العلمي الأولي، والتي ظهرت في القرن التاسع الميلادي. بطلة القصة هي الأميرة كاغويا، وهي أميرة من القمر تم إرسالها إلى الأرض للتكفير عن ذنوب القمر، فيعثر عليها قاطع خيزران عجوز فيقوم بتربيتها مع زوجته.
تجري العديد من الأحداث المثيرة والمقلقة وفي النهاية تعود الأميرة إلى القمر. قام فنانون آخرين بعدها بتصوير الرواية في رسم التوضيحي للمخطوطات القديمة من خلال رسم جسماً طائراً على شكل قرص مشابه لصحن طائر ينقل الأميرة كاغويا وهذا الخيال أدهش الكثير من الأدباء.
مشهد من قصة الأميرة كاغويا
تتميز فترة هييان بأن البلاط الإمبراطوري كان يرعى الشعراء والكتاب، وكان معظمهم من الحاشية أو السيدات، وقد كان تحرير مختارات الشعر هواية أرستقراطية. وكان الشعر الذي يعكس الجو الأرستقراطي مذهل ومتطور ويعبر عن المشاعر بأسلوب بلاغي.
فترة كاماكورا – موروماتشي (1185-1600م)
في النصف الأخير من القرن الثاني عشر استولى محاربو قبيلة “تايرا” على السلطة السياسية في البلاط الإمبراطوري، وشكلوا أرستقراطية جديدة. وبعدها تم كتابة (قصة هايكه) وهي تصور الصراع بين عشيرة تايرا وعشيرة “ميناموتو غينجي”.
إنها ملحمة عظيمة متجذرة بعمق ومليئة بالحزن لأولئك الذين لقوا حتفهم، مليئة بالأوصاف الملونة لشخصياتها المتعددة، ومشاهد المعارك المثيرة. وفي الماضي كان يتم رواية القصة مع صوت العود الياباني لتقريب الأحداث للواقع ولإضافة المؤثرات لخيال المستمعين.
في هذه الفترة ظهرت “شين كوكين واكاشو” وتعني حرفياً “المجموعة الجديدة من الأشعار القديمة والجديدة” وهي ثامن سلسلة تتألف من 21 مجموعة من أشعار واكا الإمبراطورية اليابانية واكتملت عام 1205. يمكن القول أنها أشعار مكرسة للسعي وراء جمال خفي وعميق بعيداً عن الواقع الدنياوي للنزاع الأهلي.
مشهد من قصة هايكه
كما أنتجت هذه الفترة أعمال أدبية مميزة من قبل كتاب منعزلين، أشهرها “هوجوكي” للكاتب “كامونو تشومي”، وهو عمل يعكس عدم اليقين في الوجود. ويوجد كتاب آخر مشهور يُدعى “كتاب تسوري زوري غوسا” للكاهن “يوشيدا كينكو”، وهو عمل يتميز بتغلغل الانعكاسات في الحياة. هنا نجد أن كلا الكتابين يركزان على مسألة الخلاص الروحي.
وفي الوقت نفسه تُعد الأفكار العميقة لشوبوجينزو أو “خزينة عين دارما الحقيقية” التي ترجع لعام 1237 هي أحد أوائل النصوص البوذية المكتوبة باللغة اليابانية بدلاً من الصينية، وهي تمثل تطوراً كبيراً في فكر الزن.
ويُعد كتاب تايهيكي “تاريخ السلام العظيم” الذي يصور ملحمة دامت خمسين عاماً من 1318 إلى 1367 عندما تنافست الإمبراطوريتان من أجل السلطة، بمثابة سجل تاريخي قيم ولاسيما أنه يوجد أربعون كتاباً للتايهيكي وهو آخر اللوحات الملحمية الكبرى في الأدب الياباني.
مشهد من ملحمة تايهيكي
في حين أن مسرحيات “نوه” التي أتقنها “كانامي” وابنه “زيامي” لها قيمة أدبية كبيرة. وقد كتب زيمي “فوشي كادن” مقالات تُعرف باسم (انتقال زهرة نمط التمثيل) عام 1402 وهو عمل مثير للاهتمام عن الفن الدرامي وأساسياته وحيله.
بشكل عام يبدو أن الأدب الياباني في العصور الوسطى تأثر بشكل كبير بالزن والبوذية، فغالبية الكُتاب والشعراء كانوا كهنة أو مسافرين أو شعراء منعزلين. وخلال هذه الفترة أيضاً شهدت اليابان العديد من الحروب الأهلية التي أدت إلى ظهور طبقة الساموراي وما تلاها من حكايات وأحداث وقصص ذات صلة.
وبشكل أساسي تتميز الأعمال الأدبية في هذه الفترة بالأفكار الحياة والموت وأنماط الحياة البسيطة والدفاع من خلال المعارك.
فترة إيدو (1603-1868م)
أصبح الأدب كوسيلة مشهورة في التواصل الاجتماعي، وأصبح تأليف شعر رينغا “وهو عبارة عن شعر طويل يتكون من أبيات متعاقبة من تأليف عدة أشخاص” هواية مفضلة، وهذا أدى إلى ظهور شعر “هايكاي” في القرن السادس عشر وهو “نوع من شعر رينغا كوميدي”.
وفي القرن السابع عشر أتقن الشاعر المشهور “ماتسو باشو” شكلاً شعرياً جديداً مكثفاً مكوناً من 17 مقطعاً (5-7-5) يُعرف باسم “هايكو”، يتميز بألفاظه البسيطة والتعبير العفوي والسلس.
وفي فترة ما بين (1688-1704) أصبح الحرفيون والتجار هم المؤيدين الرئيسيين للأدب وبدأ الفنانون المحترفون في الظهور. وهنا ظهر كاتبان مذهلان في مجال النثر: وهما “إيهارا سايكاكو” الذي صور حياة تجار “أوساكا” بشكل واقعي، و”تشيكاماتسو مونزايمون” الذي كتب “جوروري” وهي شكل من أشكال موسيقى السرد اليابانية التقليدية حيث يغني المؤدي بمرافقة أداة الشاميسين الموسيقية، وكشكل من أشكال سرد القصص ينصب التركيز على الكلمات والسرد بدلاً من الموسيقى نفسها.
هذه الأعمال ساهمت في ازدهار كبير للأدب، وبعدها قام “يوسا بوسون” بتأليف شعر هايكو يصور الطبيعة، بينما أنتج الكاتب الروائي “أويدا أكيناري” مجموعة من القصص تُسمى أوغيتسو “حكايات ضوء القمر والمطر”.
مشهد من حياة الناس في فترة إيدو
وخلال فترة إيدو تم إنتاج العديد من الأعمال الأدبية، هذا إلى جانب ظهور أنواع من الأدب لأول مرة. كما وتطورت أشكال الدراما الشعبية مثل فن المسارح الذي تحول إلى “كابوكي”. وهذا يرجع إلى:
- ظهور الطبقة العاملة والطبقة الوسطى في العاصمة إيدو “طوكيو”
- ارتفاع معدل القراءة والكتابة بين سكان المدن
- تطوير وانتشار مكتبات التي تسمح بإعارة الكتب
- وصول تأثير غربي طفيف من المستوطنة الهولندية في “ناغاساكي”
- الروايات الصينية العامية التي وصلت اليابان، كان لها تأثير كبير في تطور الروايات اليابانية
يُقال إن الكاتب والشاعر إيهارا سايكاكو قد ولّد الوعي الحديث للرواية في اليابان، حيث مزج الحوار العامي في حكاياته الفكاهية والتحذيرية عن أماكن المتعة. ومن أشهر الأعمال رواية “توكاي دوتشُو هيزاكوريغي” للكاتب “جيبينشا إيكو” وهي عبارة عن مزيج من أحداث رحلات وكوميديا.
بينما ساهم كلاً من “تسوغا تيشو” و”تاكيبي أياتاري” و”أوكاجيما كانزان” دوراً كبيراً في تطوير ما يُعرف باسم “يوميهون” وهي عبارة عن رومانسيات تاريخية في النثر، متأثرة بالروايات الصينية العامية مثل “الممالك الثلاث” و”شوي هو زوان”.
ومن أشهر أعمال يوميهون التي كتبها الكاتب أويدا إكيناري “قصة هاروسامي” و”قصة أوغيتسو”، بينما كتب “كيوكوتي باكين” روايات فانتازيا وتاريخية شهيرة للغاية مثل “نانسو ساتومي هاكيندين” إلى جانب روايات يوميهون كثيرة.
ومع ذلك استمر نشر الأعمال العلمية باللغة الصينية في فترة “توكوغاوا” كغيرها من الفترات السابقة، حيث كانت تُعتبر الصينية لغة المتعلمين.
فترة مييجي (1868- 1945 م)
في فترة مييجي وصلت الثقافة الغربية إلى اليابان ووصل معها الأدب الأوروبي كالشعر الحر وأصبح يُستعمل في أعمال أدبية طويلة تتضمن أفكار جديدة. ومع ذلك عانى كتاب النثر والدراما اليابانيون الشباب من الأفكار الجديدة والمدارس الفنية المتأثرة بالثقافة الغربية، ولكن الروائيين كانوا أول من استوعب بعض هذه الأفكار الجديدة بنجاح.
وفي أوائل فترة مييجي قام الكاتب الياباني “فوكوزاوا يوكيتشي” بتأليف أدب التنوير، بينما صورت الكتب الشعبية تغير البلاد السريع.
وصل مذهب الواقعية إلى الأدب الياباني بواسطة “تسوبوتشي شويو” و”فوتاباتي شيمي” في منتصف مييجي، بينما اكتسب مذهب الكلاسيكية للكتاب “أوزاكي كويو” و”يامادا بيميو” و”كودا روهان” شعبية كبيرة. أما الكاتبة “هيغوتشي إيتشيو” وهي كاتبة نادرة ومميزة في فترة مييجي تميزت بقصصها القصيرة عن النساء الضعيفات في هذه الفترة بأسلوب بسيط بين الأدبية والعامية.
أما مذهب الرومانسية فقد أدخله الكاتب “موري أوجاي” مع مختاراته من القصائد المترجمة (1889)، كما كتب موري أيضاً بعض الروايات الحديثة مثل “الفتاة الراقصة”، ثم كتب لاحقًا روايات تاريخية. بينما قام “ناتسومي سوسيكي” الذي غالباً ما يُقارن مع موري أوجاي، بكتابة رواية “أنا قط” يغلب عليها طابع الدعابة والهجاء، ثم صور الشباب والنقاء في رواية “بوتشان” و “سانشيرو”.
سعى في النهاية إلى تجاوز المشاعر الإنسانية والأنانية في أعماله اللاحقة مثل رواية “كوكورو” وروايته الأخيرة والغير المكتملة النور والظلام عام (1916).
لوحة تعرض فتاتين يركبن قارب لوحدهن في فترة مييجي
ظهر مذهب الطبيعة في رواية “أنا رواية” التي تصف المؤلفين أنفسهم وتصور حالاتهم العقلية الخاصة. ومن هنا خرجت الرومانسية الجديدة من معاداة الطبيعة.
بينما أسس “موشانوكوجي سانياتسو” و”شيغا ناويا” وآخرون مجلة “شيراكابا” في عام 1910. وجميع هؤلاء الكتاب يتشاركون في سمة مشتركة وهو مذهب الإنسانية. بينما كتب “أكوتاغاوا ريونوسوكي” قصصاً قصيرة بما في ذلك “راشومون” بطابع فكري وتحليلي، ومَثل الواقعية الجديدة في منتصف العقد الأول من القرن العشرين.
كما أنتجت الحركة الأدبية البروليتارية خلال العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي أدباً راديكالياً سياسياً يصور الحياة القاسية للعمال والفلاحين والنساء وغيرهم من أفراد المجتمع المضطهدين، وكيفية كفاحهم من أجل التغيير.
وفي وقت الحرب شهدت اليابان ظهور العديد من المؤلفين الذين اشتهروا بجمال لغتهم وحكاياتهم عن الحب والإثارة، ولا سيما الكاتب الأدبي المعاصر “تانيزاكي جونيتشيرو”، و”كاواباتا ياسوناري” أستاذ الخيال النفسي الفائز الأول في اليابان بجائزة نوبل للآداب.
لوحة تعرض نساء في فترة مييجي يكتبن ويقرأن بين الطبيعة، وفتاة تستمتع برؤية النباتات
فترة ما بعد الحرب العالمية 1945 حتى الآن
كان للحرب الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان أثر كبير على الأدب الياباني. حيث كتب العديد من المؤلفين قصصاً وروايات عن السخط وفقدان الهدف والتعامل مع الهزيمة. فمثلاً قام الكاتب “دازاي أوسامو” بكتابة رواية “غروب الشمس” التي تتحدث عن جندي عائد من مانشوكو.
وقد كانت تشتهر كتابات “ميشيما يوكيو” بأفكار العدمية وتعبر عن اهتماماته بالانتحار بواسطة “سيبوكو”. بينا الكاتب “كوجيما نوبو” كتب قصة قصيرة تُدعى “المدرسة الأمريكية” تُعبر عن مجموعة من المعلمين اليابانيين للغة الإنجليزية الذين تعاملوا مع الاحتلال الأمريكي بطرق مختلفة خلال الحرب العالمية.
كما نرى يشترك الكتاب البارزين في السبعينيات والثمانينيات بالقضايا الفكرية والأخلاقية في محاولاتهم لرفع الوعي الاجتماعي والسياسي.
وعلى الرغم من أن الكتاب اليابانيين المعاصرين غطوا مجموعة واسعة من الموضوعات، إلا أن أحد الكتاب اليابانيين شدد على الحياة الداخلية لموضوعاتهم مما أدى إلى زيادة انغماس الروايات العصرية بوعي وأفكار الراوي الداخلية. ويجب أن ننتبه أنه في الخيال الياباني غالباً ما كان تطوير الحبكة ذا أهمية ثانوية للقضايا العاطفية ولم تكن رئيسية.
كما كان هناك تركيز متزايد في الأدب على أدوار المرأة، وعلى الشخصية اليابانية في العالم الحديث، وضيق عامة الناس الضائعين في تعقيدات الثقافة الحضرية.
وقد ازدهر الأدب الخيالي والواقعي وأدب الأطفال في المناطق الحضرية في اليابان في الثمانينيات. وقد كانت تقع العديد من الأعمال الشعبية في “الأدب النقي” بما في ذلك جميع أنواع المسلسلات التاريخية والدراما الوثائقية المليئة بالمعلومات، والخيال العلمي، والألغاز، والخيال البوليسي، والقصص التجارية، والمجلات الحربية، وقصص الحيوانات والخ.
كما غطت الأعمال غير الخيالية كل شيء من الجريمة إلى السياسة، وعلى الرغم من سيطرة الصحافة الواقعية، إلا أن العديد من هذه الأعمال كانت تفسيرية وملهمة للناس.
وفي الآونة الأخيرة، إلى جانب الروايات والشعر، ظهرت المانغا اليابانية “القصص المصورة” واشتهرت بشكل كبير في جميع قطاعات الأسواق الشعبية في الأدب والقراءة، ولعل هذا يرجع إلى مميزاتها في أنها تشمل جميع مجالات الاهتمام البشري، مثل التاريخ والعلوم، والواقع، والخيال، والطبيعة، والسياسة، والخ.
الخلاصة:
في هذه المقالة لخصت لكم تغييرات وتطورات واضحة في الأدب الياباني بالتركيز على فترة هييان حتى عصرنا الحالي دون التعمق في مجال محدد. في الواقع إن تاريخ الأدب عنوان واسع وشامل لا نهاية له، حيث يوجد في الأدب نفسه مجالات وأعمال كثيرة لكلاً منها تاريخ طويل في التطور والتغير.
ولكن مع التركيز على أحداث معينة في التاريخ الياباني وطرق تفكير الناس، يمكننا أخذ فكرة عامة ومفيدة تشمل تاريخ الأدب الياباني. أتمنى أن هذه المقالة كانت مفيدة، وسأحاول أن أقدم لكم مقالة أخرى متخصصة بأحد مجالات الأدب الياباني. وأشكركم على القراءة.