تقع محافظة شيغا في منطقة “كينكي” على جزيرة “هونشو” وعاصمتها مدينة “أوتسو”، وتتمتع شيغا بموارد مائية وفيرة وتتميز محافظة شيغا بموقعها الاستراتيجي بكونها قريبة من مدينة “كيوتو” لذلك يوجد فيها العديد من المعابد والأضرحة والقلاع التي تم بنائها من قبل في العصور القديمة ومازالت كل هذه المعالم السياحية إلي يومنا هذا نشطة للغاية فهي تُقام فيها العديد من المهرجانات، كمهرجان الألعاب النارية حول بحيرة “بيوا”، كما يعد ركوب الدراجات أيضًا وسيلة شائعة للاستمتاع ببحيرة بيوا أما أكثر الأشياء التي تميز هذه المحافظة أنها توفر لزوارها الراحة والاسترخاء بكونها بعيدة عن الأجواء الصاخبة والازدحام.
لذلك سأقدم لكم بعض الأماكن السياحية التي قد ترغبون في اكتشافها عند زيارتكم لمحافظة شيغا.
قلعة هيكوني
تم بناء قلعة هيكوني عام 1622 م، وهي واحدة من أفضل القلاع المحفوظة في اليابان، ومعلم شهير في شيغا. نجت القلعة من العصر الإقطاعي دون أي تدمير أو إعادة بناء وتعد القلعة واحدة من اثنا عشر قلاع في اليابان لا تزال تحتفظ بأجزائها الرئيسية الأصلية.
على الرغم من صغر حجمها إلى حد ما، إلا أنها تعرض أنماطًا معمارية مختلفة وفريدة من نوعها وتم اختيارها باعتبارها كنزًا وطنيًا. بالإضافة إلى حراسة القلعة الرئيسية، ظلت الخنادق الداخلية والجدران ودور الحراسة والبوابات كما هي.
تتميز قلعة هيكوني بهندستها المعمارية الزاخرة بالتفاصيل، وكذلك الدقة والإتقان في البناء فهي تضم مباني أصلية مُعاد بناؤها بعناية ترجع إلى العهد الإقطاعي، مثل المتحف الذي يعرض بعضًا من كنوز أسرة “إي” وعناصر تبين أسلوب حياتها وحكمها.
أصبحت القلعة مشهورة جدًا كمنطقة جذب سياحي حتى أنهم قاموا بإنشاء التميمة الخاصة بهم للقلعة. إذا أردت مشاهدة المعالم التي تحيط بالقلعة يمكنك الصعود إلى قمة برج القلعة التي توفر إطلالات جميلة على بحيرة بيوا.
من بين المعالم البارزة الأخرى حول القلعة حديقة “جينكيو-إين” على الطراز الياباني تعد من بين أكثر المواقع الخلابة لمشاهدة أزهار الكرز في شيغا، حيث يمكنك تناول شاي “الماتشا” والحلوى التقليدية.
معبد إنرياكو-جي
يُقال إن معبد إنرياكو-جي هو أحد المراكز الروحية الرئيسية للبوذية اليابانية. مجمع دير قديم على قمة جبل. “هيي زان”، إنه مكان غني بالأجواء مع المعابد القديمة والتحف، والوديان الضبابية وله تاريخ طويل وهو مكان رائع للزيارة، ويجمع بين خيارات المشي لمسافات طويلة (والمناظر الرائعة) مع فرصة لاستكشاف المواقع المهمة من التاريخ الياباني.
في عام 788 م، تم تأسيس معبد إنرياكو-جي من قبل القس “سايتشو” بناءً على طلب الإمبراطور “كانمو”، كمحطة للحراسة إلى العاصمة التي تأسست حديثًا ناغاوكا كيو (كيوتو) ضد الأرواح الشريرة التي تم احتجازها للاقتراب من شمال شرق. منذ بداياته المتواضعة، نما معبد إنرياكو-جي ليصبح المقر الرئيسي لمدرسة “تينداي البوذية”، وفي ذروته كان المجمع يتألف من أكثر من 3000 مبنى يبلغ عدد سكانها عدة آلاف من الرهبان.
درس معظم الأضواء البارزة في البوذية اليابانية في معبد إنرياكو-جي قبل تأسيس طوائفهم. لذلك فإن معبد إنرياكو-جي هو الموقع الرئيسي للتاريخ الفكري والديني الياباني.
كان المعبد أيضًا منخرطًا بقوة في سياسات الأمة وكان له جيش خاص به، أصبح يُنظر إليه على أنه مصدر تهديد سياسي للزعماء الإقطاعيين. لكن في عام 1571 م هدم “أودا نوبوناغا” أحد الإقطاعيين الأقوياء المعبد، وقد تم إعادة بناء المعبد خلال فترة “إيدو”.
لم يعد رهبان معبد إنرياكوجي منشغلين بالحرب، إلا أنهم ما زالوا معروفين بشجاعتهم، إذ يمارس أولئك الرهبان الذين يطلق عليهم “رهبان الماراثون” أو “غيوجا” تمارينًا بدنية قاسية كوسيلة للوصول إلى التنوير.
ومن الطقوس التي يقيمها رهبان إنرياكو-جي، ما يطلق عليه سينيتشي كايهو غيو، وهو تدريب تقريبًا لمدة ألف يوم وسبع سنوات يركضون فيه لمسافة طويلة جدًا مرتدين صنادل من القش، ويختمونه بصيام لمدة سبعة أيام دون نوم، ولم ينجح في اجتياز هذا التدريب في التاريخ إلا 51 رجلاً.
حديقة جينكيو-إين
تم إنشاء حديقة جينكيو-إين في عام 1677 داخل أراضي قلعة هيكوني إلى الشمال الشرقي. أمر “إي ناووكي”، الذي كان اللورد الرابع لقلعة هيكوني، ببناء الحدائق لأنه أراد مكانًا مخصصًا حيث يمكنه الترفيه عن كبار الشخصيات والضيوف.
استوحى تصميم واسم الحديقة في الغالب من حدائق الإمبراطور الصيني في فترة “تانغ” (618 – 907) وقد تم إنشاؤها لتشبه المناظر الثمانية لأومي والتي نشأت بدورها من المناظر الثمانية لبحيرة بيوا.
حديقة جينكيو-إين هي واحدة من العديد من الحدائق المذهلة في اليابان. هي حديقة يابانية ذات مناظر طبيعية تحتوي على بركة مركزية جميلة تقع في المنتصف، بالإضافة إلى ممر دائري للمشي مثالي لأخذ نزهة هادئة.
هي حديقة على طراز إيدو وتقع بجوار عدد من المواقع التاريخية الأخرى مثل قلعة هيكوني، وكذلك قصر “راكوراكو-إين” الذي كان بمثابة سكن لعائلة اللورد.
تعد حديقة جينكيو-إين واحدة من أكثر الحدائق شهرة في المنطقة، وهذا هو السبب في أنها تُعتبر واحدة من أكثر الحدائق المذهلة للزوار لأول مرة.
تحتوي الحديقة على أربع جزر منتشرة في جميع أنحاء البركة. ترتبط الجزر الأربع بجسور مصغرة توفر مناظر لا مثيل لها لقلعة هيكوني. البركة محاطة بالعديد من المباني الخشبية التي تساعد على إضافة سحر وجاذبية للحديقة.
في أوائل الخريف، تضاء الحديقة ويمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة القمر أثناء تذوق الحلويات اليابانية. تترافق أحداث أمسيات الخريف مع عروض للموسيقى اليابانية التقليدية على قيثارة “الكوتو”.
بحيرة بيوا
تعد بحيرة بيوا أشهر مناطق الجذب في محافظة شيغا، وهي أكبر بحيرة في اليابان، وتقع بالكامل داخل محافظة شيغا (غرب وسط هونشو)، شمال شرق العاصمة السابقة، كيوتو. والتي تحتل سدس مساحة المحافظ. يعتبرها الكثيرون رمزًا لشيغا.
البحيرة واسعة جدًا تبلغ مساحتها حوالي 670 كيلومترًا مربعًا لدرجة أن قاربًا يبحر في بحيرة بيوا سيختفي في النهاية خلف الأفق، ويبلغ محيط شاطئ البحيرة 235 كيلومترًا، والمسار الفعلي حول البحيرة حوالي 200 كيلومتر، تمامًا مثل المحيط، تذكر بحيرة بيوا بالطبيعة الكروية للكوكب الذي نعيش عليه، وتتنوع شواطئ البحيرة على نطاق واسع حيث أن الشاطئ الشمالي تبرز الجبال بالقرب من البحيرة على بعض المناطق الصخرية والخلجان، بينما يحتوي الشاطئ الشرقي على شواطئ رملية. تم تطوير الشاطئ الجنوبي إلى حد ما، حيث تلامس المدينة البحيرة.
تعد البحيرة أيضًا أقدم بحيرة في اليابان عمرها أكثر من 4 ملايين سنة. ويقدر أنها تحتل المرتبة 13 في العالم. نظرًا لقربها من العاصمة السابقة كيوتو، تبرز البحيرة بشكل بارز في الأدب الياباني خاصةً في الشعر والروايات التاريخية للمعارك. كما تشتهر بحيرة بيوا بتنوع الكائنات الحية التي تستوطنها كفصائل الأسماك والطيور والرخويات النادرة.
تتيح لك الكثير والكثير من الأنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها، كالسباحة والرحلات البحرية والتجول والتنقل بين الجزر وتجربة منتجعات الأونسن. حول البحيرة، هناك العديد من مناطق الجذب بما في ذلك رحلة بالقارب، حيث يمكنك الاستمتاع بإطلالات خلابة على البحيرة.
تعد منطقة “وادي بيواكو” بأكملها منطقة منتجع شهيرة بها العديد من الأنشطة في الهواء الطلق. يمكنك الذهاب إلى قمة جبل “هوراي” الذي يبلغ ارتفاعه 1174 مترًا بالتلفريك وتجربة بعض التنفُّس والاستمتاع بالمناظر البانورامية لبحيرة بيوا.
مدينة مائية أوميهاتشيمان
أوميهاتشيمان هي مدينة صغيرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة بيوا. رغم جمال هذا المكان إلا أنه أقل شهرة بين المسافرين الأجانب، رغم احتواءه على الكثير من الأشياء التي يمكن أن تجذب الزوار الأجانب.
تضم المدينة قناة ومنازل الساموراي التي يعود تاريخها إلى فترة إيدو، وإطلالات بانورامية خلابة على البحيرة، ومعبد مخصص للحب، ومعجنات لذيذة وحتى هندسة معمارية مذهلة أوميهاتشيمان تسير في خط رفيع بين التقاليد المحفوظة والاحترام الحديث للماضي والبيئة.
أصبحت الآن عامل الجذب الرئيسي للسياح حيث تقدم القوارب الصغيرة جولات في المدينة، ويمكن للزوار أيضًا الاستمتاع بالمشي على طول حافة القناة للاستمتاع بأشجار الكرز أو قزحية العين أو أوراق الشجر الخريفية اعتمادًا على الموسم.
توجد ملاجئ في وسط مدينة أوميهاتشيمان مع معالم أخرى يجب مشاهدتها كضريح “هيموري هاتشيمانغو” وأطلال الحبل في معبد “زويريو-جي”. من جبل “هاتشيمان”، يكشف منظر بانورامي جميل لبحيرة بيوا والمدينة ومحيطها. هذا المنظر الجميل هو في الوقت الحاضر مكان رومانسي للأزواج. في شرق أوميهاتشيمان، نوصي باستكشاف أنقاض قلعة “أزوتشي”.
الملخص
محافظة شيغا هي واحدة من المحافظات الأقل شهرة وغموضًا في اليابان، وخاصةً بين الزوار الأجانب والأجانب الذين يعيشون في اليابان بعيدًا عن منطقة “كانساي”. تُعتبر محافظة شيغا وجهة سياحية مرغوبة، بين المسافرين اليابانيين وبحيرة بيوا هي رمز شيغا، ومن بين أشهر المواقع الجذب للزوار، تحتوي المحافظة على عدة مشاهد مميزة يمكن اكتشافها فأي شخص يجرؤ على زيارة هذا المكان الغامض سيجد العديد من المسرات غير المتوقعة.
إنه حقًا طريق بعيد عن الزحام، مما يجعله أكثر ميلًا إلى المغامرة. عليك فقط تخصيص الوقت للمجيء والزيارة. فالمحافظة لديها مجموعة متنوعة من المكونات والأطباق الإقليمية التي من المؤكد أنها ستثير إعجاب الأشخاص الذين يتناولونها بما في ذلك المكونات التقليدية التي لطالما أحبها السكان المحليون وأبرزها “أرز أومي” و “لحم بقر أومي” نوصيكم بشدة بتجربتها بأنفسكم ومعرفة ما يجعلها مميزة للغاية.
