ثلاثة اختلافات ثقافية بين بلدي واليابان!!🇯🇵🇸🇩
توجد الكثير جدا من الفروقات بين اليابان والدول العربية، بل يمكنني القول بأن اليابان تختلف كثيرا عن معظم الدول الأخرى في العالم. في هذا المقال سأتكلم عن ثلاث اختلافات ثقافية بين الدول العربية واليابان بحكم كوني عشت في كلتا المنطقتين.
الالتزام بالمواعيد
لقد عشت وزرت الكثير من الدول العربية، أيضا التقيت وعاشرت الكثير من الجنسيات العربية. بشكل عام يبدو لي أن أغلب مواطني الدول العربية يشتركون في الكثير من الأخلاق الطيبة والصفات الجميلة النابعة من الدين الإسلامي الحنيف. أيضا وجدت هذه الصفات الجميلة موجودة في الشعب الياباني تماما بالرغم من البعد الجغرافي واختلاف الأديان.
لكن هنالك شيء وجدت اليابانيين يتفوقون فيه علينا نحن العرب، حيث يحترم اليابانيون الزمن بشكل لايصدق. في الحقيقة لا أستطيع أن أصف جيدا مدى صدمتي عندما بدأت في التعامل مع اليابانيين وخاصة اذا كان الموضوع يتعلق بموعد.
فدائما اليابانيون يأتون قبل الموعد بعشرة دقائق أو خمسة عشر دقيقة من الموعد. فهم حريصون كل الحرص على الالتزام بالمواعيد. وهذا الالتزام لا يقتصر فقط على المواعيد الرسمية التابعة للعمل فحسب بل لكل الأمور الاخرى في الحياة بغض النظر عن أهميتها.
في البداية واجهت الكثير من الصعوبة للمواظبة والقدوم في المواعيد المتفق عليها بشكل مستمر، ولا أخفيكم سرا أني إلى الآن أحس بعدم الراحة عندما يتعلق الأمر بالمواعيد خاصة مع اليابانيين، حيث أبذل قصارى جهدي للقدوم 10 او15 دقيقة قبل المواعيد.
هذا الشيء يختلف كثيرا عما يوجد في دولنا العربية، فالزمن لا يأخذ بهذه الجدية العالية الا للمعاملات الرسمية او الاشياء المهمة جدا. أما بين الأصحاب والأهل، فالمواعيد هي تقريبية ولا ينزعج الأغلبية إذا كان هناك تأخير، بل إن الشيء الطبيعي هو التأخر في بعض دولنا العربية.
اعتقد ان ثقافة احترام الزمن في اليابان لم تأتي بالصدفة وانما قد تعلموها منذ الصغر فأصبحت جزءا لايتجزأ من شخصياتهم. أتذكر في إحدى المرات ذهبت إلى درس للغة اليابانية وكنت قد تأخرت حوالي دقيقتين تقريبا، فاذا بالمدرسة تكتب أني متأخر، حقا لقد أصبت بالدهشة!.
أيضا من الاشياء المثيرة للانتباه، هو ان قطار الطلقة أو الشينكانسن في اليابان، بالكاد بتأخر على مدار السنة. حيث أن معدل التأخر لهذا القطار لايتعدى أكثر من دقيقة. ولكم أن تقارنوا وتقيسو معدل تأخر القطارات في بلدانكم أينما كنت في العالم.
البدانة والسمنة
من أوائل الأشياء التي لفتت انتباهي منذ قدوم اليابان، هو أنني بالكاد قد رأيت شخصا سمينا. في الحقيقة نسبة البدانة في اليابان بسيطة جدا، بل أنها من أقل النسب على مستوى العالم حيث نسبة البدانة لا تتجاوز ال4% من إجمالي الشعب. أما أغلب الدولة العربية فهي في المراكز العليا من حيث البدانة.
ترجع الكثير من الأسباب التي لها دور في هذه النسبة البسيطة من البدانة في اليابان. فعلى سبيل المثال، اليابانيون يستعملون بشكل مستمر المواصلات العامة خاصة في المدن المكتظة مثل طوكيو وكذلك يستعملون العجلات بشكل كبير جدا في جميع أنحاء اليابان. حيث الكثير من الطلاب والموظفين في الصباح الباكر يستخدمون الدراجات في التنقل من المنزل الى محطات القطار ومن ثم يكملون المشوار الى الشركات او المدارس. لدرجة أنك في بعض الأحيان يصعب أن تجد موقف لدراجتك.
حتى داخل محطات القطار، بسبب الازدحام يستوجب عليك أن تظل واقفا إلى أن تصل لوجهتك. كل هذا المجهود الرياضي حتما سيساعد جسمك على حرق الدهون.
أيضا من الاشياء الصادمة لي شخصيا، هو مقدار الطعام الذي يتناوله الفرد الياباني مقارنة بالكمية التي تناولها في كل وجبة. أتذكر أني قد أرسلت لأحد أصدقائي صورة لوجبة غدائي في اليابان، فكانت رد كلامه “ما هذه العينات؟! أين باقي الغداء؟!”، لقد كان متفاجئا جدا بالكمية الصغيرة التي يتناولها اليابانيون في وجباتهم. لكن هذا لا أعتقد أن هذا شيء سلبي وإنما اختلاف في الثقافات بين الدول العربية واليابان، بل اعتقد أنه من السنة أن لا نأكل لدرجة الشبع وإنما ان نأكل ما يكفي الجسد.
في الحقيقة الوجبات اليابانية تعتبر من الوجبات الأكثر صحية على مستوى العالم، وهي من احدى الاسباب التي تجعل اليابانين يعيشون لسنوات طويلة.
الحمامات اليابانية
كما ذكرت سابقا بأني عشت في الكثير من الدول حول العالم، لكن لم أرى على الإطلاق مثل هذه الحمامات. فهي دائما في قمة النظافة وذلك يعكس تحضر الشعب المستخدم لهذه الحمامات، حيث حسن الاستخدام اولا وثانيا مراعاة الغير الذين سوف يستخدمون الحمام من بعدك.
النظافة ليست كل شيئ فحسب في هذه الحمامات، بل هي خارقة ومعدة بأحدث التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال بعض اغطية هذه المراحيض تفتح أوتوماتيكيا في حالة دخول أحد الى الحمام. أيضا المقعد يكون دافئ اذا كان الجو بارد وذلك خاصة في فصل الشتاء البارد.
كذلك توجد لوحة تحكم على جانب المرحاض، حيث يمكنك عن طريقها التحكم تماما بالمرحاض على سبيل المثال، قوة المياه، تشغيل مجفف آلي، خيار لمنع الروائح من الخروج من الحمام، خيار لإصدار موسيقى أثناء استخدام المرحاض وغيرها الكثير من الخيارات المتاحة. هذا التطور الهائل في الحمامات اليابانية من الصعب أن تجده في الحمامات في أغلب الدول العربية.
اضافة لكل ذلك، بعض هذه المراحيض تحتوي على حوض صغير في الجهة العلوي منها، حيث يمكنك أن تغسل يديك والمياه التي استخدمتها سوف يتم الاستفادة منها باستخدامها في خزان المرحاض بدل أن تضيع في المجاري. لم أر مثل هذه الاستخدام الذكي للمياه من قبل!.
في الحقيقة الحمامات اليابانية التقليدية، تشبه الحمامات العربية كثيرا، لذلك لا تتفاجئ في حين رأيتها، في الغالب ستجدها بشكل رئيسي في الحمامات العامة والوجهات السياحية والمباني القديمة.
الملخص
مما لاشك فيه أن اليابان دولة تتميز بكثير من الأشياء عن بقية الدول في العالم، في هذا المقال تناولت ثلاث اختلافات بديهية بين اليابان والدول العربية سوف تخطر على بالك أو تلاحظها في حين قررت زيارة اليابان.