نقدم لكم القلاع اليابانية الشهيرة والشعبية! إذا ذهبتم إلى اليابان فعليكم زيارتها!
لطالما زينت القلاع أراضي اليابان في الماضي بتصاميمها المعقدة والجميلة، وبعلوها المهيب الذي كان ينشر الرعب في قلوب الأعداء. حيث يُقال أنه كان يوجد في اليابان أكثر من 25000 قلعة بنيت على مدار التاريخ في اليابان، ولكن تهدم الكثير منها وذلك بسبب التقلبات والاضطرابات والكوارث الطبيعية التي حدثت على مدى التاريخ وما نجم عنها من حريق وهدم، هذا إلى جانب الحروب التي لم تترك شيئاً إلا ودمرته. مما نتج عن ذلك تشييد وترميم العديد من القلاع لتعيش ليومنا هذا وعددها حوالي 200 قلعة.
ولكن هل يعقل أنه لا يوجد أي قلعة أصلية بقيت كما هي منذ عهد الساموراي والزعماء قبل فترة ميجي؟ بالطبع مازال يوجد في اليابان 12 قلعة مازالت كما هي مع أبنيتها المركزية وهياكلها وأسوارها. وأيضاً يوجد الكثير من القلاع تم ترميمها أو إعادة بنائها محافظة على بعض أبراجها الأصلية وقاعدتها وآثارها الأصلية وكأنها مازالت في عهد بنائها.
وفي هذه المقالة سأقدم لكم خمسة من قلاع اليابان المشهورة بتصاميمها ومواقعها، لنبدأ جولتنا السياحية.
قلعة هيميجي
تقع قلعة هيميجي على بُعد كيلومتر واحد أسفل شارع “أوتيماي دوري” من المخرج الشمالي لمحطة هيميجي في محافظة “هيوغو”. وتُعرف القلعة باسم “هاكوروجو” كونها تشبه طائر البلشون الأبيض، وذلك لبياضها الناصع ومظهرها الرشيق الذي يجذب الناس من مختلف أنحاء العالم للتمتع بجمالها. وتُعد قلعة هيميجي بأنها واحدة من 12 قلعة أصلية موجودة في اليابان. وتم تسجيلها عام 1993 م كأول موقع للتراث العالمي في اليابان.
وتشتهر القلعة بأشجار الساكورا المنتشرة حولها والتي يبلغ عددها 1000 شجرة تتفتح في فصل الربيع مكونة مشهد مذهل للغاية يجذب السياح المحليين والأجانب للاستمتاع بجمالها الساحر.
يُقال أن بداية القلعة كانت عبارة عن حصن تم بناءه في “هيمياما” لأول مرة عام 1333م، وذلك عندما انتصر الساموراي “أكاماتسو نوريمورا” على القائد “كاماكورا شوغونات”. وبعدها تم بناء القلعة الأولى في عام 1346م، في ذلك الوقت كان الاسم هو “قلعة هيمياما” بدلاً من “قلعة هيميجي”. وقيل أن القلعة في البداية كانت تشبه المنزل أكثر من كونها قلعة. ومنذ ذلك الحين قام أصحاب القلعة المتعاقبين بتوسيع القلعة وتجديدها مرارًا وتكرارًا.
ومن بين هذه التجديدات قام القائد “هيديوشي هاشيبا” ببناء برج قلعة من ثلاثة مستويات. وتغير اسم “قلعة هيمياما” إلى “قلعة هيميجي”. وبعد معركة “سيكيغاهارا” عام 1600م أصبح الزعيم الإقطاعي والمحارب “إيكيدا تيروماسا” مالكاً للقلعة وعمل على تجديدها حيث قضى ثمانية سنوات لإكمال بناء قلعة بيضاء نقية تألقت في التاريخ الياباني عام 1609م.
وبقيت قلعة هيميجي رمزًا لمدينة هيميجي دون أن يتم هدمها حتى بعد إلغاء القلعة في عصر مييجي. وخلال الحرب العالمية الثانية تعرضت القلعة لغارات جوية وأصبحت المدينة حقلاً يلتهمه اللهب، ولكن القلعة بقيت صامدة بأعجوبة. ويٌقال أن الناس بكت وتأثرت بصمود القلعة البيضاء في الحرب.
كما ترون البرج الذي يقف بهيبة عالياً في السماء هو رمز ومثال للقلعة. ولكن في الواقع البرج غير واقف لوحده، فهو متصل مع برج قلعة “إينوي الصغير” و”برج قلعة هيغاشي الصغير” وأيضاً “برج قلعة نيشي الصغير”، هذا إلى جانب برج العبور. فتشكل القلعة أربعة أبراج مرتبطين ببعضهم البعض.
هذا هو العمل الفني الذي تميز به “إيكيدا تيروماسا” المعروف بأعلى درجة في جمال عمارة القلاع اليابانية. والتي تم إصلاحها في فترة “هيسي” خلال وقت الإصلاح.
القلاع في الأصل يجب أن يكون سقفها أسود، ولكن كيف لهذه القلعة أن تتميز بسقف ناصع البياض مع أنه في بعض الصور لا يبدو أبيض؟ هذا يكمن في سر بنائها المميز. كما ترون سقف قلعة هيميجي يجمع بين البلاط المسطح والمستدير. وقد تم تقوية مفاصل بلاط السقف بواسطة وصلات لزيادة القوة استعدادًا للرياح القوية. وهذه الوصلات عبارة عن جص أبيض سمكها حوالي 3 سم. واعتمادًا على الزاوية التي تنظرون منها إلى المفاصل يختفي لون البلاط الأسود ويبدو السقف أبيض ناصع بالكامل.
وتُعد بوابة “أوتيمون” هي البوابة الرئيسية لقلعة هيميجي، من خلالها يمكنكم الدخول والتجول في المنطقة المجانية حول القلعة. وهذه المنطقة هي فناء خارجي ثالث للقلعة ويُعرف باسم “سان نو مارو” وفي هذا الفناء حديقة كبيرة والعديد من أشجار الساكورا المنتشرة التي تتفتح في الربيع مكونة مشهد مذهل للغاية حول القلعة.
من عند بوابة “هيشي” ستدفعون لشراء تذاكر إذا أردتم دخول القلعة، حيث يمكنكم التجول في الممرات الضيقة للقلعة الداخلية حتى تصلوا البرج الرئيسي المحصن والمكون من ستة طوابق.
بوابة هيشي
لما لا تصعدوا إلى أعلى البرج لتكتشفوا القلعة بكل تفاصيلها؟ في طريقكم إلى الطابق العلوي ستجدون العديد من اللافتات التي تشرح تاريخ القلعة ومعالمها. كما ستضيق الطوابق تدريجياً كلما تقدمتم لأعلى، هذا إلى جانب وجود عدد قليل من المفروشات. كما ستجدون في الطابق العلوي ضريحاً صغيراً ومواقع جيدة للمشاهدة حيث يمكنكم مشاهدة ما وراء القلعة من مناظر خلابة. بينما تتجولون بين غرف وممرات القلعة ستشعرون بتاريخها العريق وكأن سكانها موجودون.
كما يوجد بالقرب من القلعة حديقة “كوكو-إن” وهي حديقة يابانية تتكون من تسعة حدائق مسورة ومنفصلة، تتميز بتصاميم جميلة تعود لفترة “إيدو”. أما بالنسبة للخنادق التي تحيط بالقلعة فلم يبقى ليومنا هذا إلا ثلاثة خنادق، ومنهم خندق داخلي تحيط به أزهار الساكورا الجميلة. يمكنكم بالتأكيد ركوب القارب في يومي السبت والأحد والاستمتاع بجمال الطبيعة والشعور التاريخي العريق.
قلعة أوساكا
تقع قلعة أوساكا في قلب مدينة أوساكا، وتُعد رمزًا لمدينة أوساكا ووجهة سياحية شهيرة للغاية. بينما يُعرف موقعها باسم “بقعة أزهار الكرز” حيث تتفتح الأزهار الجميلة في الربيع وتُزين القلعة ومحيطها. إن أجواء القلعة هادئة ومسالمة للغاية، ومع ذلك لقد مرت القلعة بتاريخ طويل مليء بالصعاب.
حيث تم بناء قلعة أوساكا لأول مرة من قبل الأمير المحارب الساموراي “تويوتومي هيديوشي” عام 1583 م. ولهذا قد يربط العديد من الناس هذه القلعة باسمه، ومع ذلك استمرت هذه القلعة بالصمود لمدة 32 سنة قبل أن تحترق في عام 1615 م خلال الحصار الثاني لأوساكا الذي هُزم فيه ابن هيديوشي.
فسيطرت حكومة “توكوغاوا” على المدينة وهدمت كل شيء تم بناؤه من أسوار حجرية وخنادق مائية. فعملت هذه الحكومة على بناء القلعة الجديدة وماحولها من أسوار وخنادق مائية التي نراها الآن. ومع ذلك حدث أمر سيء مجدداً، لقد ضرب البرق القلعة واحترقت عام 1665 م وبقيت على حالها لمدة 200 عام تقريباً.
قلعة أوساكا التي ترونها اليوم هي نسخة طبق الأصل تم إكمال بنائها عام 1931م. وتم بناء الحصن الخارجي بتصميم يشابه قلعة هيديوشي الأصلية التي صورتها لوحة قديمة عن الحصار الثاني لأوساكا. وهي مبنية فوق الأساسات التي بنتها عشيرة توكوغاوا.
ويحيط هذه القلعة الحدائق والمتنزهات والتي تتميز بجمال خاص وخلاب في كل فصل، وأشهر الأوقات هو فصل الربيع عندما تتفتح أزهار الساكورا وأشجار المشمش المنتشرة في كل مكان. حيث يوجد 1270 شجرة مشمش من أكثر من 100 نوع. ويعد المتنزه حول القلعة من أفضل 100 موقع في اليابان لمشاهدة أزهار الساكورا، حيث يحتوي على أكثر من 3000 شجرة تغطي المتنزه. هناك العديد من نقاط مشاهدة أزهار الساكورا وزوايا التصوير بحيث يمكنكم الاستمتاع بأزهار الساكورا طوال اليوم.
كما ترون الهيكل الخارجي للقلعة يتكون من خمسة طوابق ولكن في الواقع يوجد ثمانية طوابق في الداخل. عندما تدخلون القلعة ستجدون في الطباق السابع لافتات ولوحات تاريخية ومجسمات صغيرة عن حياة المحارب هيديوشي والساموراي الآخرين وعن باقي عامة الشعب. أما في الطابق الرابع والثالث يوجد المزيد من المعلومات عن الحياة الاجتماعية والثقافية في فترة حياة هيديوشي.
كما ستجدون أيضاً تمثال للكائن الأسطوري “شاتشيهوكو” وهو عبارة عن رأس نمر وجسم سمكة. كما ستجدون القلعة مزينة به في كل أطراف سقفها، أما في الطابق الثاني ستجدون النمر الذهبي ينظر للسمكة على جدران القلعة.
كما ترون في الصورة التالية سمكة ذهبية مقلوبة بوجه نمر مثبتة على طرف سقف القلعة، وورائها منظر خلاب من الخنادق المحيطة بالقلعة والأشجار مكسوة بلون أخضر مفعم بالحياة في فصل الصيف.
هُدم العديد من مباني القلعة بسبب الحريق والاضطرابات التي حدثت في فتر مييجي والحرب العالمية الثانية. ومع ذلك مازال هناك 10 ممتلكات ثقافية مهمة داخل أسوار القلعة الرئيسية والخارجية، مثل بوابة “ساكورامون” التي أعيد بناؤها في فترة ميجي وبوابة “أوتيمون” وخمسة أبراج وسقف قديم يوجد في بئر عند القلعة. بعض هذه الممتلكات نجت من أحداث عنيفة وحرائق بأعجوبة.
ترون في الصورة التالية أحد الهياكل الأصلية المتبقية ليومنا هذا، “برج سينغان” تحيط به مياه الخنادق التي لعبت دوراً هاماً في حماية القلعة.
ومن أشهر ما تتميز به القلعة أيضاً هي الحجارة العملاقة التي اُستعملت لبناء “ماسوغاتا” وهي مساحات مفتوحة كان المحاربون يتجمعون فيها وتحيط بها جدران حجرية ملساء. وقد كانت مثل فخ تجبر المحاربين الأعداء على التوقف قبل الانعطاف بشكل حاد مما يعطي الفرصة للمدافعين عن القلعة بتصويبهم بالرصاص والرماح. ومن أجل منع الأعداء المهاجمين من الهرب بتسلق الجدران كانت الحجارة الملساء الضخمة مفيدة في تطويق تلك المساحات المفتوحة.
الصورة التالية تُظهر صخرة “تاكو إيشي” داخل بوابة ساكورامون وهي الأكبر في قلعة أوساكا، ويبلغ مساحة سطحها حوالي 60 متر مربع، وتزن حوالي 108 طن. ويعد هذا الإنجاز في نقل صخرة كبيرة الحجم هائلة لهذا المكان في ذلك الوقت الذي لم يوجد فيه أجهزة وأبنية ثقيلة لهو إنجاز رائع.
أما بالنسبة للخنادق فقد لعبت دوراً مهماً في حماية القلعة من الأعداء، حيث كانت بمثابة عائق كبير لهم ساعد أصحاب القلعة كثيراً في المعارك. ولذلك اشتهرت هذه القلعة بخنادقها العالية المهيبة والقوية والجميلة في كل مكان. يمكنكم ركوب القارب والاستمتاع بجولة ممتعة حول القلعة في أي فصل تحبونه. الصورة التالية مثلاً تظهر جمال القلعة في فصل الخريف.
قلعة ناغويا
تقع قلعة ناغويا في مدينة ناغويا بمحافظة “آيتشي”. وقد بُنيت قلعة ناغويا كقاعدة لعشيرة “أوواري توكوغاوا” لحماية المنطقة بين إيدو “طوكيو حالياً” و”أوساكا”. تعتبر هذه القلعة رمزاً لمدينة ناغويا، حيث تتميز بجمال مميز خاصةً في فصل الربيع عند تفتح أزهار الساكورا حولها. فتجذب السكان حولها للاستمتاع بجمالها ولتناول الطعام في حدائقها الخلابة مع إطلالتها الجميلة في كل مكان.
يعود تاريخ القلعة عندما أمر القائد والأمير المحارب “توكوغاوا إياسو” ببنائها في عام 1609 م بعد معركة سيكيغاهارا. وذلك للدفاع عن منتصف طريق “توكايدو” الذي يربط بين قاعدة حكومة الشوغون في إيدو ومنطقة أوساكا.
بدأ بناء القلعة عام 1610 م وتطوع “كاتو كيوماسا” من عشيرة “كوماموتو” الذي يشتهر بخبرته في بناء القلاع، للإشراف على بناء الجدران الحجرية المهمة للحصن، وتم الانتهاء في أربعة أشهر. وقد تم بناء القلعة على هضبة “أتسوتا”، وفي تلك المنطقة كانت هناك قلعة للزعيم والأمير المحارب “أودا نوبوناغا”. وقد كانت قلعة ناغويا مقر رؤساء ثلاثة أسر من توكوغاوا، ولذلك كان موقعها يعتبر مهم لحكومة الشوغون في إيدو.
تمثال يخلد ذكرى كاتو كيوماسا
تم تزيين برج الحصن المكون من خمسة طوابق بتماثيل شاتشيهوكو “سمك بوجه نمر” مصنوعة من الذهب الخالص كتعبير عن قوة عشيرة توكوغاوا، ويُقال أنه كان يعتقد أن هذه التماثيل تحمي القلعة من النيران.
وللأسف تدمر برج القلعة الأصلية في حريق بسبب القصف الجوي على ناغويا خلال الحرب العالمية الثانية. ونجى من الحرائق برج المراقبة والبوابة والجدران الحجرية. وفي عام 1952 م تم تعيين قلعة ناغويا كموقع أثري قومي خاص. واكتمل حصن القلعة بوضعه الحالي المشيد من إسمنت مسلح مدعم بإطارات فولاذية في عام 1959 م بفضل دعم وتشجيع السكان. وقد تم تصميم الشكل الخارجي بحيث يكون نسخة طبق الأصل من الهيكل اعتماداً على مخططات أصلية قديمة.
لما لا تدخلوا برج القلعة المكون من سبعة طوابق وتتعرفون على تفاصيلها! داخل القلعة يوجد معروضات تاريخية ولافتات تصور لكم بشكل طبيعي كيف كانت الحياة بين جدران القلعة في الماضي. كما ستشاهدون المجسمات والقطع الأثرية التي لم تلتهمها النيران.
للأسف الشديد تم حرق قصر “هونمارو” بالكامل في الحرب وقد بذل اليابانيون جهدهم في إعادة بنائه نسخة طبق الأصل بالاعتماد على المخططات والصور القديمة. وقد استغرقت عملية إعادة بنائه مدة طويلة تصل إلى 10 سنوات وقد كانت باهظة الثمن. عند دخولكم من الباب الرئيسي ستشعرون وكأنكم سافرتم بالزمن إلى الفترة الأولى من فترة الدول المتحاربة التي عاش فيها الساموراي والزعماء المشهورين مثل أودا نوبوناغا.
بعد عبوركم المدخل الرئيسي لهونمارو سترون “جوراكودين” وهي مساكن الشوغون أي القائدات العسكريين والساموراي. والتي بناها “توكوغاوا إيميتسو”، وهو ثالث شوغون في نظام شوغونية توكوغاوا. كما تشاهدون السقف مزين بشكل جميل وأنيق للغاية، ويمكنكم رؤية برج القلعة الكبير والصغير من الخلف وأنتم في مكانكم.
خلال الحرب العالمية الثانية أزيلت الكثير من اللوحات الجدارية من داخل الغرف لحفظها في مكان آمن، وتم تحديد أكثر من 1000 منها باعتبارها كنوزاً قومية. الرسوم التي ترونها في الصورة هي نسخة طبق الأصل، كما يوجد لوحات معقدة للغاية منقوشة وبارزة بألوان مشرقة مرصوصة في سقف الغرف وعلى جدرانها. أعتقد إن رأيتموها ستندهشون بإتقانها ودقتها.
ولا تزال ثلاثة أبراج مراقبة في حالتها الأصلية، وقد تم تحديدها باعتبارها ممتلكات ثقافية مهمة، وكما تم تحديد ثلاث بوابات أخرى باعتبارها كنوزاً قومية مع جدران حجرية تعود إلى وقت البناء الأصلي. في الصورة التالية تشاهدون البوابة الشرقية الثانية عام 1614م. تم نقلها إلى هونمارو في عام 1972م.
وكما تم تعيين حديقة “ني نو مارو” قومياً باعتبارها موقعاً سياحياً، وهي مزروعة بأشجار مزهرة مثل البرقوق والكاميليا الجميلة التي يتغير جمالها في كل فصل. لما لا تتجولوا بها وتتناولوا الطعام! كما قد تصادفون في طريقكم رجال ساموراي يقومون بعروض جميلة، سيكون من الجميل أن تتقدموا وتلتقطوا صوراً تذكارية معهم!
أو يمكنكم أيضاً التقاط صور تذكارية مع التمثال الكبير للكائن الأسطوري شاتشيهوكو الذهبي، وهو يوجد بالقرب من البوابة الرئيسية تم وضعه للصور التذكارية ولمشاهدة تفاصيله عن قرب.
قلعة ماتسوموتو
تقع قلعة ماتسوموتو في مدينة ماتسوموتو في محافظة “ناغانو”، وهي إحدى القلاع التاريخية الرئيسية في اليابان. وقد تم بنائها في نهاية فترة الممالك المتحاربة، وسُميت باسم “قلعة الغراب” لأنها تتميز بهيكلها الأسود القاتم المهيب. وهي أقدم قلعة في اليابان تتكون من خمسة أبراج وستة طوابق يعود تاريخها إلى حوالي 430 عامًا.
ومن الأبراج الخمسة برج القلعة شاهق الارتفاع، وبرج قلعة “إينوي” الصغير على الجانب الشمالي. وتُسمى الوحدة التي تربط بينهم بالبرج المتصل. وتم صنعها لتكون جاهزة للمعارك بالأسلحة النارية. لاحظوا الفتحات الصغيرة في هيكل القلعة، لقد تم تصميمها لإطلاق السهام والنار على المهاجمين.
في البداية لندخل بوابة القلعة، بعد العبور ستجدون بوابة “تايكومون” التي تم ترميمها في عام 1999 م، لقد كانت مسؤولة عن التبليغ عن وجود عدو دخيل في أيام المعارك. الفخ هنا هو أن الطريق يصبح أضيق كلما تقدم العدو، وذلك لتجميع الجنود بإحكام وتضييق منطقة الهجوم والقضاء عليهم.
بعدها ستمرون من بوابة “إيتشينومون” أو “ياغورامون” فوقها لوح مطلي بالورنيش الأسود وفيه عدد كبير من البنادق والسهام يتم إطلاقها من الفتحات الصغيرة. أما الحجر الضخم في الصورة، هو أكبر حجر في قلعة ماتسوموتو، ويبلغ ارتفاعه حوالي 4 أمتار ويزن 22.5 طن.
بعدها ستمرون من بوابة كورومون “إيتشينومون” وهي البوابة الرئيسية التي تؤدي للمبنى الرئيسي، وتعتبر مفتاح الدفاع عن المبنى الرئيسي الذي يتكون من برج ومربع. وتم تسمية هذه البوابة باسم “كورومون” ويعني البوابة السوداء، بسبب لون القلعة السوداء ولأن الأسود في ذلك الوقت كان لون مهيب وعالي الدرجة. وتمتاز هذه البوابة بمتانة قوية وبالزينة الجميلة. حيث يتميز التصميم بشعار العائلات من اللوردات المتعاقبين. من المذهل للغاية بقائها ليومنا هذا!
بعد عبوركم جميع البوابات، ستندهشون بجمال الحديقة الشاسعة التي تحيط بالقلعة، ولكن ماذا إن تمكن العدو من الدخول لهنا هل سينجو؟ إن القلعة مجهزة من جميع الجوانب بالفخاخ الدفاعية وسيتم اقتناص العدو بالسهام والنار فوراً من الأعلى والأمام والخلف من خلال الفتحات في البوابات الخلفية والقلعة وأبراجها.
كما يوجد في القلعة معروضات لأسلحة ودروع وعروض ترجع للقرون الوسطى، عند رؤيتها سوف تستطيعون تخيل شكل المعارك في الماضي. كما تتيح القلعة إطلالات مذهلة للمدينة حتى جبال الألب اليابانية عبر منصات المشاهدة في أعلى قممها. لذا استمتعوا بالتجول واكتشاف فخاخ القلعة وتصاميمها المميزة وبإطلالاتها التاريخية.
كما تشاهدون هذا المكان في برج “تسوكيمي” يعني مشاهدة القمر. ويتميز هذا البرج بأجواء أنيقة مع حافة قرمزية محاطة به وسقف سفلي ولا توجد مرافق قتالية على عكس برج القلعة. وكان يعد مناسباً للاستمتاع بمأدبة طعام في أجواء ليلة هادئة أثناء الاستمتاع بمشاهدة القمر من خلال الجوانب الثلاثة المفتوحة.
بعد الانتهاء من التعرف على تفاصيل بناء القلعة الداخلية، لما لا تذهبوا إلى الجانب الآخر من القلعة. هناك ستندهشون بسواد برج القلعة الحالك المهيب والذي يتميز بلونه اللامع حسب أشعة الشمس. وهذا ما جعلها مكانًا شهيرًا للرماية! ويوجد حولها جسر قرمزي طويل ومميز، ولكن لم يكن هذا الجسر موجود إلا في فترة إيدو. سيكون من الممتع التقاط صور بجانبه مع خلفية القلعة السوداء المهيبة.
قلعة إينوياما
تقع قلعة إينوياما في مدينة إينوياما في محافظة آيتشي، وتُعد أقدم برج قلعة موجود في اليابان وهي من الكنوز الوطنية. وقد تم بناؤها عام 1537 م أي منذ أكثر من 480 عامًا، من قبل “نوبوياسو أودا” عم الزعيم والأمير المحارب أودا نوبوناغا. وتقع القلعة بجوار طريق “ناكاسيندو الرئيسي” الذي كان يربط إيدو “طوكيو حالياً” بمدينة كيوتو.
وقد ازدهرت قلعة إينوياما كنقطة استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية. وكانت أيضاً نقطة انطلاق للعديد من المعارك في فترة الدول المتحاربة. وقد بُنيت القلعة في منطقة مرتفعة على ضفة نهر “كيسو”، مما وفر لها حماية طبيعية وجعل منها قلعة شديدة التحصين وصعبة الاختراق.
سيكون من الجيد دخول القلعة والتعرف على تفاصيل بنائها من الداخل. حيث تحتوي على برج مراقبة في الطابق السفلي من الطابقين الثالث والرابع. أما في الطابق الثالث ستجدون مكان مقوس يُسمى “هافو” في الشمال والجنوب والشرق والغرب. وهي عبارة عن زخرفة على طراز “غاشو” متصلة بالجزء الثلاثي من السقف. وكما يوجد غرفة داخل مكان “هافو” يتم استعمالها من قبل الجنود للدفاع عن القلعة برمي العدو بالسهام عندما يهاجمون.
ويوجد في القلعة سلالم ضيقة جدًا وشديدة الانحدار لذا لا بد من الانتباه عند الصعود، ومع ذلك، هناك مناظر خلابة تنتظركم من عند شرفات القلعة في الجوانب الأربعة، حيث يُقال أن قلعة “جيفو” يمكن رؤيتها على الجانب الشمالي الغربي، وجسر “لائين أوهاشي” على الجانب الغربي فوق نهر كيسو. كما يمكنكم رؤية جبل “إيغي” بجانب نهر كيسو. يبدو أن القلاع الجبلية كانت تواجه بعضها البعض خلال فترة الممالك المتحاربة.
لما لا تستريحوا في الحديقة المحيطة بالقلعة! والتي تتميز بجمال خلاب في كل فصل فيكتمل مشهد ساحر لقلعة إينوياما الصغيرة والهادئة. وفي الحديقة اليابانية المجاورة على الجانب الشرقي من القلعة تم نقل غرفة الشاي التي صنعها شقيق أودا نوبوناغا الأصغر في كيوتو، وهي تحتوي على ثلاثة ونصف حصائر “تاتامي”. وقد تم تعيينها كواحدة من ثلاث غرف شاي تُعد كنز وطني فقط في اليابان.
يُقال أن غرفة الشاي تلك لا يمكن دخولها، ولكن الحديقة مفتوحة للزوار، يمكنكم التجول وشرب الشاي في مقاهي مثل “جين آن” و”هيرو آن” أو يمكنكم الاستمتاع بشرب “الماتشا” على كراسي الحديقة مع خلفية القلعة في أجواء تاريخية عريقة.
وعند تجولكم حول القلعة إذا عبرتم الطريق المختصر من قلعة إينوياما إلى البلدة، ستجدون مكان يمتد على طول الطريق تتدلى فيه أقراص نذرية وردية اللون على شكل قلب لطيف، في الواقع هذا المكان هو ضريح “سانكو إيناري”.
ضريح إيناري هو الإله الحارس، كانوا يدعون فيه من أجل حصاد جيد وازدهار الأعمال والصلاة من أجل السلامة. يُقال أن هذا المكان جيد من أجل سلامة الأسرة، والأعمال التجارية المزدهرة، وانسجام الزواج، والأحباء وما إلى ذلك. ولكن تم تسليط الضوء عليه مؤخرًا على أنه مكان فعال يساعد على الزواج وإتمام علاقات سعيدة.
تجذب هذه القلوب اللطيفة العديد من الفتيات والأزواج كل عام. أعتقد أنه سيكون من الجميل اختيار واحدة منهم وقراءة النص والاحتفاظ بها كتذكار، أو يمكنكم التقاط الصور أمامها مع أحبائكم.
الخلاصة:
لقد تم تقديم خمسة قلاع مشهورة من مناطق مختلفة في اليابان. وقد غطيت لكم في كل قلعة معلومات عن موقعها وتاريخها وتفاصيل بنائها. ومع ذلك بقي الكثير لتكتشفوه بأنفسكم عند زيارتكم للقلاع فمازال هناك آثار بداخلها ومواقع غامضة قد تجدونها بين غرف الداخلية وحصون القلاع. لذا أعتقد أنها ستكون مغامرة ممتعة للغاية.
وبالتأكيد لا تضيعوا فرصة التقاط الصور مع محاربي الساموراي من حول القلاع، حيث يوجد في بعض الأوقات عروض حول القلاع وفي أرجائها عن الساموراي وحياتهم، كما يقومون بعروض للفنون القتالية إن مشاهدتهم بلباسهم القديم أمر ممتع للغاية. احرصوا على الاستمتاع في كل لحظة. وأشكركم على القراءة.