أي تراث عالمي موجود في اليابان؟ نقدم لكم خمس من التراث العالمي في اليابان.
تشتهر اليابان بأنها أمة ذات ثقافة عريقة، يلعب تاريخها الغني عبر مناظرها الطبيعية الحديثة في كل من هياكلها وشعبها وقد تم إدراج العديد من معالمها ضمن مواقع التراث العالمي وفي هذا المقال يمكنكم التعرف على البعض منها.
ضريح إيتسوكوشيما (محافظة هيروشيما)
ضريح إيتسوكوشيما أو إيتسوكوشيما-جينجا هو ضريح شنتوي ياباني، يقع في جزيرة إيتسوكوشيما في محافظة هيروشيما، يعني اسم إيتسوكوشيما حرفياً “جزيرة العبادة” ومن العصور القديمة كانت الجزيرة نفسها تُعبد كإله، يعود تاريخ بناء الضريح إلى القرن السادس للميلاد، واتخذ شكله الحالي عندما قام “تائيرا نو كييوموري” (أحد القادة الكبار) بتجديده وتوسيعه عام 1168 م.
تم إدراج ضريح إيتسوكوشيما في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي سنة 1996، كما قامت الحكومة اليابانية بتصنيف العديد من المباني والملحقات التي يتضمنها الضريح ضمن الكنوز الوطنية. وقد أصبح ضريح إتسوكوشيما ذائع الصيت عالميًا حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء اليابان وبقية العالم، كما يعد وجهة الحج الرئيسية للأشخاص الذين يعيشون في غرب اليابان.
يُعد ضريح إتسوكوشيما أحد “المناظر الثلاثة لليابان” فالجزء الأكثر تميزًا من الضريح غابة جبل “ميسين” البكر الخضراء التي تقع خلفه والبوابة الحمراء الضخمة “توري”، والتي تبدو كأنها تطفو على سطح البحر. حتى إن زوار الجزيرة اعتادوا المرور عبر البوابة بالقارب في الماضي. ولقد شُيدت البوابة الموجودة اليوم عام 1875 م، ولكن هناك أجزاء منها تعود إلى عام 1168 م.
سنة 2004 حيث مزّق الإعصار المداري أجزاء من السطح والممرات الخشبية. وألحقت بالضريح أضرار كبيرة، تدمرت بعض الدعائم والسقوف في المباني الملحقة. ولا تزال أشغال الترميم تتواصل.
كما يُقام “مهرجان كانجين” الديني في ضريح إيتسوكوشيما في 17 يونيو من كل عام وفقًا للتقويم القمري الياباني القديم. هناك الكثير لتراه في موقع التراث العالمي هذا.
قلعة هيميجي (محافظة هيوغو)
هي قلعة يابانية تقع بالقرب من مدينة “هيميجي”، في محافظة هيوغو، وتعتبر أحد الكنوز الوطنية اليابانية ومن أقدم الشواهد على بناءات العصور الوسطى في اليابان. قامت المنظمة العالمية للثقافة والعلوم يونسكو بإدراج هذا المعلم في قائمة التراث الثقافي العالمي وتم تسجيلها عام 1993.
عُرفت قلعة هيميجي باسم “هاكورو-جو” أو “قصر اللقلق الأبيض”، بسبب لون جدرانه الأبيض. تظهر صورته في كل مكان تقريبًا في اليابان، في التلفزيون الياباني مثلًا، وعندما يتم تصوير مشاهد الأفلام والمسلسلات التاريخية، غالبًا ما يتوجه المنتجون إلى مكان تواجد القصر للتصوير، نظرًا للجو الفريد الذي يوفره لهم.
وبما أن القلعة من أحد مواقع التراث العالمي تجعل المكانة التي تحظى بها القلعة زيارتها خيارًا لا بد منه للمهتمين بتاريخ اليابان، باعتبارها واحدة من 12 قلعة أصلية متبقية في اليابان.
يعود تاريخ قلعة هيميجي إلى أكثر من 600 عام، وقد شُيّدت المجموعة الأولى من الحصون في القرن الرابع عشر الميلادي، واُختيرت كنقطة دفاع استراتيجية غرب مدينة “كيوتو”. واكتمل بناء المجمع الحالي للقلعة في عام 1609 تحت إشراف “الدايميو إيكيدا تيروماسا”.
المواضع، والغرفة من الداخل فارغة، وبدلاً من عرض الأسلحة والدروع التي كانت موجودة في السابق، يمكن للزوار الآن تحميل تطبيق على هواتفهم الذكية يعرض مقاطع لصور مأخوذة بالأشعة السينية لأخشاب جدران القلعة أينما كنت تشير بهاتفك المحمول أو كمبيوترك اللوحي، وذلك إلى جانب إعادة بناء افتراضية للكيفية التي عاش بها سكان القلعة بكل تفاصيلها.
يمكنك التسلق من الطابق السفلي عبر ستة طوابق أخرى، خمسة منها فقط مرئية من الخارج، أما في الطابق العلوي فهناك حجرة للمراقبة وأحد أضرحة الشنتو، والمنظر المحيط رائع للغاية من هناك.
كما يوجد بالقرب من القلعة حديقة “كوكو-إن” وهي حديقة يابانية تتكون من تسعة حدائق مسورة ومنفصلة، تتميز بتصاميم جميلة تعود لفترة “إيدو”. أما بالنسبة للخنادق التي تحيط بالقلعة فلم يبقى ليومنا هذا إلا ثلاثة خنادق، ومنهم خندق داخلي تحيط به أزهار الساكورا الجميلة. يمكنكم بالتأكيد ركوب القارب في يومي السبت والأحد والاستمتاع بجمال الطبيعة والشعور التاريخي العريق.
شيريتوكو (محافظة هوكايدو)
تقع شبه جزيرة شيريتوكو شمال شرق محافظة “هوكايدو”. وهي منطقة تقع في أدنى خط عرض في العالم حيث تتجمد مياه البحر بشكل موسمي، مما يشكل سلسلة غذائية فريدة من نوعها بين أشكال الحياة المختلفة التي تمتد عبر البحر والأنهار والأرض. عام 2005، تم إدراج منطقة واسعة من شبه جزيرة شيريتوكو والمنطقة البحرية المحيطة بها كأحد مواقع التراث الطبيعي العالمي لليونسكو.
بحيرات شيريتوكو الخمس تُحيط الغابات البدائية بالمنطقة مما يوفر موطناً لمجموعة غنية من الحيوانات البرية وتقع على الخلفية الخلابة من سلاسل جبال شيريتوكو. في البداية لم يكن لتلك البحيرات المستنقعية تسمية محددة وكان يُشار إليها بالأرقام من واحد إلى خمسة أثناء تحديث المنطقة من أجل السياح، وأصبحت منذ ذلك الحين من المناطق التي يحرص معظم زائري شيريتوكو على رؤيتها. إن المناظر الشبيهة بالسراب لسلسلة الجبال والغابة البكر التي تنعكس على أسطح البحيرات هي لوحة فنية تستحق التأمل.
من المحتمل أن ترى آثار أقدام الدب على طول الممرات أو بقايا من وجبة نقار الخشب الأسود أو غير ذلك من آثار الحياة الحيوانية الغنية التي تعيش في الجوار، بل وقد تصادف حتى غزال هوكايدو أو سناجب هوكايدو أو أي من الأنواع الأصلية الأخرى في المنطقة.
كيب “بويوني” هو موقع مراقبة على منحدر التسلق في الطريق إلى بحيرات شيريتوكو الخمس. وهي واحدة من الأماكن الأولى التي يصل فيها الجليد العائم إلى اليابسة. إلى جانب الإطلالات الرائعة على بحر “أوخوتسك” وفي يوم صاف، سترى جبال “حديقة أكان الوطنية”. تشتهر هذه البقعة بمشاهدة غروب الشمس في لغة “الأينو” المحلية، تعني مكان به ثقب.
“أورونكويوا” هي عبارة عن صخرة ضخمة تشبه الجبل بالقرب من ميناء “أوتورو”. يبلغ طولها حوالي 60 متراً، وتحتاج إلى تسلق 203 خطوة للوصول إلى القمة والاستمتاع بمنظر رائع لحي أوتورو وجبال شيريتوكو. سطح الصخرة المواجهة للبحر يُعتبر أرضًا خصبة لطيور النورس وغيرها من أنواع الطيور الأخرى.
يقع شلال “فوريبي” المدرج على قائمة التراث العالمي على بعد مسافة قصيرة من مركز شيريتوكو الطبيعي، تغذي الشلال مياهٌ جوفية مصدرها الأمطار والثلوج التي تتساقط على سلسلة جبال شيريتوكو وتتسرب إلى باطن الأرض ومن ثم تتسرب من شقوق في المنحدر الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر. يحتوي الشلال على هبوط عمودي بارتفاع 60 مترًا. ونظرًا لقلة حجم المياه المنحدرة من الشلال فقد أطلق السكان المحليون عليه اسم “دموع العذراء”.
يتجمد الشلال في فصل الشتاء ليبدو كمنحوتة جليدية رائعة. ومن الشائع أيضًا مشاهدة مجموعات من غزلان هوكايدو على طول مسارات المشي القريبة.
القريتان التاريخيتان شيراكاوا-غو وغوكاياما (محافظة غيفو وتوياما)
تقع شيراكاوا-غو وغوكاياما في أعماق جبال شمال محافظتي غيفو وتوياما، وقد تم عزلهما عن بقية المجتمع الياباني بسبب موقعهما المنعزل للغاية في الوديان الجبلية النائية، وبالتالي طورت ثقافة فريدة للغاية وأسلوب حياة مختلف من أي منطقة أخرى في اليابان.
تم إدراجهما في قائمة التراث العالمي في عام 1995. يمكن التعرف على القرى بسهولة من خلال مزارعها الفريدة من نوعها “غاشو زوكوري”، والتي تطورت لتتحمل الظروف البيئية المحلية. تتميز هذه المنازل بأسقف شديدة الانحدار من القش، تم بناؤها بحيث لا يتراكم تساقط الثلوج في المنطقة في فصل الشتاء. كانت تُسمى البيوت غاشو زوكوري (بمعنى “اليدين المتشابكتين في الصلاة”) لأن الأسطح تشبه أيدي الصلاة.
حظيت هذه البيوت بشهرة كبيرة لا يزال بعض هذه المنازل مأهولًا بالسكان والبعض الآخر تحوَّل إلى متاحف تعرض تاريخ المنطقة وطرازها المعماري الفريد، بالإضافة إلى بعض صناعات شيراكاوا-غو الرئيسية. ويُستخدم العديد من هذه المنازل باعتباره نُزُل ضيافة تقدم خدمة المبيت للزائرين.
كما أن المناطق الداخلية للمنازل مثيرة جدًا للاهتمام. تحت السطح، توجد مساحة كانت تُستخدم غالبًا كغرفة عمل لتربية ديدان القز. يوجد أدناه مساحة معيشة السكان، وستجد عادةً مدفأة (“irori”) في الطابق الأول والتي ستشعل نارًا مشتعلة على مدار السنة لمنع تشكل العفن على القش.
متحف “تاجيما هاوس” لثقافة الحرير يعرض هذا المتحف تاريخ وخطوات إنتاج الحرير، الذي كان من أهم الصناعات في قرية شيراكاوا-غو، ولكن في الواقع يهتم متحف تاجيما هاوس كثيرًا بإنعاش صناعة إنتاج الحرير التقليدية.
قبة غنباكو (محافظة هيروشيما)
نصب السلام بهيروشيما ويعرفه العامة باسم “قبة القنبلة الذرية” معلم ياباني يقع في مدينة هيروشيما. وجزء من متنزه السلام التذكاري بهيروشيما، الذي اختارته اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي عام 1996.
كان المبنى في الأصل قصرًا للمعرض الصناعي لمحافظة هيروشيما. قام المعماري التشيكي “يان ليتزل” بتصميم هذا المعلم حسب الطراز الأوروبي الغربي سنة 1915. أهم ما يميزه هو قبته الفارغة البيضاوية، وواجهته المهدمة.
كان النصب التذكاري للسلام في هيروشيما (قبة غنباكو) هو الهيكل المتبقي في المنطقة التي انفجرت فيها القنبلة الذرية الأولى في 6 أغسطس 1945. ومن خلال جهود العديد من الأشخاص، بما في ذلك جهود مدينة هيروشيما، تم الحفاظ عليها في نفس المنطقة. إنه ليس فقط رمزًا صارخًا وقويًا لأشد قوة تدميرية خلقتها البشرية على الإطلاق كما يعبر عن الأمل في السلام العالمي والقضاء النهائي على جميع الأسلحة النووية.
النصب التذكاري هو مقبرة مقوسة لأولئك الذين ماتوا بسبب القنبلة، إما بسبب الانفجار الأولي أو التعرض للإشعاع. يوجد أسفل القوس صندوق حجري به سجل بهذه الأسماء، والتي يوجد منها أكثر من 320.000.
في كل عام في ذكرى القنبلة، تُقام مراسم في الحديقة. يتم إلقاء الخطب، ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري، ولحظة صمت في الساعة 8:15 صباحًا، لحظة التفجير بالضبط تحدث أنشطة أخرى على مدار اليوم، ويعمل العديد من الموظفين لمساعدة الزوار الأجانب.
الملخص
تتميز اليابان بالعديد من المواقع التي تم ادراجها في مواقع التراث العالمي عند زيارتكم لليابان لا تنسوا التخطيط لزيارة أحد هذه المعالم العريقة واستكشافها لمعرفة تاريخ وثقافة هذا البلد الجميل.