خمسة مواقع نوصي بها في محافظة إيواتي!

0

تقع محافظة إيواتي في الشمال الشرقي من منطقة توهوكو على جانب المحيط الهادي، ويحدها من الشمال محافظة آوموري، ومن الغرب محافظة أكيتا، ومن الجنوب محافظة مياجي. وتُعتبر محافظة إيواتي ثاني أكبر محافظة يابانية تبلغ مساحتها حوالي 15.275 كيلو متر مربع. بينما يبلغ عدد السكان حوالي 1.230.000 شخص.

 

وتوجد أسطورة مشهورة عن اسم محافظة إيواتي اسمها ” أوني نو تيغاتا” وهي مرتبطة بضريح “ميتسويشي” أو الصخور الثلاثة في مدينة موريوكا. حيث يقال أن هذه الصخور وقعت في موريوكا بسبب ثوران جبل إيواتي. ووفقاً للأسطورة كان هناك شيطان يعذب ويضايق السكان المحليين.

 

ولكن عندما دعا الناس أرواح ضريح “ميتسويشي ” من أجل أن تحميهم، قامت الأرواح بتقييد الشيطان بهذه الصخور وأُجبر على وضع ختم ببصمة يده على أحد الصخور، كعهد أنه لن يؤذي الناس مرة أخرى. وهكذا ظهر اسم إيواتي والذي يعني “اليد الصخرية”. ويقال أنه يمكن رؤية بصمة يد الشيطان على الصخرة بعد تساقط الأمطار.

 

وتتميز محافظة إيواتي بتضاريسها المتنوعة خاصةً الجبال والكتل الجبلية والكهوف والحدائق، وغيرها من المناطق المثيرة للاهتمام. وفي هذه المقالة سنكتشف معاً المواقع التي نوصي بها في محافظة إيواتي. لنبدأ جولتنا السياحية.

 

حديقة أطلال قلعة موريوكا

في يوم من الأيام كانت هناك قلعة تقف بهيبة وتُزين أفق سماء مدينة موريوكا، ولكن تلك القلعة التي عاشت تاريخاً طويلاً دُمرت وبقيت قاعدتها وآثارها، وحلت محلها حديقة زينتها وأحيت ذكراها ليومنا هذا.

 

يعود تاريخ القلعة لعشيرة نانبو التي بنتها للسيطرة على الأنهار المحيطة بمدينة موريوكا في فترة إيدو (1603-1868 م). وتم تشييد أسوار القلعة بالجرانيت الذي كان يعد نادراً في توهوكو في ذلك الوقت. فقد كانت مركزاً تجارياً ذو مكانة مهمة لعشيرة نانبو. ويمكنكم ملاحظة كيفية ترتيب الحجارة فوق بعضها البعض في قاعدة القلعة العريضة.

 

وقد صمدت القلعة لمدة 200 عام حتى إلغاء نظام هان عام 1871 م. في ذلك الوقت دمُرت القلعة لأنها كانت قديمة، وفي نفس الوقت كانت حكومة “مييجي” تفرض سلطتها على المنطقة، ومنها أراضي عشيرة نانبو التي تحالفت مع الشوغون في محاربة الحكومة الجديدة. وبعد تحويل موريوكا إلى مقاطعة إيواتي، تم هدم القلعة وقامت الحكومة بإعادة هيكلة الأراضي وتقسيمها.

 

 

بقيت أرض القلعة كما هي حتى قام مصمم حدائق ياباني مشهور بتحويلها إلى حديقة سمُيت باسم “حديقة إيواتي” عام 1906 م. وأصبحت موقعاً مشهوراً يجذب العديد من السكان المحليين والسياح الأجانب ليستمتعوا بجمال الطبيعة المتنوعة، مثل تفتح أزهار الساكورا في الربيع، والأوراق الدافئة والمتساقطة في الخريف، والثلج الأبيض الذي يكسو الحديقة بنقاء لونه في الشتاء، واللون الأخضر المشرق الذي يزود الحديقة بالحيوية والبهجة في فصل الصيف. وقد تم اختيار قلعة موريوكا كواحدة من 100 قلعة مشهورة وأفضل 100 متنزه تاريخي في اليابان.

 

 

وقد حظي موقع القلعة على اعجاب العديد من الكتاب والأدباء ومنهم “تاكوبوكو إيشيكاوا” و”كينجي ميازاوا” وقد ذكروا القلعة وجمال الطبيعة من حولها في العديد من أعمالهم. وقد بُني لهما نصب تذكاري تقديراً لهما. أعتقد أن جمال الطبيعة لا يضاهى، خاصةً في موقع أثري جرت فيه أحداث تاريخية مهمة وما زالت بقاياه حتى الآن.

 

 

قاعة معبد تشوسونجي الذهبية

يقع معبد تشوسونجي في مدينة هيرايزومي على قمة جبل كانزان، وقد تم بناءه منذ حوالي 1170 عام. ويعتبر أول كنز وطني يبقى منه مباني كما هي دون أن تدمر أو تحترق، وهو من مواقع التراث العالمية مع مدينة هيرايزومي في منظمة اليونسكو. ولكن مع مرور الزمن، هناك أجزاء من المعبد تضررت مع الحرائق ولكن صمدت بعض المباني لحتى الآن ومنها قاعة كونجيكيدو.

 

وتتميز “قاعة كونجيكيدو” أو “السرداق الذهبي” بأنها مغطاة بالذهب والذي استُعمل كطلاء في جميع أرجاء القاعة، ورُصعت القاعة باللؤلؤ وتم نقش العديد من الزخارف والأشكال الدقيقة التي تذهل الجميع بلمعانها الذي دام لوقتنا الحاضر. إنها قاعة مذهلة للغاية ولكن يبدو أنه ممنوع التصوير بداخلها.

 

 

ويوجد أيضاً المعبد القديم ويُقال أنه قد تم بناءه في أواخر فترة هييان مع القاعة الذهبية. يمكنكم دخول المعبد بحرية ومشاهدة تصميمه من الداخل. أما مستودع كيوزو يمكن الدخول إليه، ولكن لأنه موجود خلف القاعة الذهبية، فإن الدخول إليه ليس مجاناً ويجب دفع مبلغ رمزي. كما ترون الأشجار المحيطة والطبيعة الخضراء حول المستودع ينتجان تناسق جميل ومريح للمشاهدة.

 

مستودع كيوزو

كما يوجد بوابة توري الحمراء حول المعبد، وهي البوابة التي تفصل بين عالمنا وعالم السماوات في الاعتقادات اليابانية. وأعتقد أنها مشهورة بين كثير من العرب لأنها تظهر كثيراً في الأنمي والدراما. من عند هذه البوابة استمتعوا بجمال الطبيعة النقية وبالأجواء الأسطورية.

 

 

كما شاهدتم يحيط بالمعبد غابات خضراء شاسعة للغاية ومناظر طبيعية جميلة تتغير وفقاً للموسم، خاصةً في فصل الصيف عندما يكون لون الأشجار أخضر مفعم بالحياة، ولاسيما عندما تتفتح أزهار اللوتس التي عُثر على بذورها في معبد كونجيكيدو، ويبلغ عمرهم حوالي 800 عام. والآن في شهر أغسطس من كل عام، يمكنكم مشاهدة أزهار اللوتس العريقة تُزهر كما كانت في الماضي في حوض جميل عند الجبل.

 

 

هيرايزومي

تقع مدينة هيرايزومي في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة إيواتي، وتشتهر باحتوائها على أكثر من 3000 كنز وطني وحدائق خلابة يحيطها مشاهد طبيعية ومذهلة للغاية. ويعود تاريخ ازدهار هيرايزومي إلى أواخر فترة هييان (794-1185 م)، حيث اشتهرت المدينة في شمال شرق اليابان تحت حكم عشيرة فوجيوار الشمالية، بعد أن تم دعمها بكميات هائلة من الذهب الذي تم استخراجه من المناجم المحلية. ولذلك كثرت المعابد المزخرفة والمطلية بالذهب مثل المعبد الذي تحدثتُ عنه قبل قليل “تشوسونجي”.

 

وقد نجت المدينة بإعجاب قبل أن يدمرها القائد المحارب “ميناموتو يوريتومو” عام 1189 م. حيث بقت العديد من الحدائق والمباني التي تمثل التعاليم البوذية إلى يومنا هذا. فقد كانت هيرايزومي تنتمي إلى مدرسة “الأرض الطاهرة” البوذية التي انتشرت في أنحاء اليابان في القرن الثامن. وبفضل مزيج من عقائد تقدير الطبيعة المتأصلة في التقليد الياباني وعقائد الشنتو، انبثق من مدرسة “الأرض الطاهرة” مفهوم تفردت به اليابان في مجال التخطيط وتصميم الحدائق.

 

ومن البقع المشهورة في هيرايزومي “معبد موتسو جي” الذي تم تشييده وتوسيعه على يد “جيكاكو دايشي إنجين” في فترة هييان. ويقال أنه تم إحراق معظم المعابد في ذلك الوقت ولكن سرعان ما أعاد السكان بنائهم وفقاً للطراز الأصلي، وتم تعيين جميع هذه الأماكن كموقع تاريخي خاص لوجود العديد من الآثار المهمة المتبقية.

 

معبد موتسو جي

 

كما يمكنكم أيضاً التنزه في حديقة جودو التي تحيط بالمعبد. وهي حديقة ذات تاريخ طويل بقيت من فترة هييان، ولذلك تُعد نادرة للغاية وقيّمة. وتم تعيينها كمكان خلاب خاص، حيث يتخللها بركة ماء صافية للغاية، تعكس جمال الفصول الأربعة في مياهها الزجاجية.

 

 

ويوجد معبد قديم يُدعى “تاكوكونو إيوايا” يقع على بُعد ستة كيلومتر جنوب غرب هيرايزومي، ويتميز هذا المعبد بموقعه الغريب، حيث تم بناءه أسفل منحدر متدلي ودُمج مع كهف ضحل يحتوي بداخله على تمثال بارز لبيشامون تن، هذا إلى جانب التماثيل الأخرى الموجودة في الداخل. ولكن عندما تمرون من هناك سترون وجه لبوذا منحوت في الصخر من ذلك الوقت، ويقال أن الكهف تم استعماله كحصن عندما تم بناء المعبد. هنا ستستمتعون بجمال الطبيعة الهادئة التي يطغى عليها الطابع التاريخي وبتصميم المعبد الفريد تحت المنحدر.

 

 

لننتقل إلى نهر كيتاكاميغاوا الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب وسط محافظة إيواتي، ويبلغ طوله تقريباً 249 كيلو متر. ويتميز هذا النهر بمنحدراته السلسة والمنخفضة. ويُعتبر نهر كيتاكاميغاوارمزاً لمحافظة إيواتي وهو رابع أكبر نهر في اليابان. أعتقد أنه سيكون من الممتع الذهاب حول النهر في نزهة وتناول وجبة الطعام بجانبه في أجواء هادئة ومريحة، ثم التمشي حوله والاستمتاع بجمال الطبيعة الخضراء وبنقاء المياه الصافية التي تعكس لون السماء.

 

 

كهف ريوسيندو

وهو كهف من الحجر الجيري يقع في إيوايزومي في محافظة إيواتي. ويُعرف أيضاً بمغارة “إيوايزومي”، ويبلغ طول الكهف الإجمالي حوالي 4088 م ومنها 700 م مفتوحة للسياح والزوار. ويعتبر من أهم الكهوف الجيرية الثلاثة الرئيسية في اليابان. وقد تم تخصيصه كنصب تذكاري وطني طبيعي مع الخفافيش التي تعيش بداخله.

 

يحيط كهف ريوسيندو طبيعة خضراء شاسعة، والمكان مصمم بشكل جيد للسياحة والتنزه بكل سهولة وأمان. بعد شراء التذاكر ودخول الكهف ستجدون مقياس حرارة، يوضح لكم درجة الحرارة، لأنه كلما تقدمتم ستنخفض درجة الحرارة تدريجياً، لذا يُنصح دائماً بجلب سترة حتى في فصل الصيف.

 

 

بعد تقدمكم في الكهف ستجدون العديد من الأماكن الغريبة والجميلة ومنها حفرة تتجمع فيها مياه متدفقة من داخل الكهف لونها أزرق شفاف تحيط حولها الصخور الجيرية. ثم ستجدون ممر شاهق الارتفاع ضيق من أعلى يُسمى “ناطحة السحاب”

 

ومن أشهر المعالم التي ستمرون بها هو “قصر القمر” مساحته أوسع وتضاء فيه الكثير من مصابيح اللد الملونة مثل الأحمر والأزرق. إنه موقع جميل للغاية، إذ يوجد في نهاية الممر صخرة تتخذ شكل قلب مع اندماج الممر بها. ولذلك هذه البقعة مناسبة جداً لأخذ صور تذكارية والاستمتاع بأجواء ملونة ورومانسية.

 

 

ويحتوي كهف ريوسيندو على ثماني بحيرات حسب الاكتشافات، ومازالت الاكتشافات مستمرة. وقد سُمح للسياح والزوار بمشاهدة ثلاث بحيرات فقط. ومن هذه البحيرات الشهيرة بحيرة “دراجون بلو” أي التنين الأزرق. ويُقال من شدة لمعان لونها الأزرق، عند النظر إليها سينعكس مباشرةً على العين. ومع ذلك فإن مياه البحيرة الجوفية داخل الكهف شفافة للغاية، بحيث يمكنكم رؤية قاع البحيرة على عمق 35 مترًا. ولذلك تم اختيارها كواحد من أفضل 100 مياه مشهورة في اليابان.

 

 

من خلال هذا الصدع ذو الشكل الغريب والجميل يمكنكم رؤية البحيرة الجوفية الأولى، حيث تم إنشاء مرصد يسمح للجميع مشاهدة سطح البحيرة من تحت الأرض. وتضاء في هذه البقعة العديد من مصابيح اللد ذات الألوان المبهجة، فتُضيف أجواء خاصة ومميزة تُذهل الجميع. كما يقال إن هذا الكهف هو عالم الألوان أو عالم الأزرق، إنه عالم سحري وغامض للغاية مليء بالاكتشافات المذهلة لمحبي المغامرات والطبيعة والرومانسية.

 

 

معجزة شجرة الصنوبر (كيسيكي نو إيبون ماتسو)

 

يوجد في مدينة ريكوزنتاكاتا التي تقع أقصى جنوب محافظة إيواتي، غابة لأشجار صنوبر وتعرف باسم “تاكادا ماتسوبارا” زرعها اليابانيون منذ أكثر من 350 عاماً، وبعد عناية واهتمام وصل عددها حوالي 70 ألف شجرة.

 

كانت غابة “تاكادا ماتسوبارا” مكان مميز لوقوعها بالقرب من الشاطئ، إذ يعتبر أمر نادر للغاية. وكان لها مكانة خاصة عند اليابانيين حيث تغنى الشعراء بجمال أشجار الصنوبر والطبيعة من حولها، وأصبحت بقعة سياحية مشهورة تجذب السياح، للتنزه تحت ظلالها والاستمتاع بنسيمها النقي المندمج مع نسيم البحر المنعش. وقد تم تعيينها من أفضل الوجهات السياحية في اليابان.

 

ولكن في 11 مارس 2011 حدث زلزال وتسونامي في مدينة ريكوزنتاكاتا، وقتل وفُقد 2000 شخص تقريباً، ودُمرت المباني والمرافق الساحلية. وجُرفت جميع أشجار غابة الصنوبر بسبب قوة أمواج التسونامي والتي وصل ارتفاعها حوالي 17 متر. لقد كان دمار شامل ولم يبقى شيء على الساحل، ولكن بقت شجرة واحدة صامدة في موقعها كما هي لم تتزحزح فكان الأمر مثل معجزة.

 

 

تلك الشجرة التي صمدت مكانها سُميت معجزة الصنوبر، ولكنها تضررت من المياه وتوفيت عام 2012. وعلى الرغم من ذلك، تم الحفاظ على الشجرة كنصب تذكاري، كرمز للأمل والأصالة والصمود للسكان المحليين والأجيال القادمة وللعالم أجمع.

 

 

الخلاصة

مازال هناك العديد من المواقع الطبيعية والخلابة في محافظة إيواتي، وبالتأكيد هناك الكثير من المواقع العريقة والتاريخية. إذا كنتم من محبي المغامرات والطبيعة أوصي بزيارة محافظة إيواتي، فكهف ريوسيندو مناسب تماماً وهناك أيضاً متحف للكهف حيث يوجد تماثيل تمثل الأشخاص الذين عاشوا في الكهف من فترة جومون، هذا إلى جانب بعض الآثار المتبقية من أدوات طعام وغيرها.

 

كما أن كهف ريوسندو يناسب الأحباء والأزواج، فبجانب ألوانه المبهجة والرومانسية، يُقدم الكهف خدمات رومانسية وممتعة ومنها المساعدة على إسعاد الأحباء أو اهداء هدية بطريقة ممتعة للغاية، حيث يمكنكم التواصل معهم وترتيب مغامرة شيقة، مثلاً يقومون بتخبئة الهدية التي تُريدون تقديمها للشريك في مكان آمن وغامض، ويحضرون إضاءات مبهجة أكثر وفعاليات أخرى حسب الاتفاق والتدبير، وعلى الشريك البحث عن الهدية بينما تستمتعون معاً بأجواء ممتعة ولطيفة.

 

كما رأيتم محافظة إيواتي مفعمة بالحيوية والأجواء الهادئة، أتمنى لكم زيارتها والاستمتاع بمواقعها الجميلة، وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط