اليابان هي جزيرة ذات جمال فريد، ولكن هناك ثلاثة مواقع توصف تقليديًا بأنها أكثر المواقع جمالًا في اليابان هي “نيهون سانكي”. لكن كيف تم اختيار هذه الأماكن؟ خلال فترة “إيدو” سافر العالم “الكونفوشيوسي شونساي هاياشي” عبر اليابان سيرًا على الأقدام وكتب كتابًا بناءً على تجاربه. في كتابه “ملاحظات حول بقايا الشؤون المدنية في اليابان”، نال إشادة منقطعة النظير على المواقع الثلاثة في اليابان التي يعتقد أنها توفر للمسافرين أجمل المناظر لا تُنسى “ماتسوشيما”، “أمانوهاشيداتي”، و”مياجيما” اليوم كما كانت في فترة إيدو.
هذه المناظر الثلاثة المذهلة، التي تتميز بالبحر والمساحات الخضراء الوفيرة، لمست قلوب الملايين من الناس وتم تخليدها في أعمال الشعراء والكتاب والفنانين. يُقال إنه يجب على الجميع رؤية هذه المناظر مرة واحدة على الأقل.
ما هي نيهون سانكي
تعد المناظر الثلاثة لليابان من أكثر المواقع الطبيعية شهرة في اليابان، وقد تم اختيارها أولاً في عام 1643 م. وتتمثل المناظر الثلاثة لليابان في ماتسوشيما (محافظة مياجي) وأمانوهاشيدات (محافظة كيوتو) ومياجيما (محافظة هيروشيما). تم تعيين هذه المواقع الثلاثة ذات المناظر الخلابة تتمتع بإطلالة على البحر والريف وكأماكن خاصة ذات موقع تاريخي فريد.
ماتسوشيما: محافظة مياجي
تقع “مدينة ماتسوشيما” على بعد نصف ساعة خارج “مدينة سينداي”، وتشتهر بخليجها، الذي تنتشر فيه العديد من جزر المكسوة بالصنوبر، وقد تم تصنيفه كواحد من أكثر المناظر الطبيعية الخلابة في اليابان لعدة قرون. تعرضت ماتسوشيما للزلزال والتسونامي في 11 مارس 2011، لكنها نجت من أضرار جسيمة بفضل موقعها المحمي داخل الخليج المنقط بالجزيرة.
تضم ماتسوشيما ما يزيد قليلاً عن 260 جزيرة صغيرة وكبيرة داخل وحول خليج ماتسوشيما. إنها واحدة من أكثر ثلاث مناظر خلابة في اليابان. تم تعيين ماتسوشيما كمكان خاص للجمال الطبيعي من قبل الحكومة اليابانية. ويضم المكان الكثير من المعالم الجذابة الأخرى، مثل الجزر الثلاث التي تحتوي على جسور تطل على مناظر فريدة، وأنصحكم بزيارة المعالم السياحية التالية: اسم “ماتسوشيما شيدايكان”. قد يستغرق الوصول إلى تلك المواقع بعض الوقت، ولكن جمالها الساحر يستحق ذلك.
ننصحكم بزيارة جزيرة “فوكورا”، فيمكنكم تمييزها بسهولة بفضل جسرها الأحمر الذي يبلغ طوله 252 مترًا. سيمكنكم دخول تلك الجزيرة والتجوّل بين الغابات المنتشرة ستستمتعون بمشاهدة منظر رائع للخليج.
أما ثاني الجزر التي ننصحك بزيارتها هي جزيرة “أوشيما” حيث تُعد المعابد وكهوف التأمل المنحوتة يدويًا، التي استخدمها الرهبان قديمًا، أماكن مثالية للتفكير والتأمل في أمور الحياة.
للاستمتاع بجمال خليج ماتسوشيما الأخاذ ننصحكم بالصعود على متن أحد القوارب ويمكنكم الاستمتاع بالإطلالات الخلابة والاقتراب أكثر من الطبيعة.
معبد “زويغانجي” هو واحد من أشهر معابد زن في منطقة “توهوكو”، وهو معروف جيدًا بأبوابه المنزلقة المذهبة والمطلية بشكل جميل فإنه يتميز بميزات لا تُرى عادةً إلا في القلاع بما في ذلك برج المراقبة وأرضيات إنذار العندليب. وهو محاط بكهوف صغيرة حيث عاش الرهبان في يوم من الأيام وكانوا يصلون فيه وكذلك ممشى تصطف على جانبيه أشجار الأرز.
تم تأسيسه في الأصل عام 828 م وأعاد بنائه للورد الإقطاعي “داتي ماساموني” كمعبد لعائلته في عام 1609 م. يُعد متحف زويغانجي الملحق بالمعبد مكانًا جيدًا لمشاهدة بعض كنوز عائلة داتي، بما في ذلك الأبواب المنزلقة المطلية والصور وتماثيل العشيرة.
أمانوهاشيدات: محافظة كيوتو
إن جمال كيوتو الساحر يجعل منها واحدة من أشهر المقاصد السياحية في اليابان. وبإمكان الزوار قضاء أيام أيضًا يجوبون خلالها أماكن شهيرة مثل شريط أمانوهاشيداتي الرملي الذي يعد أحد المناظر الطبيعية الثلاثة لليابان في شمال محافظة كيوتو. يمكن رؤية الشريط الرملي من الجبال الواقعة على جوانب متقابلة من الخليج أو استكشافه سيرًا على الأقدام. تم العثور على المياه العذبة في الخليج وتم اختيارها من قبل وكالة البيئة كواحدة من أفضل 100 ينبوع ونهر في اليابان في عام 1985. يمكنك الوصول إلى هناك في غضون ساعتين فقط بالقطار أو بالحافلة من محطة كيوتو.
تعني كلمة “أمانوهاشيداتي” باليابانية “جسر إلى السماء”، واشتق الجسر اسمه هذا من حقيقة أنه يبدو كطريق يربط بين السماء والأرض عند رؤيته من الجبال التي تعلوه من كلا الجانبين. أما الحاجز الرملي، فهو رفيع إلى حدٍ ما، وتحتل أشجار الصنوبر معظم مساحته. يشق هذا المسار الجميل طريقه بشكل طبيعي عبر المياه، حيث يزرع حوالي 8000 شجرة صنوبر على امتداد 3.6 كيلومترات.
لا يوفر شاطئ أمانوهاشيداتي إطلالات رائعة فحسب، فهناك شواطئ رائعة برمال ناصعة البياض على الجانب الشرقي يتوافد عليها السكان المحليون في فصل الصيف. وبفضل أشجار الصنوبر الكثيفة، توفر هذه الشواطئ الساحرة مشاهد تبعث على الراحة النفسية.
يضم الجانب الآخر من الخليج “متنزه كاساماتسو” الذي يمكن الوصول إليه أيضًا بالمصعد الكهربائي أو التليفريك. ومن هذا الموقع، يرى السكان المحليون مشهد الحاجز الرملي وكأنه يشبه “الكانجي” أو الأحرف الصينية التي تعبر عن الرقم “واحد”. واعتاد السكان المحليون على الوقوف بطريقة فريدة لمشاهدة الخليج على النحو الأمثل. بالانحناء مع وضع رؤوسهم بين سيقانهم، ويُطلق على تلك الوقفة باليابانية “الماتانوزوكي”.
جزيرة مياجيما: محافظة هيروشيما
مياجيما هي جزيرة صغيرة في محافظة هيروشيما، تُعرف أيضًا باسم “جزيرة الاله”. هذا هو المكان الذي يوجد فيه أحد أعظم المزارات اليابانية يُسمى “ضريح إيتسوكوشيما” وبوابة “توري” الحمراء العائمة الرائعة. قوموا بزيارة جزيرة مياجيما واستمتعوا بأروع بوابة روحية في اليابان.
تحيط بهذه الجزيرة زرقة بحر سيتو الداخلي، ويهيمن عليها اللون الاخضر الداكن نظراً للمرتفعات المغطاة بما عُرف بالغابات العذراء. حظيت هذه البقعة الخلابة (والتي يعني اسمها باللغة اليابانية “جزيرة الاله”) منذ العصور القديمة بالتبجيل كونها مكاناً مقدساً.
ضريح إيتسوكوشيما والذي صنف من قبل اليونيسكو كموقع من مواقع التراث العالمي يمكنكم زيارته خاصةً في الليل عندما يضيء اللون الأحمر للضريح بشكل مشرق وله جمال مهيب. كما أن مناظر الضريح الرائعة في الأجواء المقدسة في الصباح رائعة ولا يمكنك تفويتها، بالإضافة إلى موقعين آخرين على جزيرة مياجيما نأمل بأن تستمتعوا بهذه الزيارة للجزيرة في ذروة فصل الخريف عندما تبدو ألوان الأشجار على أروع ما تكون والجزيرة في أبهى حللها.
تُعدّ بوابة توري الشاهقة وجناح الضريح الواقعان في البحر من السمات المميزة لهذا الضريح. وينفصلان عن بعضهما بواسطة المياه أثناء انخفاض المد، يمكنك المشي على الرمال الرطبة وإلقاء نظرة فاحصة. إنه حقًا مشهد جميل في جميع أوقات اليوم، وخاصةً عند غروب الشمس.
الملخص
لكل من هذه المواقع الثلاثة في اليابان سحرها الخاص، وهي مشهورة بشكل خاص بين مواطني اليابان. بشكل عام، اليابان مليئة بالأماكن ذات المناظر الخلابة حيث يمكنك الاسترخاء والاستمتاع بكل شيء. إذا كنتم تبحثون عن المزيد من الشغف والتمتع أكثر بالمناظر الرائعة في جميع أنحاء البلاد، فننصحكم بخوض تجربة لزيارة أحد هذه المواقع الثلاث حتى تكتشفون بأنفسكم مدى روعتها.
