ما هو العلم الياباني؟ تلخيص لأصل وتاريخ العلم الياباني!
العلم الياباني أو كما يُطلق عليه رسمياً “نيشُّوكي” ويعني في اللغة اليابانية “الشمس المشرقة”، أو يمكن استعمال الاسم الشعبي الآخر وهو “هينومارو” ويعني “العلم الياباني”. ويتميز الهينومارو بتصميم جميل بلونين فقط وهو خلفية بيضاء وفي النصف قرص أحمر كبير.
ولكن هل تساءلتم في يوم من الأيام كيف تشكل العلم الياباني؟ أو ما هو معناه ومنذ متى تم استعماله؟ في الواقع هناك تاريخ طويل وأحداث كثيرة تتعلق بموضوع تشكل واستعمال العلم الياباني.
في هذه المقالة سأقدم لكم ملخص لأصل العلم الياباني وتاريخه حتى يتضح لكم معناه وشكله. لنبدأ جولتنا في تاريخ اليابان!
أصل العلم الياباني
يوجد نظريات مختلفة عن أصل تشكيل العلم الياباني ولكن أهمها و أكثرها شهرة، هو الجزء الأحمر من العلم الياباني الذي يرمز إلى الشمس، أي أنه الشمس نفسها. كما يُقال أيضًا أن اللونين الأحمر والأبيض هما من ألوان اليابان التقليدية الرئيسية التي ترمز لثقافة اليابان، ومعنى اللون الأحمر هو العمل الخيري والحيوية، أما الأبيض يعني القداسة والبراءة.
أما بالنسبة للشمس لطالما كانت مهمة لليابانيين فقد كانت تُعتبر كإله تساعدهم على زراعة محاصيل وفيرة وتجلب الرزق. وقد كان لشروق الشمس معنى رمزي في المخطوطات اليابانية منذ أوائل القرن السابع. كما يُشار كثيرًا إلى اليابان باسم “أرض الشمس المشرقة”.
وخلال فترة “أسوكا” (592 م-710 م) استعمل الأمير “سيوتوكو” التعبير المشهور أن بلاده هي “أرض الشمس المشرقة” في كتابه الوطني لإمبراطور الصين. فالشمس تُعتبر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعائلة الإمبراطورية، حيث تقول الأسطورة أن العرش الإمبراطوري ينحدر من إلهة الشمس “أماتيراسو”.
وفي معركة “غينبيه” في نهاية فترة هييآن (794-1185م.) كان هناك صراع بين عشيرتي “ميناموتو” و”تايرا” للسيطرة على اليابان. فرفعت عشيرة تايرا علم بدائرة ذهبية على خلفية حمراء، بينما رفعت عشيرة “ميناموتو” علم بدائرة حمراء على خلفية بيضاء.
في النهاية فازت عشيرة ميناموتو، ورفع الجنرالات المتعاقبون علم ميناموتو ذو الخلفية البيضاء مع دائرة حمراء كعلم ياباني. فتم توارث العلم كدليل على هذه العشيرة التي حققت توحيد اليابان. ولكن إذا فازت عشيرة تايرا في ذلك الوقت، فيبدو أن العلم الياباني الحالي ربما كان بدائرة ذهبية على خلفية حمراء.
كما يُقال أن الساموراي حملوا مراوح عليها رسومات للشمس تشبه القرص الأحمر، وهناك سبب آخر محتمل وهو أن الساموراي يريدون تصاميم بسيطة وأنيقة لتعكس صورة الساموراي المهذب والمثقف.
ويُقال أن في القرن الثالث عشر أثناء غزو المغول لليابان، أعطى الكاهن البوذي “نيتشيرين” راية الشمس لشوغون ويعني “القائد العسكري” ليحملها في المعركة.
ولكن في هذه المراحل كلها لم يكن شكل العلم عبارة عن دائرة حمراء مع خلفية بيضاء فحسب، بل كانت الدائرة أيضاً بيضاء على خلفية حمراء، أو دائرة سوداء على خلفية بيضاء أو دائرة حمراء على خلفية ذهبية.
تاريخ العلم الياباني
في فترة الممالك المتحاربة “سينغوكو” (1467-1603) رفع العديد من الزعماء الإقطاعيين خلال المعارك علم كبير في منتصفه “كامون” وهو رمز خاص لكل عشيرة. بينما عُثر على أقدم علم موجود في معبد “أونبو-جي” في محافظة “ياماناشي”. وهو العلم الذي أعطاه الإمبراطور “غورييزي” لـ “ميناموتو نو يوريوشي”، فعاملته عشيرة “تاكيدا” على أنه كنز ثمين للأسرة.
وخلال فترة “أزوتشي موموياما” استعمل “تويوتومي هيديوشي” علم بوسطه “كامون” كرمز لليابان في السفن التي أرسل بها قوات إلى كوريا، ولكن حتى ذلك الوقت لم يكن العلم المستعمل معترف به رسمياً.
وفي عام 1854م، خلال فترة حكم شوغونية “توكوغاوا”، أصبحت التجارة مع جنوب شرق آسيا مثل الفلبين وتايلاند نشطة، فتم استعمال علم ياباني كختم للسفن اليابانية ولتمييزها عن السفن الأجنبية. وفي نهاية هذه المرحلة تم رفض فكرة جعل العلم الياباني ليصبح علم توكوغاوا، بل أصبح علم يُستعمل للسفن اليابانية.
وفي 27 يناير 1870م عندما نشأت حكومة “مييجي” الجديدة، صدر المرسوم الإمبراطوري الذي اعتمد علم اليابان علمًا تجاريًا لليابان، ولكن في عام 1885م تم تشكيل مجلس وزراء جديد وأُلغيت جميع القوانين السابقة وبقي العلم كرمز وطني لليابان.
وبعدها ظهرت العديد من المعارضات والآراء حول إيجابيات وسلبيات استخدام علم اليابان، كونه كان يستعمل كعلم عسكري. كما كان العلم بالنسبة لليابان هو “علم الشمس المشرقة التي تضيء ظلام العالم” أما بالنسبة للدول الأجنبية فقد كان علم اليابان واحد من أقوى رموز القوة العسكرية اليابانية.
وفي النهاية تم اعتماد هذا العلم الياباني كعلم وطني بموجب القانون المتعلق بالعلم الوطني والنشيد الوطني، الذي صدر وتم تطبيقه في 13 أغسطس 1999م. وعند النظر في شكل العلم فقد تغيرت أبعاده وفقاً لهذا القانون، فأصبح طول العلم إلى عرضه بنسبة (2 إلى 3)، وبقي القرص الأحمر في المنتصف. أما خلفية العلم بيضاء وقرص الشمس أحمر، وحجم القرص يُرسم بثلاثة أخماس طول العلم.
كيفية رفع العلم الياباني
في اليابان يوجد قواعد محددة يجب اتباعها واحترامها عند رفع العلم، سأذكر لكم أهمها:
– يُسمح برفع العلم من فترة شروق الشمس حتى غروبها، ويسمح للشركات والمدارس برفع العلم من بداية اليوم حتى نهايته.
– عند عرض علم واحد، من المعتاد عرضه على الجانب الأيسر عند مشاهدته من خارج البوابة.
– وعند رفع علم اليابان مع علم بلد آخر في نفس الوقت، يُرفع العلم الضيف على يمين علم اليابان، ويجب أن يكون كلا العلمين على نفس الارتفاع متساويين في الحجم.
– عندما يتم عرض أكثر من علم أجنبي، يتم ترتيب علم اليابان حسب الترتيب الأبجدي المنصوص عليه في الأمم المتحدة.
– مثلاً عند رفع ثلاثة أعلام لثلاث دول معًا، عادةً ما يتم رفع العلم الياباني في الوسط، ويتم رفع الأعلام الدول الأخرى إلى اليسار بترتيب أبجدي.
– في مناسبات التهنئة يتم رفع العلم لأعلى دون ترك فجوة بين رأس العمود والعلم.
– في حالة التعازي يتم رفع العلم إلى أعلى ثم خفضه ليصبح في منتصف العمود، أو يتم تغطية كرة العلم بقماش أسود ووضع شريط أسود فوق العلم، وهذا ما يُعرف بـ “علم الحداد”. ويرجع تاريخ هذا الأسلوب إلى 30 يوليو 1912م، عندما توفي الإمبراطور مييجي، فتم إصدار مرسوم ينص على أنه ينبغي رفع العلم الوطني في حالة حداد عند وفاة الإمبراطور.
الخلاصة:
أعتقد الآن فهمتهم تركيبة العلم الياباني ومعناه جيداً من خلال تتبع تاريخ استعماله في الماضي، علم اليابان هو علم يمثل اليابان كلها بجميع محافظاتها، ولكن لا بد من الانتباه أن لكل محافظة من محافظات اليابان الـ 47 لديها علم. وقد تجدونهم يشبهون العلم الوطني بعض الشيء من حيث احتواء العلم على لونين أو ثلاثة ألوان مع شعار في الوسط ولكنه لا يشير للشمس.
وبالتأكيد لكل دولة علم مميز وألوان مميزة بمعاني عميقة لها تاريخ وأحداث كثيرة عاشتها فأصبح العلم وكأنه رمز يحمل الكثير من القصص في تصميمه وشكله. يمكنكم مشاركتنا معاني وقصص علم بلادكم وأشكركم على القراءة.