فواكه طازجة ولذيذة موسمها فصل الربيع في اليابان!
بينما تتلاشى أزهار البرقوق وتبدأ أزهار الكرز في التبرعم، فإن الربيع في اليابان هو تغيير مرحب به بعد برد الشتاء القارس. في حين أنه دائمًا ما يكون موسمًا رائعًا للمنتجات في جميع أنحاء العالم، ففي فصل الربيع يشعر الناس بقدوم موسم جديد عندما يرون الفواكه الموسمية مثل الفراولة والحمضيات والكرز والخوخ والبطيخ. فإن الفواكه اليابانية تشتهر بمذاقها اللذيذ ومظهرها الجميل واليابانيون يحرصون دائمًا على عرضها بطريقة رائعة جذابة فيتم ترتيبها ووضعها في صناديق مرتبة.
في هذا المقال سنتعرف على سبب كونها لذيذة جدًا وكيفية الاستمتاع بالفواكه اليابانية أثناء إقامتك في اليابان.
الفراولة
تُعتبر محافظة “توتشيغي” الواقعة شمال طوكيو أكبر منتج للفراولة في اليابان. على مدار العام في هذه المحافظة عمد أحد المزارعين على زراعة 5 أصناف من الفراولة هي “توتشيؤتومي”، “نيوهو”، “توتشيهيمي”، “ناتسوؤتومي”، “سكايبيري”، تم إنتاج الكثير منها لأول مرة في محافظة توتشيغي في إطار جهود المحافظة لإنتاج أطيب فراولة وأكثرها نضارة على الإطلاق. ففراولة سكايبيري على سبيل المثال لم يتم تطويرها إلا في عام 2014 من خلال برنامج تهجين دؤوب وقد سجلت كعلامة تجارية، ولا يتم زراعتها في أي مكان آخر خارج المحافظة.
تقوم محافظة توتشيغي بشحن الفراولة على كامل البلاد بوضعها في صناديق بشكل مثالي ليتم بيعها إلى المتاجر ومحلات خاصة بصنع الكعك كما ستجدونها في شينجوكو تاكانو وهو متجر لبيع الفاكهة ويشكل أحد معالم منطقة شينجوكو في طوكيو. حيث ستجدون أن المحل يقوم بتقديم حلوى الفراولة في كأس طويل ويتكون من عدة طبقات من المثلجات والكريمة المخفوقة وقطع من فراولة وهلام الفراولة وعلى وجهها أوراق النعناع يُعتبر هذا الطبق المفضل لدى اليابانيين.
تُعتبر الفراولة اليابانية أساسية لصناعة كعكة عيد الميلاد المميزة في اليابان والتي تكون إسفنجية ومغطاة بالكريمة ومزينة بالفراولة.
بشملة يابانية
المعروفة باسم اسكدنيا، البشملة اليابانية أو البرقوق الياباني، توجد في مناطق التلال الباردة في جنوب وسط الصين. تم زراعته في اليابان منذ 270 عام، وتم إدخالها إلى المناطق ذات المناخات شبه الاستوائية إلى المعتدلة في جميع أنحاء العالم.
البشملة اليابانية عبارة عن شجرة دائمة الخضرة تزهر بثمار صغيرة ومدورة الشكل وتنمو في مجموعات وتحمل ألوان متنوعة تشبه البرتقال لها لون برتقالي تستعمل أوراقها لإعداد الشاي (المعروفة باسم “biwa cha” في اليابان) ، وتُزرع أيضًا كنبات للزينة. لها طعم لذيذ ونكهة مميزة انتشرت زراعها في جميع أنحاء قارة آسيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية والجنوبية ومنطقة البحر المتوسط.
تستخدم في صناعة المربى والهلام يتم استهلاكها مخففة أما الاوراق تخمر وتستخدم مثل الشاي يصنع منها المراهم والكمادات لتعالج الأوجاع الموضعية تحتوي على العديد من المغذيات كالحديد والبوتاسيوم وفيتامين سي وفيتامين ب هي فعالة لصحة الانسان.
يتميز النبات بقدرته على منع مرض السكري والقدرة على خفض معدل الكولسترول بالدم والقدرة على خفض فرص الاصابة بمرض السرطان وكثافة وحماية العظام مع تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقوية الجهاز المناعي والرؤية السليمة وتهدئة الجهاز التنفسي وتعزيز الدورة الدموية والمساعدة على خفض ضغط الدم.
الكرز
تعد شجرة الكرز من الأشجار المعمرة، كما أنها من الأشجار الموسمية المميزة بألوانها الزاهية وتتميز ثمار هذه الأشجار بلونها الأحمر اللامع، التي يطلق عليها باليابانية اسم “ساكورانبو” فهو يأتي من صنف مختلف من هذه الشجرة. تمثّل فاكهة الكرز، إحدى الصادرات الأكثر شهرة في محافظة “ياماغاتا”، وتزرَع في الوديان التي تمتدّ عبر وسط منطقة ياماغاتا.
يتدفّق محبّو الكرز إلى مدينة ياماغاتا في ذروة الموسم في وسط يونيو/حزيران لحضور مهرجان الكرز في مدينة ياماغاتا. ويقدِّم هذا المهرجان مثالاً حيًا على طبيعة ياماغاتا، إذ يتميّز بوجود عشرات الأصناف من الكرز والسلع المخبوزة المحشوّة بالكرز وتُنظَّم فيه مسابقة بصق نواة الكرز.
تنتج ياماغاتا بعضًا من أفضل الفواكه في اليابان، وللاستمتاع بأفضل المنتجات في المنطقة، تنظم ما لا يقل عن 10 مدن في جميع أنحاء المقاطعة فعاليات قطف الكرز السنوية هذه.
أماناتسو
أماناتسو أو ناتسوميكان هي فاكهة هجينية من الحمضيات البرتقالية الصفراء وهي مجموعة من أصناف الحمضيات “ناتسودايداي” التي تم اكتشافها في فترة “إيدو” في محافظة “ياماغوتشي” في اليابان.
هي شجرة فاكهة دائمة الخضرة يبلغ ارتفاعها حوالي 3 أمتار. إنها واحدة من ثمار الحمضيات المتأخرة النضج، تنضج صفراء في الخريف، لكنها تقضي الشتاء على الشجرة وتحصد من الربيع إلى الصيف. يتم استخدامها في صناعة عصير منعش كما يتم استغلال القشر أيضًا في صناعة مربى البرتقال والكعك.
يستعمل كتوابل نتيجة تميزه بالحموضة فيستخدم في إعداد مختلف الأطباق الحلوة والبسكويت والصلصات والأسماك والدواجن وأطباق الأرز سلطات الفاكهة مصنوعة من الفواكه. يُعتبر شراب وعصير الحمضيات من أكثر المشروبات صحية ولذيذة.
الشمام
يعد الشمام من أحد الغلال الأكثر غلاء في اليابان ومن أثمن الهدايا اليابانية ويعود سعره الباهظ للعناية الفائقة التي يحظى بها بدءًا من عملية اختيار البذور المميزة فقط للزراعة، مرورًا بالتلقيح اليدوي لأفضل أنواع البراعم وانتهاءً بمراقبة الثمار قبل حصادها وعمل الإجراءات اللازمة لضمان خروج الثمرة بشكلها التام مثل مسحها بكرة حتى يكون شكلها الدائري أكثر دقة.
تعود تسمية شمام إلى موطنه وهي مدينة “يوباري” في محافظة “هوكايدو” شمال اليابان وتقع على امتداد نهر “يوباري” واشتهرت باستخراج الفحم في أواسط القرن العشرين.
يتم تعبئة الشمام في صناديق أنيقة خاصة بالهدايا كما يتم استعماله في صناعة الحلويات ستجدونه في متجر شينجوكو تاكانو هنا تجد خبيرًا متاحًا على الدوام لتقديم المشورة للزبائن حول وقت وصول الشمام إلى ذروة النضج على وجه التحديد.
فإذا زرتم هذا المتجر فستلاحظون مدى اهتمام هذا المتجر بالفواكه والحرص على تقديمها في أحلى صورة ستجدون الشمام يتم استعماله في صنع قالب من الحلويات وسلطة الفواكه.
الملخص
يكمن سر الذوق والمظهر الجميل للفواكه اليابانية المزروعة في حكمة وتفاني المنتجين. فمنذ زمن بعيد كان لا يوجد الكثير من المنتجات المصنعة مثل المربى ونبيذ الفاكهة مما جعل اليابانيون يبحثون عن طرق جيدة لزراعة الفاكهة وتخزينها.
أدى هذا البحث إلى تحسين جودة الفواكه المزروعة في اليابان وشحنات الفواكه الأكبر حجماً والأكثر حلاوة مثل الفراولة والتفاح على مدار السنة. علاوة على ذلك، فإن التكاثر الذي يركز على النكهات الأفضل بالإضافة إلى المظاهر الفريدة قد أدى إلى أنواع جديدة من الفاكهة مثل البطيخ ذو القشرة السوداء والفراولة البيضاء.