نقدم لكم عشرة من أشهر الخرافات اليابانية القديمة التي تشير إلى الحظ الجيد!
في المقالة السابقة تحدثتُ عن الخرافات والأساطير التي تشير إلى الحظ السيء، وهذه المرة سأُقدم لكم الخرافات اليابانية التي تشير إلى الحظ الجيد. أعتقد أنه من الممتع التعرف على مثل هذه الخرافات لنتعمق أكثر في ثقافة اليابان في الماضي والحاضر. حتى أنه بمجرد النظر إلى شيء على أنه جيد فإن الشعور بالطاقة الإيجابية سيزيد وستنتشر هذه الطاقة والبهجة وتحدث أمور جيدة فعلاً.
فكما نرى أن الخرافات التي تشير إلى الحظ الجيد متجذرة بقوة في الثقافة اليابانية منذ القدم، ولذلك لنبدأ جولتنا في التعرف على خرافات الحظ الجيد!
العثور على نبات البرسيم رباعية الوريقات يجلب الحظ السعيد
في الواقع لا يوجد نبات برسيم ينمو بأربع ورقات بسهولة، وهذا هو السبب في ندرة نبات البرسيم رباعي الوريقات. ومع مثل هذه القيمة النادرة لهذه النبتة، فأصبح معنى زهرة البرسيم ذات الأوراق الأربع هي “السعادة”. وقد انتشر هذا المعنى على نطاق واسع في جميع أنحاء اليابان باعتبارها نبتة تجلب الحظ السعيد.
وحتى في خارج اليابان لاحظ الناس وجود شبه بين عروق نبات البرسيم ذات الأربعة أوراق مع شكل الصليب، فاعتقدوا أنه يوجد بها قوة ما تجلب الحظ السعيد.
ظهور جبل فوجي، والصقر، والباذنجان في الحلم الأول بعد بداية رأس السنة الجديد يجلب الحظ السعيد
هذه الخرافة تعود إلى العصور القديمة، حيث يقال إذا رأيتم في الحلم الأول للعام الجديد جبل فوجي والصقر والباذنجان، فأنتم محظوظون. حيث كان جبل فوجي في الماضي وجهة للعبادة وكان يعتبر مقدس، ولحتى الآن يعتبر جبل مقدس وله مكانة في قلوب اليابانيين لجماله الساحر.
وحول ضريح كوماغومي فوجي الموجود في إيدو “طوكيو” حالياً، كان يوجد حوله الصقور وحقول الباذنجان، فأصبح يُنظر إليهم على أنهم يجلبون الحظ السعيد.
رؤية فراشة صفراء في الربيع يجلب الحظ السعيد
منذ العصور القديمة في اليابان كانت الفراشات تعد كائنات أسطورية تجلب الحظ السعيد. ومن أحد هذه الأسباب هو أن لفظ كلمة فراشة (تشو 蝶) هو نفس لفظ كلمة طويل (تشو 長)، وكلمة مرتب أو منظم (تشو 丁). كما أن عملية نمو الفراشة تظهر التغيير والقفز، بمعنى التحول لشيء جميل وساحر يجذب الجميع.
وقدرة هذه الفراشة ذات اللون المبهر والمشع في التحول لهذا الشكل الجميل أبهر الناس في الماضي. كما أن اللون الأصفر في الفلسفة الصينية “فينغ شوي” يعني الحظ السعيد والتوفيق. فانتشر اعتقاد أن الفراشات الصفراء رؤيتها فأل حسن وتجلب الحظ الجيد في العمل.
عنكبوت الصباح يجلب الحظ السعيد (لا تقتل عنكبوت الصباح)
منذ العصور القديمة كان لدى اليابانيين عادة استعمال العناكب من أجل الحظ الجيد. فانتشرت خرافات أن عناكب الصباح كائنات تجلب الحظ السعيد. وأحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو أن عنكبوت الصباح، يُقال إنه رسول سماوي يربط العالم الدنيوي بالعالم السماوي.
كما يقال إن العناكب تمد شباكها فقط عندما يكون الطقس جيد، ولذلك عندما تقوم عناكب الصباح بمد شباكها فهذا يعني أن الطقس جيد وهذا يشير إلى أنها مخلوقات حسنة. فأصبح يتم تقديرها من قبل رجال الأعمال خاصةً، لأنها كانت تجلب الزبائن لهم باعتبارها كائنات تجلب الحظ السعيد.
اقتل عناكب الليل
في الخرافات اليابانية القديمة يقال أن عناكب الليل تجلب الحظ السيء وهي نذير شؤم. حيث يقال إن العنكبوت الليلي الذي يمد شباكه في الليل القاتم، يشبه القاتل الذي يستهدف فريسته في الليل، وأن رؤية العنكبوت ليلاً دليل على احتمالية دخول قاتل أو لص إلى المنزل.
ولذلك يقال أنه عند رؤية العنكبوت ليلاً يجب قتله والتأكد من عدم وجود شخص غريب مثل لص في المكان. وهناك أيضاً نظرية مفادها أن عنكبوت الصباح هو رسول الجنة، بينما العنكبوت الليلي هو رسول الجحيم. ونتيجة لذلك أصبحت عناكب الليل نذير شؤم.
الثعبان الأبيض يجلب الحظ السعيد
كان يعتقد في الماضي أن الثعابين البيضاء هي رسل الآلهة، وهناك العديد من الأضرحة في اليابان التي تُخلد الثعابين البيضاء. وفي الأصل كان يتم استعمال الثعابين منذ فترة طويلة لابادة الفئران التي تضر بالمنتجات الزراعية، وكان يُعتقد أن المنزل الذي يحتوي على ثعابين بيضاء ستتحسن ثروته ومكانته دون القلق بشأن المال.
كما تم التعامل مع الثعبان الأبيض على أنه مخلوق نادر جداً وثمين، لذلك يُقال أنه يجلب الحظ الجيد أكثر من غيره من أنواع الثعابين.
تزدهر الأعمال عندما يبني السنونو عشاً تحت السقف
منذ العصور القديمة كان المزارعون والتجار يؤمنون بخرافة أنه عندما تبني طيور السنونو أعشاشها، ستزدهر أعمالهم وستأتي السعادة والثروة. حيث يأكل طائر السنونو الآفات التي تضر بالمحاصيل، ويعمل برازه على طرد الحشرات ويفيد التربة كسماد.
كما أن طيور السنونو هي طيور تحب العيش حول البشر، ويقال أن لديها عادة بناء أعشاش في الأماكن التي يأتي ويذهب فيها العديد من البشر، لحماية أنفسهم من الغربان التي تعتبر أعدائها. ولذلك كان يُعتقد أن المكان الذي تبني فيه طيور السنونو أعشاشها سيكون مليء بالزبائن والزوار وستكون الأعمال مزدهرة.
ولاسيما أن طيور السنونو لها قدرة على استشعار الجو وبيئة المكان، حيث تحرص على اختيار مكان مريح من حيث درجة الحرارة والرطوبة لوضع بيضها، ومن هناك يقال أن طيور السنونو هي طيور ميمونة تشير إلى ازدهار النسل.
نبات هيراغي يمنع الكارثة
الهيراغي هو نبات شتوي من نوع من الأشجار الصغيرة دائمة الخضرة، وهو يتميز بأشواك حادة على حواف أوراقه. كما أن لهذا النبات اسم آخر وهو “أوني نو ميتسكي” ويعني عيون الشيطان، فانتشرت خرافة تشير تقول أن نبات هيراغي يمنع الكوارث، لأن له تأثير ضد الشياطين الذين لا يحبون الأشواك الحادة الموجودة على أوراقه.
ويقال في الفلسفة الصينية فينغ شوي، أنه يتم تزيين البوابات بنبات هيراغي لمنع دخول الشياطين ومنع الشر من دخول المنزل.
رؤية قوس قزح المزدوج يجلب السعادة
وهذا لأنه من النادر رؤية قوس قزح مزدوج، ولذلك يعتبر أكثر قيمة وندرة. وأصبح يشير للحظ السعيد في جميع أنحاء العالم. كما أن قوس قزح المزدوج له معنى “التخرج” و”البركة”. ويُقصد بـ”التخرج” هو أن الوقت قد اقترب للحصول على المكافأة على الجهد والتعب. أما “البركة” فهي تعني أن السعادة ستأتي في المستقبل القريب.
اكتب كلمة “شخص” (人) على راحة اليد ثلاث مرات وابتلعها لتخفيف التوتر
تقول الخرافة اليابانية أنه من خلال كتابة كانجي كلمة “شخص” في اللغة اليابانية (人)، على راحة اليد ثم ابتلاعها يخفف من التوتر والضغط. بمعنى “تخيل أن الكانجي الذي تم كتابته على اليد هو طعام حقيقي، وابتلِعوه بتقريب راحة اليد على الفم”. كما يوجد في منتصف راحة اليد نقطة تتجمع فيها تعب وتوتر الجسم، وبالضغط عليها بطريقة كتابة (人) قد يتمكن الشخص من تهدئة نفسه وعقله وتخفيف التوتر بدفع هذا التعب والضغط .
ووفقاً لإحدى النظريات فعند كتابة كلمة (人) على راحة اليد، فإنكم تقومون بشكل طبيعي بطريقة العلاج الوخز بالإبر التي كانت مشهورة في الماضي، والتي يُقال أن لها تأثير في تحسين التوتر.
الخلاصة:
وبالتأكيد مازال هناك الكثير من الخرافات اليابانية القديمة التي تشير للحظ الجيد والسعيد. وأعتقد أنه من الممتع التعرف على هذه الخرافات لمعرفة كيف كان أهل الماضي يفكرون، وما هي الأسباب التي كانوا يلاحظونها والتجارب التي كانوا يمرون بها لنشر هذه الخرافات.
أتمنى أنكم استمتعتم بالتعرف على خرافات وأمور جديدة عن اليابان. وأشكركم على القراءة!