نقدم لكم لغة الجسد التي يستعملها اليابانيون كثيراً! هل تختلف عن العرب؟
تتميز اليابان بثقافة فريدة ولغة مميزة في كل من تراكيبها ومرادفاتها، ولكن هل تساءلتم من قبل عن أنواع لغة الجسد التي يستعملها اليابانيون عند التحدث والتعبير؟ هل هي متشابهة يا ترى للغة الجسد التي يستعملها العرب؟ ربما من شاهد الأنمي والدراما اليابانية قد لاحظ بعض الإشارات اللطيفة المتكررة التي يستعملها اليابانيون بكثرة أثناء التحدث. ولكن لكل منها معنى ووقت للاستعمال في الحياة الواقعية.
في هذه المقالة سنتعرف على أكثر الإشارات شيوعاً في الاستعمال بطريقة توضيحية وسهلة حتى تتعرفوا على الثقافة اليابانية باستمتاع، لنبدأ جولتنا الثقافية.
شبك اليدين أمام الوجه (عند الطلب والتمني)
تكثر هذه العادة عند الدعاء والتمني أو عند طلب معروف من أحد، حيث يقوم اليابانيون بضم يديهم معاً ويرفعونها أمام وجههم. وقد يغلقون أعينهم للتعبير عن شدة الرغبة في تحقيق الأمنية. وتكثر هذه العادة بين الجميع كباراً وصغاراً. إنها عادة كثيراً ما سترونها في الحياة اليومية. وغالباً قد ترونها بكثرة عند الضرائح عندما يشبك اليابانيون يديهم معاً من أجل الدعاء.
مثلاً: عندما يدعو شخص ياباني أن ينجح في اختبار قبول الجامعة، أو عندما يطلب من أحد طلب صعب تنفيذه أو يجده ثقيل أو قد لا يتم قبول الطلب. في هذه الحالة يكون معنى هذه الحركة “أرجوك” يندمج معها معنى التمني والرغبة.
وقد يقوم بعض اليابانيون بشبك الأصابع معاً أثناء شبك أيديهم عند التمني، نفس الحالة يقومون بهذه الحركة عند طلب شيء ما والدعاء، أو حتى عندما يكونون لوحدهم ويتمنون حدوث شيء ما فينظرون إلى أعلى ويتمنون الأمنية من أعماق القلب وأيديهم مشبوكة معاً.
يمكن استعمالها أيضاً عند طلب معروف من شخص ما والرغبة الشديدة في تنفيذه. وعلى الرغم من أنها عادة معروفة في كل مكان، ولكن يتم استعمالها بكثرة في الثقافة اليابانية.
وضع اليدين أمام الصدر (للتعبير عن شيء مرفوض)
عادةً يقوم اليابانيون بوضع ذراعيهم أمام صدورهم على شكل تقاطع كما تشاهدون في الصورة التالية. وذلك للتعبير عن رفضهم لشيء ما، أو للتعبير عن شيء لا يجب فعله بشكل نهائي. ويستعملونها سواء أثناء حديثهم مع أحد أو لإرسال الرسالة من مسافة بعيدة أن هناك خطأ أو شيء لا يجب فعله.
مثال: عند طرح طلب مفاجئ على شخص من الصعب القيام به، مثلاً قد يكون مخالف لقوانين العمل أو الدراسة. فيكون رد الشخص بالرفض بوضع يديه بشكل تقاطعي وقد يقول عبارات مثل “لا أستطيع فعل ذلك أبداً” أو “مستحيل” والخ.
مثال آخر: قد يقوم شخص بإرسال رسالة لزميله أو لشخص في اجتماع أو في مكان عام، ولكن لا يريد أن يصدر ضجة فيقوم بهذه الإشارة ليرسل رسالة أن هناك خطأ أو لا تفعل ذلك. ويستعملها الكثير عند إصدار “أمر رفض” أو للتعبير عن “رفض القيام بشيء ما” سواء مع الأبناء أو الطلاب أو الأصدقاء والزبون والخ.
ويمكن أيضاً القيام بهذه الحركة فوق الرأس خاصةً عند توجيه الرسالة من بعيد أو في مكان مزدحم، حيث يستطيع الشخص المقصود رؤية اليدين وتلقي الرسالة.
مثال: عند دخول مطعم ممتلئ جداً لا يوجد فيه متسع، قد يقوم المضيف بعمل هذه الإشارة من بعيد مع تعابير مُتأسفة، أي أنه يرسل رسالة تعبر عن وجود خطأ ما وهو أن المكان ممتلئ لا يوجد متسع. ونفس الشيء قد يقوم موظف في محطة قطار أو في شارع ما بعمل هذه الإشارة من بعيد لكم، للتعبير عن وجود خطأ حسب الموقف، مثلاً قد يكون الطريق فيه أعمال صيانة خطرة أو للتعبير عن أنكم تمشون في ممر خاطئ والخ.
ومع ذلك يجب الانتباه أن هذه الإشارة تعني الرفض المطلق، أي يُفضل أن لا تستعملوها مع كبار السن إذ تصبح غير مهذبة في هذه الحالة. وانتبهوا عند استعمالها مع أصدقائكم خاصةً إذا عرضوا عليكم اقتراح مثل التنزه أو تناول الطعام معاً أو ما شابه لأنها ستعبر عن رفضكم وانزعاجكم منهم. لذا يرجى الانتباه متى ومع من تستعملوها.
وضع إشارة السلام (عند التقاط صورة)
عادةً عند التقاط الصور يحب اليابانيون استعمال إشارة السلام بيد واحدة أو بكلتا اليدين وتقريبهم حول الوجه بطريقة لطيفة. أو بدلاً من تقريب اليدين حول الوجه يتم توجيهم إلى الكاميرا إلى الأمام كما في الصورة التالية. يقوم بهذه الحركة الجميع كباراً وصغاراً في معظم الأوقات. وهي إشارة يستعملها اليابانيون للتعبير عن الحب والمودة والسلام عند التقاط الصور.
وكلنا نعلم أن إشارة السلام منتشرة في كل مكان، ولكنها أصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية في التعبير عن السلام واللطافة والمودة.
ولا تقتصر هذه الحركة في الصور العشوائية في الحياة العادية فقط، بل يقوم بها الجميع سواء في صور العمل أو المدرسة أو حتى في الإعلانات وفي كل مكان. كما ترون في الصورة التالية امرأة تلبس زي رسمي تستعمل إشارة السلام بطريقة لطيفة.
توجيه راحة اليد نحو الشخص الآخر (عند إخبار التوقف)
وهي حركة شائعة الاستعمال كثيراً، حيث يستعمل اليابانيون راحة يديهم نحو الشخص الآخر للتعبير عن التوقف سواء توقف في الحديث أو توقف في الحركة حسب الموقف. ويمكن أثناء القيام بهذه الإشارة مد اليد كلها باتجاه الشخص كما في الصورة التالية للتعبير عن الجدية في إخبار الشخص بالتوقف.
مثال: عندما يحاول شخص التقدم في مكان غير مسموح له دخوله فيقوم الحارس أو الموظف بمد يده وتوجيه راحة اليد نحو الشخص، للتعبير عن التوقف وعدم الإكمال. أو عند التحدث في أمر ما في العمل بين الزملاء أو في غرفة الصف أو في العائلة، وكان هذا الحديث فيه أمر خاطئ أولا يجوز التحدث به وغيرها من أسباب فأراد المستمع قول توقف فيستعمل راحة يده باتجاه المتحدث حتى يتوقف.
ويمكن أيضاً استعمال يد واحدة أو كلتا اليدين بوضعها بالقرب من الوجه أو الصدر مع توجيه الراحة للشخص الآخر، وفي هذه الحالة قد تعني الإشارة الخجل أو محاولة نفي إطراء للتواضع.
وكما يتم استعمال هذه الحركة عندما يقوم المتحدث بقول أمور قد تحرج المستمع أو لا يريد سماعها، فيستعمل المستمع راحة يده باتجاه المتحدث قائلاً عبارات مثل “توقف” أو “هذا كثير عليّ” وغيرها من عبارات تعتمد على الموقف سواء كان جدي أو مزاح.
ملاحظة: يُفضل عدم استعمال هذه الإشارة مع كبار السن والأشخاص في المستويات العالية مثل الرئيس أو المدير والموظف الأعلى مرتبة، إذ تعتبر حركة غير مهذبة في حالات كهذه.
الخلاصة
وهكذا تعرفتم على أشهر الإشارات التي يقوم بها اليابانيون تقريباً في حياتهم اليومية، هل وجدتم إشارة تتشابه مع إشارة تقومون بها في العالم العربي؟ قد يقول البعض نعلم بعض هذه الإشارات ولكن هل تقومون بها في حياتكم اليومية وهل هي منتشرة في كل المجتمع؟
كعربية أرى أننا مؤلفين لبعض هذه الإشارات ونقوم بها مثل علامة السلام والتي تعتبر مثل رمز يتمنى به الشعب السلام بعيداً عن الحروب. ولكن لاحظت أن الكثير من العرب يقومون بها عندما يكون هناك إعلان أو مواقف سياسية، أو عندما يريد الشخص التعبير عن حبه للوطن والسلام، حيث يرفعون أيديهم إلى أعلى أو على مستوى عادي. وعلى العكس، نجد أن اليابانيين متمسكون بها كثيراً ويستعملونها كإشارة تعبر عن المودة والسلام واللطافة في نفس الوقت، ويقومون بها في أي لحظة وفي معظم الصور حيث يقربون أيديهم من وجوههم أو باتجاه الكاميرا كما لاحظنا.
ولكن بالنسبة لإشارة توقف براحة اليد، أعتقد أنها ستكون تصرف غير مهذب في ثقافتنا العربية. فوضع راحة اليد باتجاه وجه أحد غير محبب عند العرب، ولكن في الثقافة اليابانية لا يعني الأمر كذلك، بل إنها إشارة ترسل رسالة عوضاً عن الحديث فحواها الرفض وأمر للتوقف بطريقة مهذبة. ففي الثقافة اليابانية الرفض مباشرة بالحديث هو أمر غير محبب وغير مراعي لمشاعر الطرف الآخر، ولهذا يملون لاستعمال كلمات غير مباشرة توحي بالرفض بجانب الاشارات.
أتمنى أنكم استفدتم واستمتعتم في التعرف على ثقافة اليابان في هذه المقالة، شكراً لكم على القراءة.