هل تعرفون الطعام المشهور عالمياً والذي يمثل ثقافة الطعام الياباني؟
نعم، إنه الـ”سوشي”
يتميز السوشي بتاريخ عميق، ومع مرور الزمن، ترسخت جذوره في دولة اليابان في ثقافة طعام الشعب الياباني. وبالتأكيد عندما تتعرفون على تاريخ السوشي الياباني، سيصبح مذاقه أكثر لذة عند تناوله.
وفي هذه المقالة، أود أن أركز على تاريخ السوشي، أما في نهاية المقالة، أود أن أقدم لكم مطعم سوشي مذهل في طوكيو يدعم الطعام الحلال!
أصل السوشي:
الآن، لنتحدث عن أصل السوشي.
في الواقع يعود تاريخه إلى زمن بعيد إلى ما قبل الميلاد، حيث تم ابتكار طعام حظي بُشهرة كبيرة ويُعتقد أنه النموذج الأولي للسوشي الياباني في جنوب شرق آسيا. وقد كانت البداية عبارة عن فكرة لحفظ الأرز وتخزينه لمدة طويلة، ومع تطور تقنية طهي الأرز، بدأت تقنية حفظ وتخزين الأسماك والمحار، حيث تم خلط السمك مع الأرز والملح ثم كان يتم تخميرهم على مدى فترة طويلة من الزمن تستمر أشهر أو سنة.
ومن خلال القيام بذلك، أصبح عمر الأسماك والمحار أطول كغذاء يدوم لفترة طويلة. مثلما خبز المصريون القدماء الخبز في الماضي، يمكن القول أن شغف البشرية بالطعام قد ساهم بشكل كبير في تطور ثقافة الطعام الحالية. ومع ذلك في شرق آسيا عندما كان يحين الوقت لتناول الأرز والسمك الذي تم تخزينه، كانوا يجدونه موحلًا وشبه سائل، ولذلك ربما كانوا يأكلون السمك فقط.
فترة موروماتشي (1336 -1573 )
بالمناسبة، ماتحدثتُ عنه للتو كأصل لطعام السوشي هو مختلف تماماً عن السوشي الياباني المشهور في عصرنا الحديث. فقد تطورت تقنية السوشي الياباني الحالي بشكل مميز، حيث انتقلت التقنية التي قدمتها سابقاً إلى اليابان إلى جانب تقنية طهي الأرز في فترة موروماتشي.
وهنا تبدأ تقنية حفظ الطعام لفترة طويلة في طريقها نحو الحصول على مذاق لذيذ وأفضل. ففي بداية هذا الطريق تم تقصير فترة تخمير السمك من أجل تناوله مع الأرز، وهنا أصبح من الممكن تناول السمك اللذيذ مع الأرز المخمر !
صورة تعبيرية لشكل السوشي الأولي في فترة موروماتشي
ولكن هذا الشكل مازال مختلف عن السوشي الحالي؟ نعم هذا صحيح، ولكن لا تقلقوا فقد حان الوقت تقريباً للوصول إلى السوشي الذي تتخيلونه. ففي ذلك الوقت أراد اليابانيون أيضاً تناول سوشي لذيذ ومثالي في أقرب وقت ممكن، تماماً مثل كل من يقرأ هذه المقالة.
حتى لو كنتم تفكرون جميعاً بـ “أريد أن آكل السوشي”، ولكن ماذا عن انتظار شهر كامل قبل أن تتمكنوا من تناوله بالفعل؟
نعم، بحلول ذلك الوقت فقد تفضلون ملء معدتكم بالفلافل المقرمش على الانتظار.
سوشي فترة إيدو:
كان هذا الحال خلال فترة إيدو (1600 – 1868) ولكن من أجل تناول السوشي بشكل أسرع دون الحاجة لانتظار شهر، تم العمل على تبسيط عملية التخمير. وقد كان تحقيق هذا ممكن بفضل “الخل”، وهو أحد التوابل التي لا غنى عنها في الطعام الياباني.
حيث يوجد للخل خصائص مطهرة ومضادة للجراثيم، وفوق كل ذلك له حموضة مميزة. حيث تم صنع السوشي الحالي في ذلك الوقت عن طريق خلط هذا الخل مع الأرز وضغط قطع السمك عليه. وقد كان يتم استعمال الأسماك في ذلك الوقت وفق تقنيات الطهي الياباني وذلك لمنع تلفها بسرعة.
بشكل عام كان السوشي في فترة إيدو مثل الوجبات السريعة “فاستو فوود” في اللهجة اليابانية الحالية للكلمة الإنجليزية.
ولكن في فترة إيدو لم يكن يوجد مطاعم سوشي كالتي تجدونها منتشرة في طوكيو اليوم، حيث الكراسي والطاولات والديكورات الجميلة. بل العكس حيث كان الطهاة يصنعون السوشي بسرعة فيأكله الزبائن وينتهون من الطبق على الفور.
ولكن كونوا مطمئنين، ففي الوقت الحاضر عندما تأكلوا السوشي، لستم بحاجة للتسرع والخروج من المتجر على الفور. بالتأكيد يمكنكم الجلوس وتناول الطعام بالراحة على الطاولة!
السوشي في عصرنا الحالي:
“السوشي الياباني” الذي تطور تدريجياً بدأ بالانتشار في جميع أنحاء اليابان تزامناً مع النمو الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية.
والآن يحظى سوشي الحزام الناقل، حيث يتم نقل أطباق السوشي إلى جانب الطاولة واحداً تلو الآخر بواسطة حزام ناقل تلقائي بشهرة كبيرة جداً في جميع أنحاء اليابان. حيث يمكنكم اختيار السوشي المفضل لديك في كل طبق، كما أن الأسعار معقولة. مطاعم سوشي الحزام الناقل تُعتبر من أفضل الأماكن للاسترخاء مع الأصدقاء والعائلة، حيث الأجواء الدافئة والممتعة.
وبالتأكيد، هناك العديد من المتاجر الراقية والأنيقة في جميع أنحاء اليابان التي تقدم أجود أنواع السوشي. وما جعل شعبية السوشي ثابتة قبل كل شيء هو التعافي من الحقول المحترقة بعد الحرب، مثل تطوير البنية التحتية لنقل الأغذية بسرعة، وتطوير تقنية التجميد للحفاظ على نضارة عالية للأطعمة، وقد يكون هذا دليل على أن اليابان أصبحت دولة مترفة بمعجزة بعد الحرب.
ملخص:
حسناً، لقد مر وقت طويل وأنا أقدم لكم السوشي، ولكنني لخصت بإيجاز الأحداث المهمة في تاريخ السوشي. أعتذر على الإطالة عليكم، هذا هو رابط مطعم السوشي الذي يدعم الطعام الحلال! وهو يقع في أساكوسا، طوكيو.
يمكنكم تفقد الحساب المطعم على الإنستغرام من خلال الرابط التالي: instagram.com/asakusasushiken
أتمنى أن يكون هذه المقالة مرجعاً مفيداً لكم قبل تجربة تناول السوشي، وآمل أن ينتشر مفهوم الطعام الحلال في اليابان بشكل أكبر. بالمناسبة السوشي المفضل لدي هو سمك السلمون!
في المقالة التالية سوف أقدم عليكم أحد أشهر الألغاز والأساطير في اليابان! حيث يقال أنه في محافظة جيفو لديها أكبر عدد من “تسوتشينوكو” وهي أفعى غامضة تم الرهان عليها بمبالغ كبيرة من أموال كجائزة! وأود أيضاً أن أقدم لكم أجود أنواع لحم البقر في محافظة جيفو، والذي يستخدم في الأطعمة الحلال اللذيذة.
أراكم لاحقاً، وشكرا لقرائتكم!
