أطباق غير مألوفة للسياح؟! نُقدم لكم أطباق محلية من جميع أنحاء اليابان يوصي بها الموظفون اليابانيون!
إن المطبخ الياباني من أشهر المطابخ في العالم حيث يجذب محبي الطعام الصحي والمتناسق، فعادةً نجد قائمة طويلة من الأطباق اليابانية المشهورة والتي تُقدم بكل مكان في اليابان حتى وصلت شهرتها للأجانب وانتقلت للخارج. ولكن إلى جانب هذه الأطباق المشهورة يوجد في اليابان أطباق محلية يتم تقديمها وطهيها وفقاً للمنطقة التي نشأت فيها.
في الواقع إن الأطباق المحلية تتميز بحو خاص وممتع سواء في طهيها أو في طريقة تقديمها وحتى طريقة تناولها. وفي هذه المقالة سنقدم لكم بعض الأطباق المحلية التي يوصي بها الموظفون اليابانيون لكم، لنبدأ جولتنا في عالم الطعام الياباني!
إيشيكاري نابي “هوكايدو”
إيشيكاري نابي أو وعاء إيشيكاري (石狩鍋) وهو طبق ياباني محلي في “هوكايدو”، يتم تحضيره باستعمال سمك السلمون وتتبيلة “الميسو” كمكونات أساسية. وأثناء طهيه يمتزج طعم السلمون وحلاوة الخضار في حساء الميسو، مما ينتج نكهة لذيذة، بينما إضافة الفلفل الأسود في النهاية سيعمل على تعزيز النكهة وإبرازها.
ويُعد هذا الطبق من الأطعمة المحلية المتخصصة في هوكايدو، وقد تم اشتقاق اسمه من “نهر إيشيكاري” الذي ينبع من وسط هوكايدو على جانب جبل “إيشيكاري داكي” إلى الغرب مروراً ب “أساهيكاوا” و “سابورو”، ثم إلى “خليج إيشيكاري”. وقد تم اختيار اسم نهر إيشيكاري، لأنه يشتهر بسمك السلمون في الخريف وهو المكون الأساسي لطبق إيشيكاري.
وبالنسبة لطريقة التحضير فهي بشكل عام كالتالي، يتم تقطيع السلمون إلى قطع كبيرة الحجم، والخضار المرغوب بتناولها مثل البطاطا، والفجل الياباني “دايكون”، والجزر، وفطر “شيتاكي”، والكراث، وأوراق الأقحوان وغيرهم.
ثم يتم تحضير المرق في وعاء حتى يغلي، ثم يتم إضافة الخضروات أولاً حتى يصبح قوامها مناسب وبعدها يتم إضافة قطع السمك. واعتمادًا على طريقة طهي الطعام وتقديمه، قد تتغير تسلسل طهي المكونات في الوعاء.
وأجمل شيء هو أنه يمكن طهي هذا الطعام في وعاء على موقد في منتصف الطاولة حيث يمكنكم مشاهدة المكونات وهي تغلي معاً في أجواء جميلة، وعندما يجهز يمكن للجميع اختيار الخضراوات مع المرق ونقلها في أطباق صغيرة خاصة بهم للاستمتاع بطعام ساخن ولذيذ.
إيموني “محافظة ياماغاتا”
إيموني (芋煮) وهو نوع من الحساء المشهور مع القلقاس واللحم يتم تناوله تقليدياً في فصل الخريف في منطقة “توهوكو”. حيث يمكن القول أنه طبق موسمي يتم تحضيره عادةً خلال المواسم الباردة، وهو ذو أهمية ثقافية للعديد من المواطنين. وقد يتغير أسلوب طهيه ومكوناته من محافظة لأخرى، ولكن في محافظة ياماغاتا يتم عادةً تحضيره باللحم البقري والخضروات المختلفة، حيث تكون منقوعة في حساء حلو قليلاً مع صلصة الصويا و “الساكي” والسكر.
أما في محافظة “مياجي” المجاورة، فيتم استعمال الميسو كمكون أساسي في الحساء مع صلصة الصويا. بينما يتم استعمال أسلوب مختلف في بعض المناطق الأخرى حيث يكون الخيار المفضل للكثير هو لحم الخنزير مع الحساء المحضر بالميسو.
وبغض النظر عن نوع اللحوم ونوع الحساء، فإن معظم أنواع الإيموني تشمل جذور القلقاس الحلو، وشرائح اللحم مثل لحم بقري أو خنزير، والخضروات المختلفة مثل البصل والملفوف أو الفطر كمكونات قياسية.
ومن التقاليد القديمة والمشهورة في تناول إيموني في ياماغاتا هي الاحتفالات الجماعية، فيجتمع الأصدقاء والعائلة على ضفاف النهر ويطبخون الإيموني في أواني كبيرة على مواقد من الفحم في الهواء الطلق. حيث تحتفظ بعض المتاجر الصغيرة بمخزون من الحطب والإمدادات الأخرى لهذه المناسبة الممتعة. وفي شهر سبتمبر من كل عام تنظم مدينة ياماغاتا مهرجان إيموني السنوي، حيث يتم طهي هذا الحساء في وعاء كبير يبلغ طوله ستة أمتار.
كيريتانبو نابي (محافظة أكيتا)
كيريتانبو نابي أو وعاء كيريتانبو ( きりたんぽ鍋) وهو طبق ياباني تقليدي تعود أصوله إلى محافظة أكيتا. وهو عبارة عن أرز مطبوخ يتم هرسه، ثم يُلف بشكل أسطوانة حول أسياخ ويتم شويه مباشرةً على نار، وبعدها تُغمس أسياخ الأرز المشوية في مرق يُدعى “هيناي جيدوري” وهو مرق يُطهى فيه دجاج موطنه الأصلي أكيتا.
وفي نفس وعاء المرق تُضاف مكونات مثل فطر “مايتاكي” والبقدونس. وعادةً يكثر تناول هذا الطبق تقليديًا من فصل الخريف حتى الربيع، خاصةً عندما يتم جلب الأرز الطازج المحصود حديثاً للأسواق.
ويُقال أن أصل طبق كيريتانبو يرجع إلى قاطعي الحطب حيث كانوا يلفون بقايا الأرز حول عصا ويشوونه ليأكلوه مع حساء الميسو أثناء عملهم في الغابة. ومع ذلك بغض النظر عن أصله، إن هذه الطريقة جيدة للغاية لعدم إهدار الأرز، حيث يمكن استعمال الأرز المتبقي من وجبة ما في وقت آخر وهرسه وشويه لإنتاج وجبة جديدة دافئة ومحبوبة.
هيتسومابوشي (محافظة آيتشي)
هيتسومابوشي (ひつまぶし) وهو طبق ياباني خاص من مدينة “ناغويا” في محافظة آيتشي، يتكون من الأرز الياباني المطهو على البخار، وشرائح الثعبان البحر المشوي “أوناغي”، مع صلصة حلوة كثيفة وتوابل متنوعة ومقبلات جانبية يتم تقديمهم جميعاً في صينية واحدة.
ومن الصفات الفريدة التي يتميز بها هذا الطبق هو طريقة تناوله، حيث يتم تقسيمه إلى أربعة أقسام كالتالي:
القسم الأول: ضعوا الأرز في الطبق الجانبي المخصص وصبوا فوقه صلصة أوناغي، ثم ضعوا شرائح أوناغي فوق الأرز وصبوا المزيد من الصلصة. ويمكن أيضاً رش مسحوق الفلفل “سانشو” وعشب البحر واستمتعوا بتناوله.
القسم الثاني: ضعوا الأرز مع شرائح أوناغي في الطبق وتبلوهم بالبصل الأخضر المفروم وأعشاب البحر ومعجون “الوسابي”، واستمتعوا بحدة الطعم.
القسم الثالث: ضعوا الأرز مع شرائح أوناغي في الطبق، ثم أضيفوا مرق داشي الساخن إليهم وبعض التوابل المتوافرة واستمتعوا بمزيج لذيذ.
القسم الرابع: لا تترددوا في تناوله كما هو أو بالطريقة التي تفضلونها. حيث يقدم في كثير من الأحيان أيضاً مع وعاء من الشاي الأخضر لإضافة نكهة لذيذة.
كما تلاحظون في الصورة جميع التوابل والمكونات مقدمة مع طبق هيتسومابوشي لتناوله بطرق متعددة، وذلك باستعمال الطبق الفارغ المقلوب رأساً على عقب كما تشاهدون. وبهذا يمكنكم اكتشاف الطريقة التي تحبون تناول طبق ثعبان البحر بها.
جاميني “محافظة فوكوكا”
جاميني ( がめ煮) وهو مزيج من مجموعة من الخضروات مع قطع الدجاج مطهوة معاً في مرق منكه جيداً بصلصة الصويا والسكر. ويعود أصل هذا الطبق إلى الجزء الجنوبي من اليابان في محافظة فوكوكا بجزيرة “كيوشو”، ولكن مع مرور الزمن انتشر الطبق في جميع أنحاء اليابان.
وعادةً يوجد مجموعة من الخضراوات يتم استعمالها بشكل أساسي، مثل الرينكون “جذور اللوتس” والجزر، و”كونجاك” وهو مزيج من نشا من نوع من أنواع البطاطا مع بعض المياه الجيرية، متماسك يُشبه الهلام. وأيضاً يتم إضافة قطع الدجاج.
وبالنسبة لطريقة الطهي بشكل عام، يتم قلي الدجاج أولاً ثم الخضراوات، ثم يتم سلقهم جميعاً في المرق ابتداءً بقطع الدجاج ثم باقي الخضروات تدريجياً، مع تتبيل المرق وصلصة الصويا والسكر جيداً.
كما يوجد اسم آخر لهذا الطبق المشهور وهو “تشيكوزينني” مشتق من اسم محافظة “تشيكوزين” والتي تُسمى الآن فوكوكا. ومع ذلك إن اسم الطبق الأصلي هو “جاميني” مشتق من عبارة “جامي كوري كومو” والتي تعني “التجميع”، وذلك لأن جميع مكونات الطبق تُطهى معاً وتُقدم في طبق واحد.
وإلى جانب طهي طبق تشيكوزينني كطعام يومي، إلا أنه طبق مشهور يتم طهيه كجزء من طعام “أوسيتشي ريوري” أي طعام رأس السنة. حيث يتم طهيه بشكل جيد وتزيينه مثل تقطيع الجزر على شكل بتلات أزهار وتشكيل قطع كونجاك على شكل حبال ملتوية وغيرها من أشكال، وهو ليس بأمر صعب ولكن يحتاج لصبر ووقت.
ولأنه طبق خاص للاحتفال بالعام الجديد يبذل الناس جهدهم في إعداده بأجمل شكل وبألذ طعم، حيث يتم ترتيب الطبق جيداً ليتم تناوله لمدة ثلاثة أيام، وذلك كما يُقال حتى لا تضطر ربات المنزل للطبخ في رأس السنة.
الملخص
في كل محافظة ومنطقة في اليابان أطباق محلية تتميز بتتبيلة ومكونات خاصة بها وطريقة طهي مميزة، والجميل أن جميع هذه الأطباق المحلية صحية وتحتوي على خضراوات ومرق منكه، هذا إلى جانب أنها دافئة ومناسبة لتناولها في المواسم الباردة في أجواء عائلية أو جماعية مع الأصدقاء والأحباء.
وقد تكون هناك خضروات جديدة عليكم، وبالفعل هناك خضراوات آسيوية لا نعرفها في العالم العربي، ولكن يمكنكم إيجادها في المتاجر الآسيوية. أتمنى أن تجربوا هذه الأطباق بطعمها الأصلي في المحافظات التي نشأت فيها، وأتمنى لكم تجربة ممتعة. وأشكركم على القراءة.